منبر كل الاحرار

توجيهات سعودية للإنتقالي بإسقاط أعلام الجنوب واستبدالها بعلم اليمن في المحافظات الجنوبية

الجنوب اليوم | خاص

 

بعد أن أسقط اتفاق الرياض الموقع بين طرفي الصراع حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي القضية الجنوبية في الخامس من نوفمبر الماضي، استكملت الألية التنفيذية للاتفاق الموقعة مؤخراً بين الطرفين برعاية سعودية اسقاط ما تبقى من رمزية للقضية الجنوبية وعما قريب سيوجه الحاكم السعودي الجديد في المحافظات الجنوبية المجلس الانتقالي الجنوبي بنزع أعلام دولة الجنوب من كافة المحافظات الجنوبية تنفيذاً للألية التنفيذية لاتفاق الرياض ولو تطلب الأمر اسقاط تلك الأعلام بالقوة واحلالها بعلم نظام 7/7 .
مصادرنا أكدت أن حكومة هادي في الرياض وجهت السلطة المحلية بمحافظة مأرب التابعة لحزب الإصلاح بتجهيز الآلاف من اعلام دولة الوحدة لرفعها في عدن ولجج والضالع وحضرموت المهرة وشبوة وسقطرى محل اعلام دولة الجنوب التي تعد اخر رموز القضية الجنوبية العادلة ، لتنهي بتلك الخطوة الاستفزازية كافة مظاهر القضية الجنوبية ، ووفقا لمصادر سياسية في الرياض فأن المجلس الانتقالي الجنوبي تعهد للجانب السعودي بتنفيذ كافة خطوات الآلية التنفيذية لاتفاق الرياض واولى تلك الخطوات نزع اعلام الجنوب ورفع اعلام دولة الوحدة ، بالإضافة الى نزع أي صور او نياشين عسكرية جنوبية واستبدالها بالنياشين والصور الخاصة بدولة الوحدة حتى على مستوى توحيد الزي العسكري ونزع الطير الجمهوري لدولة الجنوب الديمقراطية الشعبية .
المجلس الانتقالي الذي بدى اكثر حرصاُ في الآونة الأخيرة على رفع أعلام الإمارات في جزر أرخبيل سقطرى وصولاً الى جزيرة عبد الكوري أكد أن ولاءه الأكبر ليس للجنوب بقدر الولاء لأبوظبي، وبالتالي سيعمل على رفع أعلام السعودية إلى جانب أعلام الوحدة والامارات في المحافظات الجنوبية ليؤائم بين الولاء لدول الاحتلال السعودي الاماراتي للجنوب وبين علم ما كان الانتقالي يصفها بدولة نظام حرب صيف 1994م ، الغريب في الامر هذه المرة أن الانتقالي خرج مكسوراً امام أبناء الجنوب وضعيفاً امام الراي العام المحلي والاجنبي بعدما اجبرته الرياض بالتنسيق مع ابوظبي على تنفيذ عدد من جوانب اتفاق الرياض المستفزة ومنها ان يتولى الانتقالي الجنوبي اسقاط اعلام القضية التي رفعها لثلاث سنوات متعهداً بتحقيق الاستقلال الناجز ليتبين ان الانتقالي استغل ثقة أبناء الجنوب وخان دماء شهدائهم وساهم في تفكيك المكونات الجنوبية في الحراك السلمي الثابتة على مواقفها لكي يعود الى السلطة التي فقدها قادته ” عيدروس الزبيري وهاني بن بريك ” ، ويستعيد السيطرة على حقيبة محافظ عدن ، وعدد من الوزرات والمواقع القيادية والتنفيذية والإدارية في حكومة منزوعة القرار بشكل كلي وفق اتفاق الرياض .
المصادر أفادت بأن توجيهات صادرة من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر للانتقالي الجنوبي بنزع كافة اعلام الجنوب من مدينة عدن التي تعد عاصمة مؤقته لحكومة اتفاق الرياض والتي يشارك فيها الانتقالي باقل من 17% من المناصب الثانوية وعدد من الوزارات وحقيبة دون مهام في رئاسة تلك الحكومة ، وقالت المصادر السياسية في الرياض ، تلك التوجيهات ستكون أولى مهام الانتقالي في عدن عقب أداء محافظ المدينة أحمد حامد لملس المحسوب على الانتقالي اليمين الدستورية بالعمل بدستور دولة الوحدة وكافة القوانين والأنظمة التابعة لها ،وتوقعت المصادر أن يصل احمد لملس محافظ عدن المعين وفق اتفاق الرياض ومدير الامن المحسوب على هادي محمد الحامدي الرياض أواخر الأسبوع الجاري لأداء اليمنين الدستور بعد قرابة الشهر من صدور قرار تعينهما بموافقة الرياض وابوظبي الشهر الماضي.
وكانت السعودية قد عملت في ديسمبر الماضي على نزع أعلام الجنوب في مدينة عدن ، عقب توقيع الطرفين اتفاق الرياض ، إلا انها قوبلت بردة فعل عنيفة من قبل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ، ولذلك الزمت الرياض وفد الانتقالي بالقيام بنزع اعلام الجنوب من كافة مديريات مدينة عدن عقب أداء المحافظ لملس اليمين الدستورية الأسبوع القادم وفق التوقعات .
واستباقاً الاي سخط شعبي عارم على الانتقالي الجنوبي جراء تنفيذ تلك المهمة التي ستجعله امام ردة فعل شعبية ساخطة ، حاولت قيادات الانتقالي خلال الأسبوعين الماضيين إيهام الشارع الجنوبي بان قبولهم بسحب الإدارة الذاتية في عدن وسقطرى وقبولهم بالشراكة السياسية مع حكومة هادي ليس سوى تكتيك للحصول على غطاء شرعي لتنفيذ المطالب الجنوبية وهي مغالطات يروج لها الانتقالي محاولاً التقليل من خسارته في الجنوب ، وكذلك عجزة عن رفض أي إملاءات سعودية إماراتية لعدم امتلاكه حق اتخاذ القرار ورفض أي إملاءات او توجيهات سعودية وإمارتية .

