منبر كل الاحرار

الحقيقة الكاملة .. التحالف والاصلاح يتقاسمون أحتلال الجنوب بذريعة محاربة الحوثيين

الجنوب اليوم | خاص

 

أستخدم التحالف من جماعة الحوثي فزاعة لتخويف أبناء الجنوب وتتويه الرأي العام عن المخطط الاستعماري الجديد الذي لم يكن يستهدف الشمال بقدر ما يستهدف مقدرات الجنوب ويستهدف القضية الجنوبية ، فاليوم واليمن على اعتبار العام السادس من الحرب تحول الجنوب من الضالع وحتى المهرة وسقطرى إلى ساحة حرب مفتوحة طرفيها التحالف وحزب الإصلاح من جهة والمجلس الانتقالي الجنوبي والجماعات القبلية الرافضة للتدخل العسكري في المهرة ،وعلى تلك الفترة لم تشهد شوارع صنعاء أي مواجهات عسكرية بين أي قوى عسكرية ، كما شهدت وتشهد عدن ، فمدينة عدن بعد خروج الحوثيين منها في النصف الثاني من العام 2015م حتى اليوم تعيش حالة حرب مفتوحة والدمار الذي طال هذه المدينة يفوق الدمار الذي طال المنشاءات الحكومية والمباني في صنعاء من قبل طيران التحالف الذي شن الآلاف من الغارات الجوية على تلك المدينة التي تعيش حالة استقرار أمني غير مسبوق منذ سنوات ، بعكس عدن التي تعاني من تصارع الجماعات المسلحة وانتشارها وارتفاع معدلات الاغتيالات والسطو المسلح والاعتقالات القسرية ومداهمات المنازل ومظاهر الرعب الذي تنشره الجماعات المسلحة التي تتقاسم المدينة وتفرض نفوذها عليها .
على مدى السنوات الخمس الماضية تداولت الإمارات والسعودية السيطرة على الجنوب تحت شعار إعادة الشرعية وحولت عدن إلى عاصمة لنظام 7 /7 ، رغم ممانعة أبناء الجنوب ، وعملت على كسر إرادة الجنوبيين أبتداءً بضرب المقاومة الجنوبية والقضاء على الحراك الجنوبي السلمي وتفتيته وتشتيت قواه ، ومن ثم تصعيد قوى جديدة كالمجلس الانتقالي الجنوبي من قبل الإمارات والذي استخدمه التخالف كأداة محلية لتفريغ الحماس الثوري لأبناء الجنوب والهائهم عن القضية الأساسية وتحت غطاء الانتقالي تم تجنيد قرابة 90 الف من أبناء الجنوب من قرى ومناطق معينة على أساس مناطقي كقوات موالية للإمارات معظمهم من محافظة لحج ، بينما كانت المطالب الشعبية تتجه نحو إعادة تشكيل جيش جنوبي رسمي لحماية الجنوب ومكتسباته وتحقيق مطالب الشعب الجنوبي باستعادة الدولة إلى حدود ماقبل عام 1990 م ، أسست الإمارات مليشيات خاصة بها تعمل وفق اجندتها بتوافق سعودي ودفعت بها إلى محارق الموت في الساحل الغربي والحدود الجنوبية للسعودية لتدافع عن النظام السعودي من جانب وتقاتل الحوثيين ليس من أجل الجنوب وانما من اجل أعادة نظام 7/ 7 إلى الحكم مرة أخرى في تناقض مع أهداف الثورة الجنوبية التي انطلقت عام 2007م وأطفئتها السعودية والإمارات خلال السنوات الماضية تحت مخاوف مصطنعة من قبل تلك الدول التي تقود حرب في اليمن منذ خمس سنوات تحت شعار إعادة الشرعية بينما تلك الشرعية التي تعد العدو الأول لأبناء الجنوب كونها امتداد لنظام 7/7 .
ولعل الشواهد كثيرة ولا تحتاج الكثير من الجهد من قبل أي مراقب جنوبي لتحولات التحالف وأهدافه الخفية في الجنوب ، فاليوم ونحن بعد خمس سنوات من الحرب نلاحظ بكل وضوح جحم المؤامرة التي تحاك على الجنوب وابنائه وثروته ومقدراته ، فالحرب التي أعلنت في السادس والعشرين من مارس 2015 بقيادة السعودية والإمارات ضد الحوثيين فشلت في الشمال بتحقيق أي اهداف وارتدت نحو الجنوب ، ولذلك تتواجد القوات السعودية في عدن بعتادها وعدادها الكبير في عدن وتنشي 33 معسكراً في محافظة المهرة وتتواجد في وادي حضرموت ومكنت قبل أشهر مليشيات حزب الإصلاح من السيطرة على محافظة شبوة وإعادة نفوذها في محافظة أبين وتعمل على إيصال الآلاف من مليشيات حزب الإصلاح إلى مدينة عدن تحت ذريعة تنفيذ اتفاق الرياض ، وهو الاتفاق السياسي الذي رعته الإمارات والسعودية لوأد القضية الجنوبية بشكل كلي واستبدالها بفرض نظام 7/7 في الجنوب بالقوة ، وبينما تؤكد الأحداث ان تحالف أعادة دعم الشرعية قد فشل في الحفاظ على بعض المكتسبات التي حققها خلال السنوات الماضية في جبهات الشمال ، سقطت أكثر جبهة نهم بمساحة 2500 كلم الشهر قبل الماضي وسقطت محافظة الجوف واصبح الحوثيين في محيط مدينة مأرب ويقاتلون في البيضاء والضالع وتعز والحديدة وصعدة وحجة ، وفي الوقت الذي تتقلص مكاسب الإصلاح في الشمال وتتبخر مكتسبات التحالف في تلك المحافظات يتسع نطاق التواجد العسكري لمليشيات الإصلاح في أبين وشبوة وحضرموت ويتراجع في مأرب والجوف ونهم , ويتصاعد التواجد العسكري للسعودية في المهرة وعدن مقابل تقلصه في جبهات ما وراء الحدود ، ومع ذلك تسعى السعودية التي نشرت الآلاف من العسكريين السعوديين في محافظة المهرة الجنوبية الأمنة لتجنيد الآلاف من أبناء الجنوب للقتال عوضاً عن تلك القوات السعودية التي تفرض سيطرتها بالقوة في المهرة تحت ذريعة محاربة التهريب للحوثيين .

