منبر كل الاحرار

الانتقالي يستسلم لرغبة الرياض.. للمرة الثانية قيادة المثلث تبيع القضية مقابل الفتات

الجنوب اليوم | تقرير

 

كشف اللقاء الذي جمع كلاً من معين عبدالملك رئيس الحكومة المدعومة من التحالف مع عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات والذي تعمل السعودية على اجتثاث قواته من الأرض وتفكيكها وإفراغ الانتقالي من أي قوة عسكرية يملكها ومعهما القيادي السلفي البارز عضو المجلس القيادي أبو زرعة المحرمي، أن قيادة الانتقالي استسلمت للرغبات السعودية ولم يعد المجلس الذي ظل يهدد ويرعد الفصائل اليمنية الأخرى التابعة للتحالف بما فيها حكومة معين والمجلس القيادي الذي يرأسه رشاد العليمي، يمتلك الجرأة ذاتها في مواجهة السعودية والوقوف بوجه مخططها الذي يهدف لتفكيك المجلس وإنهاء أي سيطرة عسكرية له في الجنوب.

وقبل أيام من هذا اللقاء كان الانتقالي قيادة وقواعد ينهالون على السعودية ومن معها من مسؤولين يمنيين وعلى رأسهم معين عبدالملك الموصوف بأنه سكرتير السفير السعودي لدى اليمن بالشتم والسباب والاتهامات بأنهم خصوم القضية الجنوبية ومن يقف خلف معاناة أبناء الجنوب، فما الذي تغير في موقف قيادات الانتقالي وما الثمن الذي من أجله باعوا القضية؟

الغريب أن قيادة الانتقالي باعت قضيتها والقضية الجنوبية التي تزعم أنها حاملة للوائها وبسببها حارب الانتقالي كل المكونات الجنوبية الأخرى كي يصبح هو المكون الجنوبي الوحيد الذي يريد أكل الكعكة بأكملها، باعت قيادات المثلث كل ما تحمله من قضايا مقابل حفنة قليلة من الأموال التي دفعتها السعودية كرشاوي لهذه القيادات التي سرعان ما تخلت عن مطالبها.

الاستسلام مقابل المال

بدا واضحاً وجلياً ان الانتقالي استسلم للسعودية مقابل الفتات من الأموال وبعض الامتيازات لأشخاص معيني، بدا ذلك واضحاً من خلال اختفاء تلك العنتريات التي صاحبت الخط الإعلامي للمجلس الانتقالي بوسائله الإعلامية المرئية والمقروءة وحتى حسابات ناشطيه بمواقع التواصل الاجتماعي، إذ لم يعد يهاجم قيادات وإعلاميو الانتقالي السعودية كما كان الوضع قبل أسبوع تقريباً.

إعلاميو المجلس الانتقالي أنفسهم حصلوا هم أيضاً على مبالغ مالية مقابل سكوتهم على عملية تجريف السعودية لقوات الانتقالي، تبين ذلك من خلال هجرات إعلاميي الانتقالي المفاجئة إلى القاهرة والتحويلات المالية التي تمت بأسمائهم إلى القاهرة أيضاً، ما يعني أنهم استلموا الأموال وبدأوا بترتيب أوضاعهم في القاهرة للإقامة الدائمة هناك، حتى من كان لديهم أموال في عدن من القيادات الكبيرة تم نقل هذه الأموال من عدن إلى المكلا بحضرموت استعداداً للخروج من عدن وهو ما يؤكد معرفتهم المسبقة بأن ما ستقرره السعودية سيتم تنفيذه وأن لا معنى لكل التهديدات والوعود التي كان يطلقها هؤلاء القادة لترويض أنصارهم ومؤيديهم.

تخلي الإمارات عن صنيعتها

لا يختلف حال الانتقاليين البائعين لمواقفهم عن حال من سبقهم من إعلاميين وسياسيين وقيادات في الإصلاح والمؤتمر وغيرها من المكونات اليمنية التابعة للتحالف والتي استخدمتها الرياض وأبوظبي لفترة من الزمن وعندما انتهى رصيدها واحترقت كروتها ولم يعد لها أي تأثير على الرأي العام اليمني في مناطق سيطرة التحالف تم الاستغناء عنها وتسريحها من فنادق الرياض، وبالمثل أيضاً تخلت الإمارات عن الانتقالي بعد صناعته وتضخيمه والنفخ فيه ثم عندما تبدلت المصالح وتغيرت الاستراتيجيات تركته فريسة سهلة للسعودية.

يدرك الانتقاليون إن التحالف يستخدم معهم ومع بقية الأطراف المشاركة في السلطة التي يديرها التحالف استراتيجية إعادة التدوير، فتارة يقوي السلطة المعترف بها والتي يمثلها على الأرض الإصلاح ضد الانتقالي وتارة أخرى يقوي ويدعم الانتقالي ضد الإصلاح، وحده المؤتمر هو من فهم اللعبة جيداً وأدرك أن البقاء في كنف الرياض وأبوظبي هو لمن يقدم قرابين الولاء والطاعة والتبعية إلى أبعد حد وهذا ما حدث في الساحل الغربي مع طارق صالح.

قادة الانتقالي المنتمين لمثلث (الضالع ويافع وأبين) لم يكن لديهم من بداية الطريق أي قضية يحملونها، فقط كان همهم الحصول على أطقم عسكرية وسيارات فارهة وحفنة من الأموال ينفقونها على ملذاتهم ولكي يحدث ذلك كان لابد أن يقدموا أفضل الخدمات للتحالف وقد تمثلت هذه الخدمات بتجنيد أبناء الجنوب بعد خداعهم بالخطابات والوعود الرنانة والزائفة ورفع سقف أمنياتهم بالانفصال وبناء دولة خرافية تكون فيها عدن عبارة عن نسخة ثانية من دبي فيما الحقيقة كانت أنهم فقط يتاجرون بدماء أبناء المحافظات الجنوبية لمصلحة صراع النفوذ السعودي الإماراتي وتقاسم المصالح في المناطق الجنوبية، وهذا تحديداً ما كان يريده التحالف بشقيه السعودي والإماراتي.

الانتقالي يبيع للمرة الثانية

باع قادة الانتقالي في المرة الأولى ما كانوا يرفعونه من شعارات وقضية مزعومة أولاً في أغسطس 2019 عندما استسلموا لرغبة التحالف الذي ضغط عليهم للدخول في السلطة التي كانوا يسمونها بأنها سلطة احتلال ليصبوا هم شركاء هذا الاحتلال، وكان ذلك مقابل قليل من المال الذي لم يحصل عليه سوى بعض الأشخاص المنتمين للمثلث.

واليوم ها هو الانتقالي يبيع القضية والشعارات المرفوعة للمرة الثانية مقابل دفعة جديدة من الأموال التي سيكون أكثر مستفيد منها هم أنفسهم من استفادوا وباعوا القضية في المرة الماضية، المختلف هذه المرة أن السعودية أيضاً اشترت حتى الإعلاميين التابعين للانتقالي كما اشترت غيرهم من إعلاميي الفصائل الأخرى.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com