وتندلع مواجهات عنيفة جداً في ضواحي مدينة حيس وفي القرى المتناثرة في مختلف الاتجاهات بين القوات الجنوبية الموالية للإمارات بقيادة القائد الإماراتي أبو زرعة المحرومي، والقوات الموالية لـ«أنصار الله» بصورة شبه يومية، ثم تسود حالة من الهدوء الحذر في إحدى ساحات المعركة، حتى تتجدد في محور آخر بذات الوتيرة.
عمليات خاطفة
على الرغم من الفارق الكبير في الإمكانيات، إلا أن طرفي الصراع يتبادلان مواقع الهجوم والدفاع بين فترة وأخرى، فالقوات الموالية لـ«أنصار الله» تستخدم حرب العصابات في مواجهة القوات الموالية للإمارات التي تتعرّض لعمليات هجومية وصلت خلال اليومين الماضيين لثلاث عمليات نجم عنها خسائر مادية وبشرية من الطرفين.
تلك العمليات الخاطفة التي تنفذها القوات الموالية لـ«أنصار الله» والتي أدت خلال الأسبوع الماضي إلى تدمير 26 مدرعة إماراتية و8 دبابات وعشرات الأطقم حسب مصدر عسكري في «أنصار الله».
وأكّد المصدر لـ«العربي» أن «حيس باتت محرقة للمدرعات الإماراتية» ولم تتوقف في الضواحي الشرقية والشمالية لمدينة حيس بل امتدت إلى غرب المدينة وتحديداً إلى منطقة الهاملي وتبة الحرزين والمواقع العسكرية الواقعة في نطاق جبهة موزع والتي تفرض من خلالها أنصار الله سيطرة نارية على عدد من مناطق يختل والخوخة وحيس».
ونظراً لخطورة المحور الغربي لجبهة حيس، نفذت القوات الموالية للإمارات صباح الأحد عملية عسكرية في الهاملي، حاولت من خلالها التقدم إلا أنها وقعت في كمين محكم تسبب بمقتل جندي إماراتي وإصابة إثنين آخرين ومحاصرة آخرين، إضافة إلى مقتل وإصابة 24 جندياً جنوبياً في العملية التي تدخل طيران «الآباتشي» والـ«F16» في توفير غطاء جوي لتلك القوات إلا أنها انتهت بالفشل.
معركة مصيرية
تعد معركة حيس معركة مصيرية لأطراف الصراع، نظراً لموقعها الإستراتيجي الهام في الساحل الغربي، فمدينة حيس الواقعة جنوب مدينة الحديدة تعد خط إمداد تجاري لعدد من المديريات بمحافظات الحديدة وإب وتعز. وتبعد حيس عن مدينة الجراحي 30 كلم وعن مدينة الجراحي 10 كلم وعن مدينة زبيد التاريخية 35 كلم، وتبعد عبر الساحل الغربي من مدينة الحديدة 140 كلم، كما تبعد عن مدينة تعز من الشمال الغربي بـ150 كلم، وعن مدينة الحديدة 95 كلم باتجاه الجنوب الشرقي، وترتبط بمركز محافظة إب وسط البلاد بطريق اسفلتي بطول 112 كلم.
حيس محمية بسلسلة جبلية ممتدة من موزع إمتداداً بجبال مقبنة وشمير وشرعب الرونه والسلام وصولاً إلى جبال مذيخرة شرقاً وجبل رأس غرباً، وتلك السلسلة الجبلية خاضعة لسيطرة القوات الموالية لـ«أنصار الله».
تلك السلسلة الجبلية سبق أن استخدم الكثير منها من قبل الجبهة الوطنية في المناطق الوسطى التي كان يدعمها النظام الإشتراكي في الجنوب ضد حكومة صنعاء، ونظراً لوعورتها وأهميتها عسكرياً فإن من يسيطر عليها يستطيع تأمين مدن الساحل الغربي.
فحيس مدينة مكشوفة عسكرياً من جبال رأس المطل على المدينة من الشرق والشمال، وبالإمكان استهداف أي قوات متمركزة في ضواحي المدينة وريفها الممتد على مساحة حيس البالغة 268 كلم2، كما لايزال ظهر جبهة حيس والخوخة حتى يختل غرب المخا تحت رحمة «أنصار الله» المتركزين في جبال البراشا التابعة لمنطقة شمير.
سقوط حيس
اجتاحت القوات الإماراتية مدينة حيس في الرابع من الشهر الجاري. وقالت مصادر محلية إن هذه القوات استخدمت المال والسلاح في معركتها، مشيرة إلىأنها استعانت بـ300 دبابة ومدرّعة في العملية التي جاءت بعد شهر من الفشل في إحراز أي تقدم في جسر وادي عرفان وقرى الضمني غرب حيس.
ولفتت إلى أن هذه القوات ومَن خلفها، استعانوا بالمال لاستقطاب مراكز قوى اجتماعية في منطقة موشج، التي شهدت في يناير الماضي أعنف المواجهات العسكرية مع القوات الموالية لـ«أنصار الله».
وأضافت المصادر، أنه بعد «فشل القوة العسكرية في تحقيق أي تقدم لتلك القوات نحو حيس من الجنوب الغربي، لعب المال دوراً في ذلك ومكّن القوات الموالية للإمارات من التوغل نحو منطقة المشفر ومن ثم قرى الكادحية والشاذلية والنجيبة لتصل إلى مدينة حيس»، إلا أن هذه القوات التي أعلنت عن سيطرتها على حيس، لم تعلن حتى اليوم عن تأمينها، ولم تستطع أن تؤمّن نفسها من هجمات «أنصار الله» اليومية.