فبتوجيه من التحالف أوقف المجلس الانتقالي الجنوبي كافة التصعيد الشعبي والعسكري في حضرموت والمهرة ولحج الذي بلغ اعلى مستوياته الشهر الماضي بعد مظاهرة المكلا التي طالبت بالإدارة الذاتية ومظاهرة الانتقالي في المهرة وكذلك تنفيذاً لتوجيهات الرياض توقف التصعيد العسكري واستخدم ورقة الشارع لمواجهة مليشيات الإصلاح في المحافظات الجنوبية، وهو ما يؤكد أن الانتقالي صنعه التحالف لإداء دور محدود لم يتجاوز ضرب القضية الجنوبية وتفكيكها من الداخل خصوصاً وان الانتقالي وصل إلى مرحلة مصادرة كافة نضالات أبناء الجنوب والادعاء بانه الحامل والممثل الوحيد للقضية الجنوبية معلنا اقصاء عشرات التكتلات الجنوبية من دورها النضالي في الشارع الجنوبي ، يضاف الانتقالي نفسة اخرج الحراك السلمي الجنوبي الذي يرفع اعلام الجنوب منذ 14 عام كرمز لنضال أبناء الجنوب عن مساره السلمي وكان لعيدروس الزبيدي وهاني بن بريك دور كبير في تحويل الحراك الشعبي الى حراك مسلح غير محدد الأهداف وغير منظم ، وكون مهمة الانتقالي محدده الأهداف والغايات بما يخدم اجندة واطماع دول التحالف ممثلة بالسعودية والإمارات في المحافظات الجنوبية فقد كلف رعاه اتفاق الرياض الانتقالي نفسة باسقاط الاعلام التي رفعها على مدى سنوات وخولوه مواجهة أي تيار جنوبي يعترض على اسقاط العلم الجنوبي ورفع علم اليمن .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com