منبر كل الاحرار

واشنطن ترسل مبعوثها لتعكير صفو مباحثات صنعاء والتحالف

الجنوب اليوم | خاص

 

اعتبر مراقبون الزيارة التي سيقوم بها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ والتي سينفذها إلى مسقط والرياض للوقوف عن كثب على ما يجري من مباحثات وتوافقات بين صنعاء والرياض، بأنها خطوة تهدد الجهود التي شهدتها الأسابيع الثلاثة الماضية من مباحثات مضنية بين الطرفين لإنهاء الحرب بشكل تام في اليمن والوصول لحل سياسي شامل.
وكانت واشنطن تهدف إلى الحفاظ على هدنة مؤقتة في اليمن، بحيث يمكن لها استئناف الحرب من جديد في حال أنهت واشنطن صراعها مع روسيا شرق أوروبا.
وتتخوف واشنطن حالياً من أن يحدث أي تقارب بين الأطراف اليمنية أو أي تقارب بين قطبي الحرب في اليمن (صنعاء والتحالف السعودي الإماراتي) وهو ما عملت على الحفاظ عليه منذ بداية الهدنة في أبريل الماضي وحتى نهاية سبتمبر الماضي.
وحسب بيان مقتضب للخارجية الأمريكية فإن مبعوثها إلى اليمن سيزور مسقط والرياض لممارسة ضغوطه من أجل العودة للهدنة بين اليمن والتحالف من جديد، غير أن زيارة المبعوث تأتي في وقت قطعت فيه كلاً من صنعاء والرياض شوطاً كبيراً في مباحثات بينية من أجل إنهاء الحرب بشكل تام وحل سياسي شامل وهو ما لا تريده واشنطن على الإطلاق.
وتحرص الولايات المتحدة الأمريكية على إبقاء الحرب في اليمن قائمة لكنها لا تريد لهذه الحرب أن تطال تهديداتها حالياً المنشآت النفطية السعودية كي لا تتأثر أسعار النفط الخام وهو ما سيزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في الدول الغربية والأوروبية التي تأثرت بشكل كبير بعد العقوبات التي فرضتها هي على روسيا والتي انعكست سلباً عليها بسبب ارتفاع أسعار النفط الخام والغاز الطبيعي لأرقام قياسية غير مسبوقة بسبب الحرب في شرق أوروبا.
كما تحرص الولايات المتحدة على إبقاء السعودية في حاجة دائمة لشراء السلاح من واشنطن واستمرار دفع الرياض مليارات الدولارات شهرياً لتمويل القوات الأمريكية المشاركة في إدارة العمليات العسكرية التي يقودها التحالف في اليمن سواءً على مستوى الإشراف المباشر على العمليات الميدانية أو تكاليف الصيانة للأسلحة والطائرات أو تكاليف الخدمات اللوجستية مثل التجسس والمعلومات الاستخبارية والخدمات الأخرى مثل تموين الطائرات التابعة للتحالف في الجو بالوقود كي تتمكن من الوصول لأهدافها داخل اليمن وكل هذه الخدمات تقدمها الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية إضافة لخدمات أخرى مثل الإشراف على منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والتي تشرف واشنطن على صيانتها وتشغيلها وتركيبها وفكها وكل ذلك بمقابل ملايين الدولارات شهرياً.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com