منبر كل الاحرار

(تقرير) سيناريو التطورات والتحولات في شبوة.. غباء الإصلاح واستغلال الانتقالي وعفاش المكشوف

الجنوب اليوم | تقرير

 

 

تستخدم الإمارات مصطلح “توغل الحوثيين” كفزاعة لتحريك الموالين لها في الجنوب للانقضاض على شبوة الغنية بالنفط والتي تحكم قوات الإصلاح قبضتها الأمنية والعسكرية عليها مستأثرة بما فيها من ثروات وتتخذها سلطة الإخوان كمنطلق لتهريب مئات الآلاف من الأطنان من النفط الخام عبر البحر وبيعه خارجياً وتحويل عائداته إلى خزائن قيادات الإصلاح والشرعية في الخارج.

وبذريعة سقوط مديريات بيحان وعين وعسيلان شمال شبوة والحدودية مع مديريات جنوب مأرب، ذهبت الإمارات للدفع بالمجلس الانتقالي وإعلام طارق صالح وبعض المتعاطفين مع المجلس التابع للإمارات في شبوة من قيادات قبلية وقيادات عسكرية تابعة لهادي من أبناء الجنوب، دفعت أبوظبي بكل هؤلاء لشن هجوم على حزب الإصلاح وقواته العسكرية وتصعيد الخطاب ضدها وتغذية حراك قبلي مسلح في أكثر من مديرية للمطالبة بخروج قوات الإصلاح من شبوة بذريعة أنها سلمت المديريات الشمالية للمحافظة لقوات الحوثي دون قتال وأنها بذلك ستتجه لتسليم بقية محافظة شبوة للحوثيين للسيطرة عليها.

ولوقف هذا المخطط الذي زعمته الإمارات وتحاول نشره وإقناع قبائل شبوة به، تدفع أبوظبي بحلفائها خاصة قوات طارق صالح للسيطرة على شبوة وطرد قوات الإصلاح وإزاحة سلطة الحزب بقيادة المحافظ الإصلاحي محمد بن عديو والسيطرة العسكرية على المحافظة – قبل أن يسلمها الإصلاح للحوثيين، بحسب ما يتم الترويج له -.

هل يعقل أن يفتح الإصلاح على نفسه جبهة مواجهة جديدة مع الحوثي في مأرب؟

فزاعة الإمارات التي استخدمتها لتحريك الأرض من تحت الإصلاح في شبوة، يؤكد مراقبون بأنها غير صحيحة، فقوات الإصلاح التي تستميت قتالاً في مأرب سواءً ببعض عناصرها المنضوية ضمن جيش الشرعية أو بالموالين للإصلاح من بعض القبائل المحيطة بمدينة مأرب هي ذاتها المتهمة إماراتياً بأنها انسحبت طواعية من مديريات شمال شبوة، وهذا الاتهام غير منطقي فكيف لمن لا يريد أن تسقط مأرب من يده أن يفتح المجال أمام الحوثيين للانقضاض عليه من الخلف؟، وكيف بمن كان يقاتل الحوثيين في جبهتين شمالية وغربية بمحيط مدينة مأرب أن يفتح المجال لخصمه لتطويقه بفتح جبهة جديدة من الجهة الجنوبية وتضع الإصلاح محصوراً بين ثلاث جبهات ممتدة من الشمال وحتى الغرب فالجنوب؟.

الإصلاح بلا حاضنة شعبية

المشاهد التي بثها الحوثيون على وسائل إعلامهم أثناء العمليات العسكرية لهم في مديريات شمال شبوة تثبت أن القتال في هذه المديريات للسيطرة عليها كان قتالاً بسيطاً ولا يكاد يذكر، وأيضاً الخروج الكبير الذي تفاجأ الشارع اليمني به لأبناء بيحان وعين وعسيلان في شبوة في فعالية المولد النبوي الشريف قبل عدة أيام يثبت أيضاً أن الحاضنة الشعبية في هذه المديريات كانت مهيأة لاحتضان قوات الحوثي لدرجة أن ناشطون بحزب الإصلاح وآخرون موالون للشرعية متواجدون خارج اليمن ذهبوا لاتهام أبناء هذه المناطق بخيانة التحالف والشرعية، ما يعني أن الإصلاح في الأساس يقاتل في المناطق التي يسيطر عليها بأبناء القبائل الموالين له ولأنه لا يوجد لديه حاضنة شعبية في مديريات شمال شبوة فإن تلك الجبهات والمناطق بدت عند دخول قوات صنعاء إليها كأنها خالية من أي وجود عسكري فعلي لجيش الشرعية.

في هذا السياق يرى مراقبون إن على الإصلاح البحث عن الأسباب التي دفعت بقبائل بيحان وعين وعسيلان شمال شبوة بفتح الطريق أمام قوات الحوثي للدخول والسيطرة على مناطقهم، ويقول المراقبون إن على المتتبع لمسار الأحداث أن يعود قليلاً بالذاكرة للإحاطة بما حدث في هذه المديريات قبل أسابيع قليلة من دخول الحوثيين إليها بهذا الشكل السريع.