وفي نفس الاتجاه، يسعى التحالف اليوم في الساحل الغربي لتسليم قيادة الساحل الغربي لطارق عفاش نجل شقيق الرئيس الأسبق علي صالح قائد حرب صيف 1994م كما سلمت حضرموت وشبوة لمليشيات الإصلاح التي يقودها أمير حرب صيف عام 1994م أيضاً ، فالسعودية ومن عاصمة دولة الجنوب عدن تفرض سياسة تجويع على القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي وتقطع رواتب الحزام الأمني والدعم والاسناد والتشكيلات العسكرية الأخرى منذ أربعة اشهر حتى وصل الحال ببعض الجنوب إلى الانتحار واخرين باعوا أسلحتهم ليوفروا لقمة العيش الأساسية لأطفالهم ، وفي مقابل ضرب وتفكيك منظومة القوات التابعة للانتقالي تقوم السعودية بصرف رواتب وامتيازات واكراميات لمليشيات الإصلاح ، الحال نفسة انطبق على الوية العمالقة الجنوبية في الساحل الغربي الذين اضطر بعض قادهم إلى الاستقالة في ظل الضغوط الكبيرة التي تمارسها السعودية ضدهم لتسليم مصيرهم وقرارهم للعميد طارق عفاش .
ورغم كل هذه الشواهد التي تثبت أن العدو الأساسي للجنوب اليوم ليس الحوثي والذي قد يتوقف في حدود الشمال في حال فك الارتباط وتحقيق الاستقلال الكامل للجنوب ، بل العدو الأساسي هو حزب الإصلاح ودول التحالف التي تتواجد عسكرياً في الجنوب .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com