منبر كل الاحرار

شهيد الصولبان جميل.. ترك مكينة الخياطة لضمان راتب لأبنائه الـ 4 وزوجته

الجنوب اليوم – فاروق عبدالسلام

عمقت آفة الإرهاب التي تقف ورائها الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة تحت مسميات مختلفة أبرزها ما تُسمى بـ”داعش – القاعدة”، جراح مختلف فئات وشرائح المجتمع بدون استثناء، ولا مراعاة لأوامر وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف دين الوسطية والاعتدال البعيد كل البعد عن الغلو والتطرف والعنف وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح التي حرم الله قتلها إلا بالحق.
 
تعميق الجراح
جريمة الصولبان الإرهابية الثانية التي شهدتها محافظة عدن، الأحد الماضي، من خلال الهجوم الإرهابي الذي نفذه انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً واستهدف تجمعاً لجنود من منتسبي مختلف قطاعات وزارة الداخلية التي تشمل أفراد الأمن العام والبحث الجنائي وقوات الأمن الخاصة والنجدة وشرطة السير والدفاع المدني أثناء صرف المرتبات قرب منزل قائد قوات الأمن الخاصة بعدن العميد ركن ناصر سريع العنبوري، المقابل لمعسكر الصولبان في منطقة العريش مديرية خورمكسر شرقي عدن، جسدت عمق تلك الجراح بما سببته للعديد من أسر وذوي الضحايا من أوجاع وآلام ومعاناة بفقدان رب وعائل الأسرة وتسيير أمور حياتهم من بعده، نظراً للعدد الكبير من الأطفال الذين تيتموا وحُرموا من حنان وعطف الأبوة.
 
واقع “جميل”
ولعكس الواقع المرير الذي تخلفه آفة الإرهاب في المجتمع المكلوم أساساً بفعل الأوضاع الصعبة التي تعيشها عموم مناطق ومديريات عدن نتيجة الحروب والجرائم، رصدت “عدن تايم” من السكان وأقارب أحد ضحايا الجريمة الإرهابية، تفاصيل الحالة الاجتماعية لأحد الضحايا والألم الكبير لأسرته بعد فقدانه، الفقيد الجندي جميل جمال في العقد الرابع من عمره يعيش بمنطقة الطويلة مديرية صيرة “كريتر” بعدن، متزوج وله أربعة أطفال ثلاثة أولاد وفتاة جميعهم صغار في السن، ويسكن الفقيد جميل هو وأسرته من زوجة وأطفال في إحدى غرف منزل أسرته المتواضع ويقضون حياتهم البسيطة أسوة بالكثير من العائلات في عدن التي تعتمد على كسب قوت يومها من عرق جبين رب الأسرة، حيث كان يعمل جميل قبل فترة في مهنة الحياكة عن طريق ماكينة خياطة صغيرة على طاولة في سوق البز الشهير بـ”السيلة” وسط كريتر، وعند فتح باب التجنيد للعمل في المؤسسة الأمنية التحق “جميل” بالعمل الأمني كجندي من أجل تعزيز مصدر دخله وإعانته على الإنفاق وتدبير الاحتياجات الأساسية لأفراد أسرته ليعيشوا حياة كريمة وآمنة ومستقرة.
 
ضحايا الإرهاب
وقال السكان وأقارب الفقيد جميل لمحرر “عدن تايم”، رغم ما بذله وسعى من أجله “جميل” من أجل العيش حراً وعفيفاً وعدم مد يده لأحد من خلال عمله في مهنة الخياطة ومن ثم التحاقه بالتجنيد والعمل الأمني، إلا أن الفقيد جميل راح ضحية الجريمة الإرهابية والانتحارية في الصولبان التي قتلته وكتبت النهاية لحلمه في تكوين أسرة والعيش بكرامة وأصابت جميع أفراد أسرته بمقتل، نتيجة فقدانهم “جميل” وبات أطفاله الأربعة أيتام بسبب آفة الإرهاب.
التفاصيل والمعاناة الخاصة بحياة الفقيد جميل وأسرته، ما هي إلا واحدة للعديد من الحالات المشابهة للكثير من الشباب الضحايا والمصير الصعب لأسرهم بسبب الإرهاب والإرهابيين الذين حولوا الحياة والأحلام المشروعة لأمثال الشاب الفقيد جميل إلى جحيم وواقع أشد إيلام وصعوبة اعتادت على صناعته أيادِ ملطخة بدماء الأبرياء لا تكترث لصنيعتها التي تسببت بصرخات الألم والمعاناة للأيتام والأرامل والثكالى من ذوي الضحايا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com