ويؤكد المراقبون إن الإصلاح والذي يتخذ من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش الذين كانوا متواجدين في محافظة البيضاء وسط اليمن، قوات داعمة ومساندة له في مواجهة الحوثيين من بداية الحرب وحتى الآن، وكان ذلك بعلم وقبول التحالف السعودي الإماراتي والولايات المتحدة الأمريكية، يؤكد المراقبون إن الإصلاح لم نسحب من مديريات شمال شبوة كما تحاول الإمارات تصوير الأمر لكنه كان السبب في دخول الحوثيين لتلك المناطق، من خلال توطين المئات من الإرهابيين لدى تنظيمي القاعدة وداعش الذين فروا من الصومعة وناطع شرق محافظة البيضاء وفتحت قيادة سلطة شبوة بقيادة المحافظ الإصلاحي بن عديو مناطق شمال شبوة لهذه الجماعات الإرهابية لإعادة توطينها هناك الأمر الذي أغضب قبائل بيحان وعين وعسيلان التي كانت أساساً لا تطيق سيطرة قوات الشرعية على مناطقها بسبب فساد سلطة هادي وسقوطها شعبياً وأخلاقياً وتفريطها بالسيادة اليمنية لصالح التحالف السعودي الأمر الذي رفع من حالة الاحتقان والغضب الشعبي شمال شبوة وبمجرد ظهور عناصر التنظيمين الإرهابيين في تلك المناطق سارعت القبائل إلى التواصل بقيادات في سلطة الحوثيين في صنعاء وسرعان ما تمت الاتفاقيات والترتيبات لدخول قوات الحوثي تلك المناطق بطلب من القبائل التي كانت تفتقد لوجود السلاح لديها لإخراج تنظيمي القاعدة وداعش من مناطقها.

الحوثيون والفرصة الذهبية لتطويق الإصلاح والتحالف جنوب مأرب

وجد الحوثيون في دعوات القبائل فرصة ذهبية لاستغلال بسط سيطرتهم على مديريات شمال شبوة لتحقيق التفاف ناجح على الإصلاح في مأرب من الجهة الجنوبية وفتح جبهة ثالثة وتطويق التحالف من ثلاث جهات في مأرب، ويؤكد المراقبون إن الحوثيين لوكانوا يرغبون في تحقيق تقدم عسكري نحو المحافظات الجنوبية لكانوا واصلوا تقدمهم نحو بقية مديريات شبوة جنوباً وصولاً إلى مدينة عتق عاصمة المحافظة النفطية، لكنهم لم يفعلوا ذلك واستغلوا مناطق شمال شبوة كطريق عبور نحو جنوب مأرب من خلال سيطرتهم على مديرية حريب والالتفاف على العبدية ومحاصرتها ومن ثم السيطرة عليها لاحقاً بالتزامن مع استمرار التقدم نحو الجوبة وجبل مراد وهما المديريتان اللتان باتتا قاب قوسين أو أدنى من السقوط.

من جديد الإصلاح يوطن “الإرهاب” عند قبائل شبوة

يشير المراقبون إلى أن السبب الرئيسي في دخول الحوثيين شمال شبوة كان بتمكين الإصلاح للتنظيمات الإرهابية من الاستيطان في تلك المناطق، لكن الإمارات استغلت ما حدث للنيل من الإصلاح والقضاء عليها في شبوة بذريعة حماية بقية شبوة من توغل الحوثيين، وللأسف يستمر الإصلاح في ارتكاب الأخطاء ذاتها في بيحان وعسيلان وعين شمال شبوة ويكرر نفس السيناريو في مديريتي مرخة العليا ومرخة السفلى واللتين أكدت مصادر قبلية للجنوب اليوم أن الإصلاح نقل عناصر التنظيمات الإرهابية التي طردت من شمال شبوة إلى مديريتي مرخة العليا والسفلى وفي الوقت الذي تشهد فيه مديريات شبوة شعبياً وقبلياً سخطاً متصاعداً من الإصلاح بسبب فساد سلطته ونهبه لثروات المحافظة لصالح بعض الشخصيات العسكرية والسياسية في الداخل والخارج وتجويع أبناء شبوة القابعين على آبار من النفط والغاز في الوقت الذي وصل فيه سعر الدبة البترول فيها إلى (ما بين 19 – 22 ألف ريال)، فإن من المرجح جداً أن يتكرر سيناريو ما حدث في بيحان وعين وعسيلان مرة أخرى في مديريتي مرخة السفلى والعليا ومثلما ذهبت قبائل شمال شبوة لدعوة الحوثيين للدخول وبسط سيطرتهم على مناطقهم لطرد التنظيمات الإرهابية فإن من المرجح جداً أن تفعل قبائل مرخة الشيء ذاته.

الانتقالي وعفاش والاستغلال المكشوف لغباء الإصلاح بشبوة مقابل إهمال أبين

أما الانتقالي وقوات طارق صالح والعمالقة ومن خلفهم الإمارات فيستغلون غباء وحماقة الإصلاح في شبوة لصالح بسط سيطرتهم على المحافظة بالكامل تحت ذرائع يدركون جيداً أنها غير حقيقية، ولا يهتم الانتقالي لمسألة سيطرة الحوثيين على أي منطقة جنوبية من عدمه بقدر ما يركز على ضرب الإخوان المسلمين عند كل فرصة سانحة، وهذه الأيام تمثل أفضل الفرص الذهبية لتحقيق الإمارات ومن معها ذلك الهدف، ولو كانت قوات الانتقالي والعمالقة وطارق صالح التي يجري تجميعها في بلحاف منذ أسابيع مهتمة لشأن الجنوب لكانت ذهبت لإزاحة الخطر الذي يتهدد محافظة أبين الحدودية مع محافظة البيضاء، والتي تحولت مناطقها الشمالية لموطن بديل لجزء آخر وكبير من تنظيمي القاعدة وداعش خاصة الذين فروا من قوات الحوثي في مديريتي مكيراس والزاهر جنوب البيضاء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com