منبر كل الاحرار

(تقرير) تحركات للرباعية لتلافي انفلات الأوضاع في الجنوب من سيطرتها بحقنة مهدئة

الجنوب اليوم | تقرير

 

 

دعت الدول الرباعية المعنية بالإشراف وإدارة الحرب في اليمن “السعودية والإمارات وبريطانيا وأمريكا” في بيان صدر مساء أمس الخميس إلى عودة سريعة لحكومة الشرعية إلى مدينة عدن، في تكرار ممل لسياسات الرباعية التي تفرض سيطرتها وتحكمها بجنوب اليمن للعام السابع على التوالي فيما الجنوب يسير من سيء إلى أسوأ.

وبدت الرباعية في بيانها متخوفة من انفلات الأوضاع في الجنوب من سيطرتها مع احتمال تبدد سلطة الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات في عدن من جهة وسقوط سلطة الإصلاح التي تقود الشرعية في حضرموت وشبوة وذلك بفعل الحراك الشعبي الغاضب الذي عم معظم مديريات حضرموت ومديريات عدن وبدأ بالتوسع لمحافظات جنوبية أخرى بفعل انهيار الأوضاع المعيشية واستمرار الصراع والفساد بين أطراف اتفاق الرياض.

ورغم انقسام الأطراف والمكونات الجنوبية سياسياً مع حكومة هادي، إلا أنها توحدت هذه المرة ضد الاحتجاجات السلمية وأقر كلاً من وزارة داخلية حكومة هادي واللجنة الأمنية في محافظة شبوة التابعة لحزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات حضر المظاهرات السلمية ووجهت بقمع المتظاهرين بالقوة.

ورغم وقوف الرباعية خلف ما يعيشه أبناء الجنوب من أوضاع مأساوية على المستويات الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إلا أنها قالت في بيانها المشترك الذي صدر بعد اجتماع لسفراء هذه الدول أنها تعرب عن قلقها بشأن انخفاض قيمة الريال اليمني وارتفاع أسعار المواد الغذائية وتأثير ذلك على الوضع الاقتصادي والإنساني الراهن.

 

وسبق أن  تواجدت حكومة هادي في عدن لعدة أشهر إلا أن بقاءها هناك لم يثمر شيئاً حيث استمر الفساد المستشري في مفاصل سلطة الشرعية التي يقيم أصحاب القرار فيها خارج اليمن، بالإضافة لعدم دعم الاقتصاد اليمني من قبل الدول الرباعية كما كانت قد وعدت بذلك سابقاً قبل تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى استمرار انتهاج حكومة هادي سياسة اقتصادية تدميرية للريال اليمني والاقتصاد بشكل عام حتى وصل سعر الدولار الواحد إلى أكثر من 1100 ريال وسط تأكيدات من مختصين بالشأن الاقتصادي والمصرفي بأن الريال اليمني في مناطق سيطرة حكومة هادي سيواصل انهياره حتى يصل إلى 1500 ريال للدولار الواحد فيما لا يزال سعر الصرف يحافظ على استقراره في مناطق سيطرة الحكومة الموالية لحركة الحوثي في صنعاء عند 600 ريال للدولار الواحد.

وأكد البيان تأييده لاتفاق الرياض الذي قسمت فيه كلاً من الرياض وأبوظبي السلطة في الجنوب بين الرئيس هادي والإصلاح من جهة والمجلس الانتقالي الجنوبي من جهة ثانية، والذي لم يتم تنفيذ بنوده حتى الآن رغم التوقيع عليه في نوفمبر 2019.

ويؤكد مراقبون إن دول الرباعية ستعمل على تهدئة الأوضاع في جنوب اليمن مؤقتاً لتهدئة الشارع الجنوبي المنتفض في وجه التحالف السعودي الإماراتي وحليفيه الانتقالي والشرعية، مشيرين إن الحقنة المهدئة سينتهي مفعولها سريعاً وأن أبناء الجنوب سيتم خداعهم لامتصاص غضبهم مؤقتاً ولن يلمسوا أي تحسن في الأوضاع المعيشية إلا بشكل مؤقت فقط.

وتوقع المراقبون أن التحالف قد يعمل على تهدئة الشارع الجنوبي عبر تسديد الرواتب المتوقفة لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط كما قد تدفع السعودية بكمية من الأموال بالعملة الصعبة لخفض سعر صرف الدولار ورفع قيمة الريال اليمني في الجنوب بنسبة بسيطة جداً، غير أن هذه الإجراءات – وفق المراقبين – ليست الحل، إذ سرعان ما سيعاود الريال اليمني فقدان قيمته من جديد بالإضافة لاستمرار ارتفاع الأسعار وعدم جدوى تسديد رواتب شهرين أو ثلاثة أشهر للموظفين بسبب التراجع المريع في القيمة الشرائية للريال اليمني.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com