منبر كل الاحرار

مكونات الحراك الجنوبي تقلب الطاولة على التحالف والانتقالي في معقل الأخير

الجنوب اليوم | تقرير

 

اجتماع هو الأول من نوعه منذ أن تدخل التحالف العسكري السعودي الإماراتي في اليمن، والأول من نوعه منذ أن سيطر المجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات على مدينة عدن.

الاجتماع الذي عقد في مدينة عدن معقل المجلس الإماراتي، أقر بعدة أمور خطيرة تكشف حقيقة الوضع الذي يعانيه أبناء المحافظات الجنوبية في ظل سيطرة التحالف السعودي الإماراتي.

كانت القضية الجنوبية في صدارة ما ناقشه المجتمعون الذين يمثلون 8 من أكبر التيارات والفصائل السياسية الجنوبية، هي المجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب والهيئة الشعبية الجنوبية والمؤتمر الوطني لشعب الجنوب والحراك الجنوبي المشارك ومجلس الحراك السلمي واتحاد شباب الجنوب وثوار 16 فبراير.

وقد أقرت الكتل الجنوبية الثمانية، بأن هناك وصاية على القضية الجنوبية، في إشارة إلى وصاية التحالف على هذه القضية، كما أقروا أن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً يريد تمثيل الجنوب فيه فقط، كما أكدوا أن هناك عملية إقصاء خارجية تمارس ضد الحراك الجنوبي، في إشارة إلى إقصاء التحالف للمكونات الجنوبية ودفع الرياض وأبوظبي بأتباعهما لتمثيل الجنوب وعلى رأس هذه الأتباع المجلس الانتقالي، بمقابل ذلك رفض المجتمعون ما أسموه الوصاية على القضية الجنوبية ورفض حصر تمثيل الجنوب في مكون واحد هو الانتقالي ورفضوا ما أسموه عملية الإقصاء الداخلية والخارجية التي تمارس ضد الحراك الجنوبي.

الكتل الجنوبية أجمعت خلال اللقاء بأن القرارات السياسية لحكومة التحالف بأنها أضرت المواطنين، مطالبين بإلغاء تلك القرارات الجائرة من رفع للضرائب وأسعار المشتقات النفطية ووقف تدمير مؤسسات الدولة في مقدمتها ميناء عدن الذي تم تقييده في مقابل السماح بحرية النقل والتجارة لميناء الحديدة.

وطالبت الكتل الجنوبية من حكومة التحالف إلى اتخاذ إجراءات بشكل عاجل على رأسها توحيد سعر الدولار الجمركي وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة على رأسها المؤسسات الإنتاجية وإيقاف التحصيل غير القانوني لأي رسوم من الجانب العسكري والمدني، في إشارة واضحة إلى فرض سلطة التحالف إتاوات وجبايات على المواطنين بدون وجه حق ونهب أموالهم بالقوة في النقاط الأمنية والعسكرية، كما طالب المجتمعون بسرعة صرف رواتب الجيش والأمن وسرعة تشغيل مصفاة عدن التي تم تدميرها بشكل ممنهج من قبل أركان نظام هادي وحالياً رشاد العليمي لصالح بعض الشخصيات التجارية التي استفادت من تعطيل المصفاة وعدم قدرتها على تكرير النفط الخام وإنتاج المحروقات لتغطية احتياج المحافظات الجنوبية من المشتقات النفطية.

فيما يخص التحالف أقر المجتمعون بأن التحالف بقيادة السعودية يتعاطى بشكل سيء مع كل من الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية، مطالبين الرياض بإشراك الحراك الجنوبي وعدم إقصائه من مفاوضات السلام لإتمام عملية السلام الشامل، في إشارة إلى أن الرياض هي من تحدد من يشارك في المفاوضات السياسية الشاملة من عدمه وهو ما يعني أن قرار الطرف الموالي للتحالف هو بيد السعودية.

في هذا السياق يرى مراقبون إن تحرك الفصائل الجنوبية المناهضة للانتقالي وتمكنها من الالتئام والتحالف مع بعضها البعض يمثل ضربة قوية للانتقالي الجنوبي الذي أراد احتواء بعض شخصيات المكونات الجنوبية السياسية وضمها إليه وتهميش المكونات ذاتها لإبعادها عن الساحة السياسية، كما أن هذا التكتل قد يقلب الطاولة على التحالف السعودي الإماراتي خاصة وأن الحاضنة الشعبية للتكتل السياسي للحراك الجنوبي لا زالت كبيرة وقوية غير أنها تفتقر للقوة العسكرية على عكس الانتقالي الذي جاء على متن المدرعات الإماراتية والسعودية ليفرض نفسه وصياً على أبناء الجنوب بالنيابة عن الرياض وأبوظبي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com