منبر كل الاحرار

هل يحق للانتقالي التباهي بإعلان عدن التاريخي؟

الجنوب اليوم | تقرير

 

يتباهى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات وناشطين إعلاميين موالين لأبوظبي بإعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017 والذي تمخض عنه تشكيل المجلس الانتقالي بدعم من الإمارات.

غير أن التباهي بهذا الإعلان مبالغ فيه، بل يقدم مغالطات مفضوحة يحاول ناشطو الانتقالي من خلالها التغطية على الفشل الذريع والهبوط المخزي لقيادات الانتقالي التي انحرفت بمسار العناوين التي رفعتها في 4 مايو 2017 بشأن الدفاع عن الجنوب وقضيته العادلة، في حين ثبت على مر السنين الأربع الماضية أن الانتقالي لم يقدم شيئاً للجنوب وإنما جاء إنشاؤه بطلب من الإمارات ليكون عبارة عن مخزن بشري يقدم للتحالف المئات من أبناء الجنوب الذين حوّلهم الانتقالي إلى مجرد بنادق ومرتزقة بيد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهذا الحديث ليس كلاماً إنشائياً بل هو ما صرح به نائب رئيس الانتقالي بنفسه هاني بن بريك في أكثر من مقابلة تلفزيونية وأكثر من تغريدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

لم يقدم الانتقالي شيئاً لأبناء الجنوب والحقائق على أرض الواقع تحكي ذلك بكل وضوح، فلا تحولت عدن إلى “دبي ثانية” كما ظل قيادات وأبواق الانتقالي يتغنون بالمجلس ويقدمون عبارات المديح والثناء بشكل مبتذل لكل من السعودية والإمارات، ولا حافظت عدن وبقية المدن الجنوبية الأخرى على وضعها السابق من الناحية الأمنية أو الاقتصادية أو المعيشية أو الاجتماعية، بل زادت الأوضاع بمختلف تلك المجالات سوءاً وانهياراً وليس أدل على ذلك من انهيار خدمة الكهرباء في معظم المدن الجنوبية بدءاً بعدن “عاصمة الاجنوب” و”عاصمة الشرعية” المؤقتة المنفية، وعلى القارئ أن يقيس على ذلك بقية الخدمات الأخرى التي انهارت في المدن الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي فعلياً وشكلياً تحت سيطرة الانتقالي والشرعية.

ولعل المتتبع لعبارات الثناء والتبجيل والتمجيد التي يسوقها ناشطو وقيادات الانتقالي في حق القيادتين الإماراتية والسعودية، باعتبارهما مؤيداً ومسانداً للانتقالي – حسب ما يزعم الانتقالي – يدفعه إلى التساؤل عما قدمته كلاً من الرياض وأبوظبي للجنوب وأبنائه المحاصرين حتى اليوم وكأنهم يعيشون في المناطق الخاضعة لسيطرة سلطة الحوثيين المحاصرة من قبل التحالف السعودي الإماراتي براً وبحراً وجواً، فالتحالف عموماً والإمارات خصوصاً لم تسمح لحلفائها في عدن (الانتقالي) بتشغيل أي مؤسسة إيرادية رسمية بما يسهم في تحسين الوضع المعيشي للمواطنين وقبلهم الموظفين الذين يشكون اليوم بعد 6 سنوات من الحرب من انقطاع مرتباتهم، فمطار عدن مثلاً تحت سيطرة قوات التحالف وحتى حين كانت الإمارات هي المسيطرة على عدن ظل المطار تحت سيطرة قواتها ولم يكن الانتقالي يستطيع التحكم بأي جزئية بسيطة داخل المطار أو بمن يخرج أو يدخل من المواطنين أو بعدد الرحلات، حتى مسألة مبيت طائرة اليمنية الوحيدة داخل مطار عدن لم يجرؤ الانتقالي على مطالبة القوات الإماراتية المسيطرة على المطار بالسماح لطائرة اليمنية بالمبيت في مطار عدن وكانت الطائرة تضطر لوضع الركاب ثم تغادر مطار عدن متجهة إلى أحد مطارات جيبوتي للمبيت هناك مقابل آلاف الدولارات يومياً.

كما لم تسمح الإمارات للانتقالي بالاستفادة من موانئ الجنوب أو بقية مطاراته كما هو الحال مع ميناء بلحاف الغازي، أو مطار الريان بالمكلا الذي تتخذ منه أبوظبي قاعدة عسكرية مغلقة لقواتها المحتلة لأرض المطار.

وطوال فترة سيطرة الإمارات على عدن وبعض المناطق الجنوبية لم يقدم الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات أي شيء في سبيل تحسين الأوضاع في عدن أو حتى تقديم نموذج ناجح في إدارة أي مؤسسة أو أي ملف من الملفات التي كان الجنوبيون ينتظرون حلاً نموذجياً لها بناءً على ما كانوا يسمعونه ويقرأونه يومياً من وعود وأمنيات يومية من قبل قيادات الإمارات والانتقالي وأبواقهما الإعلامية.

وحتى بتبديل الأدوار بين الإمارات والسعودية وسيطرة قوات الأخيرة على عدن بعد إعلان أبوظبي المزعوم بشأن انسحابها من اليمن، ظلت علاقة الانتقالي بالتحالف السعودي علاقة التابع بالمتبوع، فبن بريك بنفسه سبق له أن قالها صراحة وهو يخاطب محمد بن سلمان في إحدى المقابلات التلفزيونية أنهم في الانتقالي سيكونون جنوداً مجندة بيد من أسماه بن بريك بـ”قائدهم وولي أمرهم” في إشارة لبن سلمان وأنهم مستعدون للقتال تحت قيادة السعودية في أي مكان داخل اليمن أو خارجه، هكذا قدم الانتقالي أبناء الجنوب كمرتزقة وبنادق قتال بيد الرياض وهذا هو الشيء الوحيد الذي برع الانتقالي في تنفيذه، فعلامَ يحتفل الانتقاليون بمرور 4 سنوات من إعلان عدن التاريخي؟ وما الذي يمكن الاحتفال وأبناء الجنوب يعانون في شتى المجالات أكثر من معاناة المواطنين بمناطق سيطرة الحوثي الذين يشكلون 70 % من إجمالي سكان اليمن؟ مع الوضع بالاعتبار أن مناطق الجنوب “محررة” ومناطق الشمالي محاصرة!.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com