منبر كل الاحرار

قراءة واقعية لحقيقة ما يحدث في حضرموت

الجنوب اليوم | تقرير

 

في الجنوب يتصادم المشروعان السعودي والإماراتي، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا (عميل مفضوح في عمالته)، البعض يرى أن هذا التصادم في مشروعي السعودية والإمارات لا يرتقي لمستوى العداء بين الدولتين ولكنه يترجم على شكل تصادم بين الأدوات المحلية للدولتين، وأبرز هذه الأدوات هم الشخصيات القبلية في حضرموت التابعة للسعودية منذ عقود، وحزب الإصلاح، والمجلس الانتقالي الجنوبي.

بالنسبة لحزب الإصلاح، فرغم تصنيفه سعودياً بأنه منظمة إرهابية وقد بدأت السعودية منذ فترة بالتعامل مع بعض شخصيات وقيادات الحزب على هذا الأساس فيما تغض الطرف عن كثير من الخيوط والأوراق التي تتلاعب بها داخل الإصلاح على حسب مصلحة السعودية، رغم كل ذلك لا يزال الإصلاح جندياً للسعودية ولا يستطيع الانفصال عنها لاعتقاده أنه لا يوجد طرف آخر يرتهن الإصلاح له ويصبح في رعايته وفي كنفه.

بالنسبة للانتقالي هو الآخر جندياً بيد الإمارات، ويشرف عليه ضباط إماراتيون بشكل مباشر حتى اليوم رغم محاولة الانتقالي تقديم نفسه كأداة طيعة بيد السعودية، ولا يخفى على أحد ذلك التصريح الشهير لرئيس الانتقالي عيدروس الزبيدي في مقابلة له على إحدى قنوات التحالف حين قال مخاطباً الملك سلمان وولي عهده محمد “نحن سنبقى تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده محمد بن سلمان ونقول له نحن تحت أمرك وقيادتك اضرب بنا حيثما تشاء اضرب بنا في البر اضرب بنا في البر حيثما تريد اضرب في اليمن أو خارج اليمن”، رغم ترخيص الانتقالي لنفسه إلى هذه الدرجة إلا أنه لا يزال بنظر الرياض أداة الإمارات القذرة التي تحركها أبوظبي ضد مشاريع السعودية التي لا تقل وقاحة وجرماً وانتهاكاً لليمنيين والسيادة والثروات عن تلك التي تسعى لتحقيقها أبوظبي.

بالنسبة للخارطة العسكرية في حضرموت، لا تزال المحافظة مقسومة بين كلاً من أدوات الإمارات وأدوات السعودية مع وجود الأخيرين كقوة عسكرية حاضرة وصاحبة القرار الفعلي.
بالنسبة للسعودية والإمارات يرى سياسيون على اطلاع بمجريات الصراع على حضرموت منذ بداية الحرب على اليمن بأن هناك محاولة للسيطرة في هذه المحافظة على المدى البعيد وهناك تحركات يُعمل على تحقيقها كي تبقى أمر واقع وتثبيتها عند أي مفاوضات سياسية قادمة.

أمراء الحرب في الجنوب وفي حضرموت التي يتوقع المراقبون أن ينتقل الصراع فيها قريباً، أصبحت مشاريعهم وأهدافهم وكل تصرفاتهم وأنشطتهم بعيدة كل البعد عن ما يريده أبناء الجنوب وما يريده أبناء حضرموت تحديداً، وذهب البعض من المحللين لتوصيف أي صراع قادم سيكون في حضرموت لأن هذه المحافظة ستصبح مثل الملعب الذي يتبارى فيه فريقان في مباراة ودية الفائز فيها لن يحصل على أي جائزة فقط مباراة للتسلية وإضاعة الوقت، في العرف العسكري هذه المباراة هي بمثابة حرب استنزاف وإنهاك للطرفين وبالتالي يسهل على السعودية والإمارات تنفيذ مشاريعهما الاحتلالية بسهولة بدون مواجهة أي مقاومة.

كما يبقى الجنوب ورقة مساومة بيد التحالف أمام صنعاء أو بمثابة كرت آخر إذا ما فشلت السعودية في كسر صنعاء فإن الخطة البديلة هي تسليم الشمال بالكامل لأنصار الله الحوثيين والعمل على فصل الجنوب نهائياً عن الشمال ومحاولة تثبيت هذا الأمر كأمر واقع وإيصال صنعاء لمرحلة تقبل فيها بهذا الأمر الواقع، وذلك يعني أن السعودية عاجلاً أم آجلاً ستستخدم ورقة الانفصال للانتقام من صنعاء التي لم تستطع كسرها وهزيمتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com