منبر كل الاحرار

هل هناك سوء فهم وراء التدخل ‏السعودي في اليمن ولماذا تسيطر السعودية على المناطق النفطية اليمنية؟ وباحث يكشف عن خيار متبقي تمتلكه السعودية (تقرير خاص)

الجنوب اليوم – خاص

خلص تحليل نشر على مؤسسة «بروجيكت سنديكيت» الدولية إلى أن على السعودية  الاستمرار في الحرب اليمنية لمنع تهريب أي دعم عسكري ‏إيراني للحوثيين، وفي حال عدم الاعتراف الغربي بالتدخل الإيراني في اليمن فلن تمتلك أي خيار سوى الاستمرار في ‏حملتها في اليمن لحماية نفسها. فهل هناك سوء الفهم وراء التدخل ‏السعودي في اليمن ولماذا تسيطر السعودية على الجوف ومأرب والمناطق النفطية.

وقالت إن الانتقادات التي توجه للمملكة العربية السعودية في اليمن يعكس سوء الفهم وراء التدخل السعودي لدعم الحكومة الشرعية في البلاد. وأوضحت المؤسسة التي تشكل رابطة للصحف وتوزع التعليقات والمقالات للصحف الدولية: “وجهت العديد من الانتقادات في الآونة الأخيرة ضد السعودية ودورها الرائد في ‏الحرب اليمنية ضد الحوثيين، وقد سخر البعض من السعودية باعتبارها من ‏أغنى الدول التي تشن حرباً على بلد من أفقر البلدان كاليمن وهذا بالفعل صحيح.

يزعم البعض أن التدخل السعودية في ‏اليمن هو أول خطوة للمملكة في شن حرب شاملة ضد الشيعة، هذا كله يعكس سوء الفهم وراء التدخل ‏السعودي في اليمن بل في الوطن العربي كله”. ‏فيما يرى آخرون بأن إيران لم تتدخل في اليمن بعكس مافعلته في سوريا.

من جهته يرى محللون بأن السعودية تسعى لإيجاد منفذ بحري عبر حضرموت لتسويق نفطها للعالم، الأمر المترافق بأطماع سعودية على أكبر مخزون نفطي في العالم تعوم منطقة الجوف ومأرب عليه، وهو ماكشفه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إحدى جولاته الإنتخابية عن الوضع اليمني السعودي .

وفي المقال الذي كتبه «علي الشهابي» للمؤسسة، وهو باحث في الشؤون الاستراتيجية وصاحب كتاب عن السعودية والخليج بالإنجليزية: “لم تقم السعودية بحملتها في اليمن لغرض محاربة الزيديين، فالمملكة في واقع الأمر ‏كانت تدعم نشاطات العائلة الزيدية المالكة في الحرب الأهلية اليمنية في الستينات.

إن الهدف وراء ‏الحملة العربية بقيادة السعودية في اليمن هو إيقاف إيران من الاستفادة من الصراع اليمني في صناعة ‏تحالف مع المتمردين الحوثيين الذي يؤمنون بأن المملكة هي العدو الرئيسي لهم”. وتابع بالقول: “ومع ذلك، عندما ‏حاول مسؤولون سعوديون تحذير المجتمع الدولي من الأنشطة الإيرانية في اليمن، قوبلت هذه ‏التحذيرات بالرفض وتجنب المعلقون الغربيون الاعتراف بالتدخل الإيراني في اليمن”. ‏

يشير «الشهابي» في تحليله إلى اعتراض القوات البحرية الأمريكية خلال 18 شهراً الماضية أربع شحنات من الأسلحة الإيرانية كانت في ‏طريقها إلى اليمن، وقد ادعت إيران بأنها تسيطر حتى الآن على أربع عواصم عربية منها صنعاء‏ كما أعلنهابنيامين نتنياهو عن قلقه من سيطرة الحوثيين وتهديدهم للملاحة الدولية وسيطرتهم على صنعاء، وأن الحوثيين قد أصبحوا في ارتباط وثيق مع حزب الله اللبناني.

وفي ظل هذه المعطيات والتصريحات، إلا أنه لم يتم إخراج أي حمولة للعلن أو حتى إعلانها على الإعلام مما يضع السعودية ومصداقيتها على المحك .

تحويل شمال ‏اليمن كجنوب لبنان

يقول الشهابي إن السعودية دخلت غمار الحرب اليمنية بعينان مفتوحتان خاصة بعد خوضها حرباً مع ‏الحوثيين في 2009، وكانت جازمة أنها غير ذاهبة إلى نزهة، مضيفاً: “لقد تدخلت السعودية في ‏اليمن بسبب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وإطاحتهم بهادي وحكومته واللذان تسرعا بالشروع بإظهار الدستور للإستفتاء وهو مالم تتفق عليه المكونات اليمنية بشكل توافقي. ويُرى أن كل هذا سيؤدي إلى مقدرة إيران من تحويل شمال ‏اليمن كجنوب لبنان مما سيؤدي إلى تهديد الأمن القومي للمملكة العربية السعودية”. لكن في الحقيقة أن تلك المخاوف ليست مبررة، فمن غير المعقول أن يظل مئات الآلاف رهناء بغض النظر عن صوابية الملف الإيراني في اليمن أم بطلانه .

تحقيق التحالف لأهدافه من التدخل

التحالف الذي تقوده السعودية كان له هدفين واضحين من خلال تدخله في اليمن ‏وهما “إيقاف الدعم الإيراني وتهريب الأسلحة للحوثيين، وتوجيه رسالة واضحة إلى الحوثيين ‏بأن تحالفهم مع إيران سيكلفهم كثيراً”. لقد حققت دول التحالف بالفعل كلا الهدفين حيث تم إغلاق ‏المطارات اليمنية ومحاصرة الموانئ أيضاً والذي أدى بدورة إلى منع تدفق الأسلحة الإيرانية لليمن‏، كما حافظت السعودية في الوقت نفسه على حملة جوية قوية ضد الحوثيين. إلا أن ذلك إنعكس سلباً على الأوضاع المعيشية فقد تسبب إلاق المطارات والموانى والحصار المطبق بأزمة خانقة تسببت بتوقف أعمال آلاف من الأسر بحسب الإحصائيات الأخيرة المعتمدة .

الاستمرار في الحرب اليمنية

واختتم تحليله بالقول: “سيتوجب على السعودية الاستمرار في الحرب اليمنية لمنع تهريب أي دعم عسكري ‏إيراني للحوثيين. لكن في حال نفى العالم التدخل الإيراني في اليمن وعدم تحمل الأمم ‏المتحدة لمسؤولياتها في اليمن، فإن السعودية لن تمتلك أي خيار سوى الاستمرار في ‏حملتها في اليمن لحماية نفسها”.

الأمر الذي يراه مراقبون بأنه سينعكس سلباً على السعودية نفسها والتي تتحسس مدنها الحدودية قريبة السقوط بيد الحوثيين ما سيشكل ضغط أكبر على السعودية .

من جهتهم يحاول التحالف الحوثي الصالحي طمئنة السعودية ودول الخليج حى الولايات المتحدة الأمريكية بأن مصالحهم ستبقى كماهي وسيتم الإحتفاظ بجميع الإمتيازات مالم تنتقص من السيادة شيء .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com