منبر كل الاحرار

مشروع الستة الأقاليم …المولود السعودي الإخواني الخِــدج

بقلم/ صلاح السقلدي.

 

حشد جهود وطاقات الشرعية- أو بالأصح حزب الإصلاح- المادية والبشرية قبل وبعد التوقيع على الاتفاق الأخير للحديث عن مشروع الستة الأقاليم وبالذات بالجنوب لا يمكن تفسريه إلّا بتفسيرين :

أولاً: هي محاولة من هذه السلطة لتعويض تغييب موضوع المخرجات الثلاث ببنود الاتفاق الذي وقّع مؤخرا، ولبعث رسالة منها لمن يعنيهم الأمر ان هذا المشروع لم يمت بعد وأن بإمكانها تكرسيه عنوة على الأرض غصباً عن كل معترض، وقبل أي استفتاء شعبي أو إقرار دستوري مزعومين.!

ثانياً: أن السعودية التي رعَــتْ الاتفاق الأخير تعمل على تنفيذ هذا المشروع أقصد الستة الأقاليم على نار هادئة وبأيدٍ محلية وجنوبية على وجه الخصوص، وهذا يبدو واضحا من خلال استدعائها لقيادات من حضرموت والمهرة الى الرياض، لإقامة لقائين لذات المهمة، الأول بحضور وجهاء من حضرموت، والثاني ضم قيادتيَّ المحافظتين, وهو اللقاء الذي فشل من اللحظة الأول لأسباب يدركها الكثيرون. فالسعودية كما نعلم هي مهندس مخرجات الحوار بصنعاء وتقف خلف مشروع تقسيم اليمن شماله وجنوبه لحسابات اقتصادية وسياسية وأمنية بل وفكرية أيضا، يقضي بتقسيم الجنوب الى شطرين لدفن قضيته الوطنية ولتجاوز ثنائية الجنوب والشمال الى عنقود الاقاليم المتعددة ،وهذا مطلب القوى بصنعاء وحزب الإصلاح تحديدا ،قايضت به السعودية مقابل الحصول على مكاسب اقتصادية مستقبلية بالجنوب يتم التخطيط له بل يتم تنفيذها على الأرض اليوم، وما نراه بالمهرة خير شاهد، كمكاسب لا يخطأها بصر وبصيرة , فهي أي السعودية عينها تجحظ بقوة شديدة على حضرموت والمهرة كمناطق ثروة دسمة ومنافذ بحرية للإطلالة على البحر العربي لاختصار كلفة ووقت وصول نفطها الى الأسواق العالمية والتقليل من استخدام مضيق هرمز ناهيك عن نواياها ومشاريعها الجيوسياسية في خضم احتدام الصراع والتنافس الإقليمي والدولي بالبحرين: العربي والأحمر، والقرن الافريقي.

وفي الشمال تم تقسيمه – أو هكذا يتم التخطيط له بمشروع الاقلمة -على خلفية حسابات طائفة بدرجة اساسية، استهدف الحركة الحوثية وحشرها- كحركة فكرية مناهضة للفكر السلفية الوهابية- بجغرافيا دون منافذ بحرية أو موارد .وهذا كان هدفا مشتركا بين السعودية وحزب الإصلاح.

تم هذا كله ، بالتشاور مع واشنطن عبر رموز محلية كان لها نشاط لافت بإخراج ذلك المشروع المثير للجدل بل للرفض.

لا يخطأ من يقول ان سبب الحرب هذه هو مشروع الستة الأقاليم، كما أن لا علاقة لهذه الحرب بالاستعادة ما يمسى بالشرعية لا من قريب ولا من بعيد، فالسعودية حين رأت أن جهودها لتنفيذ هذا المشروع أصبح مهددا بالفشل وخاصة بعد فشل تعيين احمد بن مبارك رئيسا للحكومة وبعد اعتقاله من قبل الحوثيين وهو يمسك بيد نسخة المشروع غداة التوقيع خلسة على هذا المشروع من قبل رموز معظمها انتحلت مكوناتها كالذي انتحل صفة مؤتمر شعب الجنوب الذي انسحب من الحوار بعد أن تم اجهاض مشروعه ” دولة من اقليمين” والتآمر عليه. وانتحال اسم الحزب الاشتراكي الذي كان مشروعه داخل الحوار هو الآخر دولة اتحادية من اقليمين شمال وجنوب, وغياب ممثل الحوثيين عن التوقيع. نقول انه بعد أن رأت السعودية أن الأمور تتجه صوب إفشال المشروع وبعد توسع نفوذ الحركة الحوثية وقوات الرئيس صالح على الأرض ، شرعت بالتفكير بحرب مباشرة انقاذا لهذا المشروع وخشية من النفوذ الإيراني بعد أن تلقت الرياض مفاجأة صاعقة من حزب الإصلاح ،فهي التي كانت تتوقع صداما مسلحا بين الحوثيين والاصلاح” إخوان اليمن بصنعاء -وهما خصمان لها-، إلا انها تفاجأت بموقف الإصلاح المداهن الذي آثر الاستسلام للحوثيين- ربما بعد أن فهم المكيدة السعودية-. لتجد السعودية بالتالي أن وجودها التاريخي باليمن بات في خبر كان،وليس لمصلحة طرف عادي بل لمصلحة خصمها اللدود إيران بعد أن تراجع تأثير الخصم الإخواني ولو الى حين، وكان بالأخير حرب عاصفة الحزم، العاصفة التي  ما تزال تعصف بالجميع بمن فيهم السعودية ذاتها .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com