منبر كل الاحرار

السلفية الجهادية المتطرفة “درع الوطن”.. صنيعة الرياض لضرب الجنوب اليمني

الجنوب اليوم | تقرير

 

يقول الباحث اليمني في شؤون الجماعات المتطرفة، حسام ردمان، أن التنظيمات المتطرفة مثلت فاعلاً محورياً في مسار الحرب في اليمن، وأن دولاً إقليمية (في إشارة للسعودية والإمارات) حفزت سرديات الجهاد التي تتبناها هذه التنظيمات لاستنهاض قدراتها وحواضنها في وجه ما يسميه الباحث التمدد الحوثي، يقول أيضاً “بقدر ما كانت هذه التنظيمات فاعلاً محورياً في الحرب إلا أنها ظلت على المستوى الاستراتيجي مجرد لاعب احتياطي يمكن توجيهه ضد الخصوم ومن ثم احتواء تهديده بواسطة الحلفاء”.
ينطبق هذا النص حالياً مع السلفية المتطرفة في جنوب اليمن التي شكلت بها السعودية مؤخراً تشكيلات عسكرية تحت مسمى “قوات درع الوطن”، على الرغم من خطورة هذا التنظيم العقائدي وارتباط عناصره بشكل مباشر بالتنظيم الإرهابي (القاعدة) غير الرياض ستعتبر “درع الوطن” لاعب احتياطي يستخدم حالياً ضد الجنوبيين ويمكن احتواء تهديده لاحقاً.
الحقيقة أن السعودية وجدت أن أسهل طريقة لحشد أكبر عدد من المقاتلين في مواجهة قوات أنصار الله “الحوثيين” هي استنهاض موجة الاستقطاب الطائفي وقد كان رأس الحربة في هذا الاستقطاب هو التيار السلفي في اليمن باعتبار أن السلفية الجهادية خريجة مدرسة الوهابية التكفيرية التي تكفر معظم الفئات المسلمة والأطياف الأخرى وعلى رأسها تيار الشيعة في عموم الدول العربية والإسلامية وتيار الزيدية في اليمن الذي يتبعه أكثر من نصف سكان اليمن.
ولطالما كان معروفاً على السلفيين المتطرفين في اليمن ارتباطهم الوثيق وتبعيتهم لتنظيم القاعدة الإرهابي وحتى تنظيم داعش الذي كان قد بدأ يتشكل خلال العامين 2015 و2016 ثم اصطدم مع القاعدة في 2017 واندثر نهائياً.
عند البحث في أسماء القيادات السلفية التي أعادتها السعودية إلى الواجهة ضمن قوات درع الوطن، سيجد المتابع أن هذه الأسماء كانت خريجة المدرسة الوهابية وفرعها في اليمن والذي تمثل قبل الحرب بمعهد دماج في صعدة، ويعتبر معهد دماج هو العامل المشترك بين السلفية الجهادية التي تسمى اليوم درع الوطن وبين التنظيم الإرهابي “القاعدة” كون كل قيادات تنظيم القاعدة في اليمن كانوا من طلبة وخريجي معهد دماج وبالمثل أيضاً كان قيادات درع الوطن.
وبعد انتهاء معهد دماج في صعدة في العام 2014 ومع اندلاع الحرب في اليمن والتدخل العسكري السعودي الإماراتي، عملت الرياض على إعادة تنظيم وترتيب التنظيم الإرهابي من خلال استدعاء المنتمين للتيار السلفي المتطرف من جديد وإخضاعهم للإقامة في مراكز سلفية عدة أشهر لإعدادهم لمهمة جديدة، وهذا هو السبب في أن السعودية قامت بتمويل إنشاء مراكز سلفية في المحافظات الجنوبية خلال العام 2018 في كل من لحج وأبين والضالع وحضرموت بهدف ترويض السلفيين الجهاديين وتدريبهم كقوة جديدة على الأرض تابعة للرياض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com