منبر كل الاحرار

الكمية التي تنتجها بلحاف من الغاز المسال تعادل 12% من إجمالي ما استوردته أوروبا في2021

الجنوب اليوم | تقرير

 

يكشف التقرير العالمي السنوي للغاز الطبيعي المسال، الصادر عن الاتحاد الدولي للغاز، أن إجمالي ما استوردته دول أوروبا من الغاز المسال الذي يتم نقله عبر السفن “ناقلات الغاز” بلغ العام الماضي 77.7 مليون طن متري وهي كمية قليلة مقارنة بالصين واليابان وكوريا الجنوبية، وذلك لأن أوروبا معتمدة في الغاز كوقود للطاقة على ما تشتريه من روسيا من غاز طبيعي (غير مسال) والذي يتم نقله مباشرة عبر الأنابيب.

مع ذلك فإن واشنطن وفي سياق حربها على روسيا ومساعيها لقطع الغاز الروسي عن أوروبا أو على الأقل التقليل منه، تسعى لتوفير الغاز البديل لأوروبا من الدول التي تمتلك إمكانية إنتاج وتصدير كميات كبيرة جداً من الغاز الطبيعي المسال، وبالنسبة لليمن فإن منشأة بلحاف تنتج من الغاز المسال ما يعادل 12% من إجمالي ما استوردته أوروبا العام الماضي من هذه المادة، الأمر الذي يفسر سبب الاهتمام الأمريكي المفاجئ بمنشأة بلحاف ومسارعة واشنطن لإرسال مبعوثها إلى اليمن تيم ليندركينغ للقاء الرئيس هادي – المتحالف مع إسرائيل بحسب ما كشفه وزير خارجية تل أبيب السابق يسرائيل كاتس في حوار لصحيفة هارتس حسب ما كشفه الصحفي مُجري الحوار عاموس هارئيل – ومن الرياض انطلق ليندركينغ إلى شبوة والتي تتواجد فيها منشأة بلحاف الغازية لإسالة الغاز الطبيعي اليمني وتصديره والمتوقفة عن العمل منذ بداية الحرب على اليمن في 2015 حيث التقى المبعوث الأمريكي بسلطة هادي في شبوة ممثلة بالمحافظ عوض الوزير العولقي المحسوب على الإمارات، وهناك أيضاً تؤكد مصادر موثوقة إن المبعوث الأمريكي عقد اجتماعاً بقيادة القوات الإماراتية المتواجدة داخل منشأة بلحاف حيث تتخذ من المنطقة العسكرية المعنية بتأمين المنشأة قاعدة عسكرية لها، حيث ضم الاجتماع أيضاً محافظ شبوة عوض العولقي.

ويعاني اليمن من شحة كبيرة في توفير مادة الغاز المنزلي على الرغم من أن البلد يعد واحداً من البلدان القليلة المنتجة والمصدرة للغاز، وبحسب الأرقام الرسمية المعلنة من قبل الدولة في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح فإن إنتاج منشأة بلحاف من الغاز المسال يبلغ 6 ملايين طن متري سنوياً، لكن هذا الرقم غير حقيقي، حيث كشفت الخلافات التي وقعت بين الحكومة اليمنية السابقة التي كانت قائمة إلى ما قبل الحرب على اليمن، وبين شركتي توتال الفرنسية وهنت الأمريكية المشغلتين لمنشأة بلحاف والمالكتين للحصة الأكبر من الكمية المنتجة من الغاز المسال بواقع 40% لتوتال ونسبة أقل لهنت الأمريكية ثم شركة كورية بحصة أقل ثم تأتي الحصة الأدنى لليمن وتلك كانت صورة من صور الفساد ونهب الثروات الذي كان قائماً في اليمن بعهد صالح، كشفت تلك الخلافات أن الإنتاج الفعلي الذي كانت نتنجه توتال وشركائها من بلحاف ليس الرقم المعلن عنه بواقع 6 مليون طن متري في السنة، وأن الإنتاج الحقيقي هو 9 ملايين طن متري وأن توتال وهنت كانتا تُخفيان هذه المعلومات عن الحكومة اليمنية السابقة والتي أتت بعد الإطاحة بنظام صالح، وهذا بحسب مصادر حكومية في تلك الحكومة ذاتها في 2014، ولم تُحل هذه الخلافات بسبب اندلاع الحرب في مارس 2015 وتوقف المنشأة عن العمل.

إنتاج منشأة بلحالف من الغاز المسال بواقع 9 ملايين طن متري سنوياً، يعني أن أمريكا يمكنها أن توفر 12% من إجمالي ما تستورده أوروبا من الغاز المسال من الدول المنتجة والمصدرة لهذه المادة، وإذا ما تمكنت واشنطن من أخذ الغاز اليمني ومنحه لأوروبا فإنها ستقلل ستمثل ضربة ضد روسيا فيما يخص صادراتها إلى أوروبا من الغاز المسال، إذ أن أوروبا استوردت العام الماضي من الغاز المسال 77.7 مليون طن متري 18% من هذه الكمية تم استيرادها من روسيا، وهذا طبعاً خلافاً للغاز الروسي الطبيعي المنقول بصورته الغازية إلى أوروبا عبر الأنابيب المباشرة، وبما أن إنتاج بلحاف في شبوة من الغاز الطبيعي يبلغ 9 ملايين طن متري سنوياً فذلك يعني أن هذه الكمية تساوي 12% من إجمالي ما استوردته أوروبا من الغاز المسال، أي أن أمريكا قد تنجح في جعل الدول الأوروبية تخفض استيرادها للغاز المسال من روسيا من إجمالي احتياجها السنوي من 18% إلى 6% فقط.

يؤكد الاهتمام الأمريكي بمنشأة بلحاف وإرسال واشنطن لمبعوثها إلى شبوة والتحركات التي تتالت لأمريكا بهذا الشأن بأن واشنطن على علم بأن الإنتاج الفعلي والحقيقي لمنشأة بلحاف من الغاز المسال كبير جداً وليس كما كان يعلن عنه رسمياً بـ 6 ملايين طن متري.

يكشف مصدر اقتصادي خاص لـ”الجنوب اليوم” إن أمريكا عبر شركة هنت وحدها وإلى جانبها توتال الفرنسية تعلم كم يبلغ الاحتياطي الغازي في القطاع 18 النفطي والغازي في حوض صافر جنوب شرق مأرب شمال شبوة، مضيفاً إن “هذا القطاع لا يزال حتى اليوم تحت السيطرة الأمريكية رغم أن عقد شركة هنت انتهى عام 2005 ومع ذلك تعتبر هنت أرض القطاع النفطي الغني بالغاز أنها أرض أمريكية حتى اليوم ولا تزال شركة هنت تتقاضى أجور كبيرة من شركة توتال الفرنسية باعتبار أن إنتاج توتال من الغاز عبر بلحاف سابقاً كان يتم عبر أرض ومنابع إنتاج الغاز في القطاع 18 أرضاً أمريكية”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com