منبر كل الاحرار

الجنوب اليوم يكشف ذرائع ومبررات التواجد الامريكي في حضرموت

الجنوب اليوم | خاص

 

“لم تفارق أنظار واشنطن حضرموت” بتلك العبارة التي رددها السفير الأمريكي لدى اليمن كريستوفر هنزل، خلال أكثر من زيارة قام بها العام الماضي إلى مدينة المكلا يتجسد التواجد الأمريكي في محافظة حضرموت، فأكثر من زيارة قامت بها وفود أمريكية عسكرية وأمنية رفيعة وصلت إلى حد إرسال واشنطن مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الصراعات ودعم الاستقرار، دينيس ناتالي، إلى المكلا على رأس وفد أمني وعسكري كبير وصل مدينة المكلا في 25 يونيو 2019م.
الاهتمام الأمريكي بالمكلا وحضرموت بشكل عام لفت أنظار كل المراقبين، ودفع الكثير منهم بتتبع خطوات أمريكا في المحافظة التي تحتل موقعاً استراتيجياً شرق اليمن، وتطل على 500 كيلومتر من الساحل الشرقي على البحر العربي وتقع على شمال السعودية وجنوب البحر العربي، وعلى مدى العقود الماضية كانت محل أطماع السعودية التي تعد أبرز حلفاء أمريكا في المنطقة والعالم.

الإرهاب كذريعة للتدخل

في العام 2010م، طالبت أمريكا حكومة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بإتاحة المجال لها بإنشاء عدة قواعد عسكرية في سقطرى وحضرموت وعدن، ووفقاً لما أطلق عليها بصفقة (صالح ــ بترايوس) والتي من خلالها تم التوقيع بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال ديفيد بترايوس على اتفاقية حملت مسمى تعاون عسكري في مكافحة الإرهاب، وتم السماح للأمريكان بالتواجد العسكري في قاعدة العند العسكرية وقيادة المنطقة العسكرية الثانية وتم السماح للأمريكان بشن أي عمليات جوية ضد القاعدة وبموجب الصفقة نفذت أمريكا اكثر من إنزال جوي على الأرض دون إبلاغ الحكومة اليمنية، فتم إنشاء غرفة عمليات أمريكية في قيادة المنطقة العسكرية الثانية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب وبعد ذلك أضافت أمريكا مكافحة القرصنه البحرية إلى مهام غرفة العمليات العسكرية، وعلى مدى الفترة 2010م ـ 2015م شن الطيران الأمريكي بدون طيار عشرات الغارات على عناصر تنظيم القاعدة في وادي حضرموت والمكلا، وخلال ذات الفترة اعتمدت واشنطن على الرياض لإنعاش القاعدة في المحافظة والتي نفذت عشرات العمليات الإرهابية بحق جنود وبنوك وشملت السيطرة على مدن في الوادي وتنفيذ سلسلة اغتيالات بحق منتسبي الأمن في المحافظة، وفي منتصف العام 2013م، تعرض مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في المكلا لعمليتين انتحارية أو عمليات انغماسيه فشلت الأولى ونجحت الثانية في السيطرة على عدد من المباني التابعة للمنطقة العسكرية وإحدى تلك المباني تم تدميرها كانت تستخدم كغرفة عمليات لقوات البحرية الأمريكية.
وقبيل إعلان قيادة التحالف الحرب في اليمن في مارس 2015م، فر العشرات من عناصر القاعدة من السجن المركزي بالمكلا أبرزهم زعيم تنظيم القاعدة في اليمن حالياً خالد باطرفي وسرعان ما تم تسليم مدينة المكلا لتنظيم القاعدة في الرابع من أبريل من نفس العام، وبتواطؤ سعودي أمريكي حكمت القاعدة المكلا عاماً كاملاً، قبل أن يتم التنسيق مع قيادة التنظيم التي انسحبت عقب إعلان التحالف مطلع أبريل من العام 2016م حملة عسكرية لتحرير المكلا من القاعدة وتلك الحملة لم تتصادم مع عناصر التنظيم التي انسحبت وفق اتفاق إلى شبوة بكامل عددها وعتادها، وتحت تلك الذريعة احتلت الإمارات مطار الريان وحولته إلى قاعدة عسكرية إماراتية أمريكية وهو ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أواخر عام 2016، واعترفت بوصول قوات أميركية رمزية إلى القاعدة العسكرية الإماراتية -الأميركية المشتركة التي أنشئت في مطار الريان أواخر العام نفسه وفق تأكيد الصحافة الأمريكية.

