منبر كل الاحرار

عدن مدينة منهوبة .. سطو الأراضي برعاية إماراتية .

الجنوب اليوم | خاص

 

باتت عدن مدينة منهوبة ، كل شيئ فيها معرض للنهب والسطو ، مباني تقتحم من مسلحين يرتدون بزات عسكرية ، ومدارس تتحول أسوارها إلى محلات تجارية ، وروضة اطفال تصبح بدون حوش وبدون متنفس بعد أن صادر نهابة أبو ظبي متنفس تلاميذها وحولوها بقوة السلاح إلى محلات تجارية خاصة بهم .

« الجنوب اليوم»  سجل أكثر من 43 عملية نهب وسطو شهدتها مدينة عدن منذ سبتمبر الماضي ، إلا أن العدد يتصاعد بفعل تنامي اعمال السطو على اراضي المواطنين والدولة واراضي تابعه للمستثمرين في عدن .
في مدينة عدن كل شئ قابل للنهب والسطو محلات تجارية اراضي المواطنين ، مهابط الطيران ، مزارع ، ميادين عامة ، حرم جامعي ، جمعيات سكنية ، شركات ملاحة ، اراضي خاصة بالمنطقة الحرة ، اراضي تابعه للمؤسسة الإقتصادية ، اراضي إستثمارية ، منازل مسئولين سابقين فروا من الحرب ، اراضي ومقرات اتحاد الأدباء ، مكاتب واراضي التربية والتعليم.
لاحصر للنهب وممارساته التي تشهدها عدن منذ عامين ، فالمدينة من اقصاها إلى اقصاها باتت ملكية خاصة للنهابين الجدد الذين تحميهم دولة الإمارات العربية المتحدة التي تنهب هي ميناء عدن ومطار عدن والعشرات من المعسكرات والمباني الحكومية التي تحولت إلى سجون خاصة وسرية واماكن إستجواب وتعذيب .
بالأمس اقدم مسلحون يحميهم قوات الحزام الأمني التابعه للإمارات باقتحام مبنى شركة الملاحة الوطنية في مدينة عدن ، واليوم ينهبون اراضي مؤسسة الكهرباء ، حيث كشفت مؤسسة الكهرباء عن تعرض ارضية محطة كهرباء تحويلية لتوزيع وتصريف الطاقة الكهربائية في حي الإنشاءات للبسط من قبل مسلحون يرتدون بزات عسكرية .
المؤسسة أكدت أن المسلحون اقتحموا الحوش وقاموا بأخراج الحاويات والمعدات الخاصة بالكهرباء من فناءه تمهيداً لعملية البناء فيه ، وبحماية الشرطة التي لم تستجب لمناشدات الكهرباء .
مصادر مسئولة بمؤسسة كهرباء عدن أكدت للجنوب اليوم أن عدداً من أراضيها ومحطاتها التحويلة لم تسلم من أعمال البسط والسيطرة عليها بقوة السلاح ، فضلا عن الأعمال العشوائية والبناء على خطوط الضغط العالي والكيبلات الأرضية ووسائل تصريف وتوزيع ونقل الكهرباء بين المدن والأحياء في عدن أثرت بشكل كبير على خدمة الكهرباء في عدن، مسببة الكثير من الأعطال وخروج المنظومة في مرات كثيرة .
تلك العملية ليست اخر اعمال النهب والسطو لاراضي الدولة في عدن ، بل تعرضت مساحة مهبط للطيران العمودي الهيلوكبتر على سفح جبل باصهيب ، امس الاول وادت إلى اشتباكات بالاسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الشرطة العسكرية وقوات الحزام الأمني الناهبة للمهبط وتسببت الإشتباكات بسقوط قتيل وجريحين من افراد حمايه الموقع التابعين للشرطة العسكرية وقتيل وثلاثة جرحى من الطرف الاخر .
خارطة النهب امتدت من مديرية خور مكسر التي كانت في مقدمة المناطق التي اجتاجها تسونامي الفيد والسطو المحمي من قبل الإمارت ، وانتقلت إلى مديريات البريقا والمنصورة ودار سعد والممدارة .
الكثير من عمليات النهب والسطو التي تنامت بشكل مخيف ودفعت المستثمرين إلى التوقف عن الإستثمار تنتهي باستلاب حقوق المواطنين بالقوة ، وعمليات اخرى تنتهي بقتلى وجرحى من الطرفين ، ورغم ذلك لم تقم الجهات الأمنية بضبط أي ناهب ، كون النهابة يمتلكون الضوء الاخضر من الحاكم العسكري الإماراتي في عدن ، الذي يبيح النهب والسطو ويغذي الفوضى في عدن لتحقيق رغبات أبو ظبي في تحويل المدينة إلى مدينة أشباح .
خارطة النهب امتدت إلى منطقة بئر فضل ، وانتقلت إلى بئر أحمد ومدينة إنما ، وطالت اراضي المؤسسة العامة للكهرباء واراضي المنطقة الحرة ، واراضي الملاح التابعة للمؤسسة الاقتصادية ، واراضي تابعه لأتحاد ادباء عدن ، ولم تسلم المعالم التاريخية لعدن من عبث النهابة والبناء العشرائي الذي طال منطقة الصهاريج.
ففي منطقة الشيخ عثمان على سبيل المثال وبالتحديد روضة الأطفال القديمة بجانب سوق شمسان مول حول مسلحون من خارج المدينة سور المدرسة إلى محلات تجارية خاصة بهم لمنافسة الأسواق المجاورة دون أي مراعاة لأملاك الدولة العامة وحضارة وتاريخ المدينة .
وفي مديرية المنصورة يقوم مسلحون أيضا من خارج المدينة بالسيطرة على أقسام شرطة ومؤسسات عامة تابعة للدولة بعد تعطل الأعمال فيها وتحويلها إلى محلات تجارية خاصة بل والبناء في وسط الشوارع والطرقات تحت حراسة أطقم مسلحة تحمل أفرادا مدجيين بأنواع الأسلحة .
وفي منطقة الصهاريج التاريخية يقوم المسلحون أيضا بالبسط والبناء العشوائي بوتيرة عالية بعد إغلاق مربعات بكاملها داخل المنطقة الأثرية التاريخية وبناء منازل خاصة بقيادات مسلحة تقول أنها في الجيش والمقاومة .
كما تعرض حرم جامعه عدن للنهب وأراضي هيئة أعضاء التدريس بالجامعة للنهب من قبل نافذين، وتعرضت حقول آبار المياه التابعه للمؤسسة المحلية للمياه في عدن، للبسط العشوائي على حقول آبار المياه في منطقتي بئر ناصر بمديرية تبن وبئر احمد.
وفي ظل تصاعد المناشدات تمتد ايادي النهابة الجدد إلى ممتلكات المواطنين دون ان تجد من يوقفها في ظل تواطؤ الجهات الأمنية التابعة للإمارات .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com