التحرك الأمريكي في حضرموت

الاهتمام الأمريكي الكبير بحضرموت وتحديداً بالمكلا ومطار الريان الذي تحول إلى قاعدة عسكرية أمريكية ترجمته الزيارات المتكررة لقيادات لسفراء واشنطن، حيث رصد أول زيارة للسفير الأمريكي السابق ماثيو تولر، أواخر عام 2017، وقيامه بزيارة غرفة العمليات العسكرية الأمريكية في مطار الريان، ثم قام بزيارة أخرى قبيل انتهاء فترة عمله أيضاً في العام 2018م إلى المكلا برفقة السفير السعودي محمد ال جابر للمشاركة في حفل تسليم المحتل الإماراتي مهامّ حماية سواحل حضرموت لقوات «خفر السواحل».
تلا ذلك زيارة وفد أميركي أمني برئاسة القائم بأعمال السفارة الأميركية لدى اليمن، جنيد منير، مدينة المكلا خلال العام 2019، يرافق وفد أميركي رفيع المستوى رأسته مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الصراعات ودعم الاستقرار، دينيس ناتالي، دون تنسيق مسبق مع حكومة هادي.
العام الماضي قام السفير الأميركي لدى اليمن حالياً كريستوفر هنزل بزيارة مدينة المكلا مرتين والتقى بمحافظ حضرموت الموالي لهادي فرج سالمين البحسني وكذلك في زيارة أخرى شارك في اجتماع للقيادات العسكرية والأمنية في حضرموت.
العام الجاري زعمت الإمارات أنها سلمت مطار الريان وستعيد فتحه للرحلات المدنية، ولكن هبطت في المطار الطائرة التي تقل السفير الأمريكي ووفود وجنود أمريكيين من المارينز ومن البحرية الأمريكية فقط، وعلى مدى العامين الماضيين كشفت التحركات الأمريكية عن التقاء المطامع والمصالح الأمريكية السعودية في حضرموت، فواشنطن تمتلك قاعدة عسكرية في مطار الريان وغرفة عمليات تحت مسمى مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب تتكون من غرفة عمليات لمراقبة تحركات الجماعات الإرهابية في المنطقة الشرقية من اليمن حد مزاعم واشنطن وقاعدة أخرى تقع في وادي حضرموت لضمان المصالح السعودية الأمريكية في حضرموت تحميها قوات أميركية تتواجد في مياه البحر العربي، ورسوّ عدد من البوارج الحربية وحاملات الطائرات الأميركية قبالة شواطئ المكلّا والشحر على بعد حوالى 100 ميل من سواحل حضرموت حسب اعتراف البنتاجون الأمريكي.

معتقل الريان

استخدمت قاعدة مطار الريان في المكلا كمعتقل يشبه معتقل “غوانتاناموا”، وارتكبت فيه القوات الإماراتية أبشع أنواع التعذيب ومن أنواع التعذيب التي كُشفت تسليط الكلاب البوليسية على المعتقلين، ونزع الأظافر، والاغتصاب الجنسي، وإدخال أدوات في مؤخرات بعض المعتقلين، والتعذيب باستخدام الكهرباء، والسجن الانفرادي، والاعتداء البدني، والحرمان من الزيارة، وبعدما كشفت جرائم الإمارات وأمريكا بحق العشرات من المعتقلين اليمنين من أبناء حضرموت والمحافظات الجنوبية، وأصبح حديث المنظمات الدولية العاملة في مجال رصد الانتهاكات وجرائم الحرب، زعمت الإمارات قيامها بتسليم مطار الريان لحكومة هادي، وأعلنت مطلع العام الجاري إعادة افتتاح المطار أمام الرحلات المدنية، في محاولة منها لتتويه الرأي العام عن السجن السرّي الكبير الذي تديره منذ أواخر العام 2016م.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com