منبر كل الاحرار

بيدق إماراتي و أدوات يمنية رخيصة… هل عاد الجنوب للوصاية البريطانية من جديد ؟

الجنوب اليوم | مقالات 

 

بقلم / مصطفى المغربي 

 

الثابت أن التواجد الإماراتي في الجنوب وعلى نحو ملحوظ وكبير يثير أسئلة عديدة تتبادر للكثيرين من متتبعي الأحداث ..منها :

لماذا الإمارات تحديدآ من تتمدد في الجنوب ابتداء من حضرموت إلى  عدن .. ؟

ولماذا أيضا ذهبت بعيدآ ممتدة الى الساحل الغربي من ذباب وصولآ الى ساحل وميناء المخا ..؟

ونظرآ لارسال العديد من الاصدقاء رسائل خاصة حول هذه التساؤولات أنفة الذكر فقد آثرت الاجابة عنها محاولآ بذلك توضيح الصورة لمتتبعين للإحداث بشكل دقيق ومفصل في هذا المقال :

أولا : التواجد الاماراتي في حضرموت :

هذا التواجد وعلى نحو قوي يعكس الصراع البريطاني الامريكي على النفوذ في المنطقة فالمعلوم أن من يلهث منذ عقود للسيطرة على حضرموت هو نظام الرياض البيدق الاول للبيت الابيض الامريكي .. هنا قد يتسائل البعض لماذا ترك نظام الرياض ومن خلفه أسياده في واشنطن البيدق البريطاني “الامارات” تسيطر على حضرموت سياسيآ وآمنيآ ؟

الجواب .. هو أن الرياض بشأن حضرموت تحديدآ وقعت بين سنديان الضم المبكر لحضرموت ومطرقة بقاء الصراع الإماراتي وموالي السعودية من إخوان اليمن في مأرب فهذا الصراع يهدد بقية حدودها الكبيرة والممتدة جنوبآ وسيجعلها تحت رحمة وتهديد غدر الاخوان في ما إذا ضل عدوها اللدود – القوات الاماراتية –في مأرب ..وبالفعل وتحديدآ قبل عام ونصف كانت المواجهات قد نشبت في مأرب بين القوى الاخوانية الموالية للسعودية والقوات الإماراتية ومواليها وهو مادفع بتدخل بريطاني أمريكي أسفر الى اتفاق قضى بخروج القوة الاماراتية وإنسحابها من مأرب إلى حضرموت لتضل مأرب تحت سيطرة الرياض سياسيآ ووصايتها عسكريآ وللإمارات المثل في حضرموت بهذا مكنت كل من بريطانيا وأمريكا الإمارات من حضرموت لغرض في نفس أحفاد يعقوب وحتمآ هناك صراع إماراتي سعودي قادم عليها وخلاف حدودي إماراتي سعودي لتخوم قديمة سيتم فتح ملفاتها في حينه وبالتزامن مع متغيرات تتوقف على إيقاف الحرب السعودية اليمنية المشتعلة حاليآ في الحدود ، لذلك الرياض اليوم تؤجل وترهن مطامعها في حضرموت لما بعد ضمان وقف تهديد حدودها الجنوبية والجنوبية الغربية تحديدآ ،

ولكن الحقيقة الثابتة والجلية أن البيدق البريطاني يسبقها بخطوات زمنية ويسيطر بكل قوة على حضرموت مفوتآ عليها الحلم الأزلي ، هذا ما يتعلق بتواجد البيدق البريطاني “الامارات” في حضرموت ،

ثانيآ : تواجد الامارات القوي في عدن :

الحقيقة الثابتة أن خروج ميناء عدن من آيدي الامارات في ضل إستقلال القرار اليمني سيعد ضربة قاسمة وقاتلة لميناء دبي الذي يعد العصب التجاري لها ، لذلك سبق أن سيطرت عليها بالايجار أبان النظام السابق بهدف تعطيله والابقاء عليه كرصيف استثنائي وثانوي للفائض الملاحي لحركة ميناء دبي لذلك فالتواجد الاماراتي في عدن تحديدآ يعد مصيريآ بالنسبة لأبوظبي ولن يترك نظام أبوظبي لفصائل الجنوب المتناحرة في عدن على وجه التحديد طريقآ للذهاب الى فضاء الإستقلال أو الاستغناء عنه حيث سيعمل نظام أبوظبي على الابقاء على نفوذه بكل قواه في عدن وذلك بشتى الطرق والسبل والوسائل – ودون توصيف أو دخول في التفاصيل – سواء كان ذلك سلمآ أو حربآ، لذلك يجد المتتبع للأحداث أن الإمارات تعبث دومآ بالحزام الامني في أبين بين البقاء والترك مساومة بذلك هادي ومواليه من إخوان الجنوب، وفي الختام مكنت الانتقالي الجنوبي من انقلاب مكتمل الاركان على هادي وشرعيته الميته ليدفنها في عدن للأبد،

ثالثآ : أما لماذا ذهبت الإمارات بعيدآ نحو باب المندب وصولآ لمدينة المخا ؟

فهذا الامر له وجهتان

الاولى : المتعلقة بشأن باب المندب فهذا مرتبط إرتباطآ وثيقآ بأجندة امريكية بريطانية مشتركة وهي السيطرة على الممر الدولي وليست الإمارات كبيدق بريطاني وحيدة هناك بل البيدق الامريكي “الرياض” يتواجد أيضا كما أن الأسياد لم يركنوا على هذه البيادق ويظهر ذلك من خلال السيطرة البريطانية على جزيرة ميون وتواجد بوارج حربية أمريكية وبريطانية معآ هناك وليس فرقاطات البيادق فحسب ،

الثانية : الوصول الاماراتي الى المخا فهذه الوجه الهدف منها السيطرة على الميناء والساحل المتاحة شمالا فقط لتأمين الميناء والمدينة الساحلية التي تحيط به وليس الدخول في العمق ضمن أجنداتها او أولوياتها إن صح التعبير والدليل على ذلك الحسابات الكثيرة والمطولة زمنياً لمعركة معسكر خالد بن الوليد دون حسم ولمدة طويلة حيث وصل الحد إلى قصف الطيران لمواليه عدت مرات متتالية على نحو آثار الجدل والاستغراب أوساط أدوات التحالف اليمنية نفسها …!!!

قد يقول البعض ولكن المخا وميناءها تتبع “تعز” المحافظة الشمالية فهل تريد الامارات سلخها منها ..؟ أم أن الهدف من إحتلالها للمساومة المستقبلية .. ؟

صحيح هناك من يتحدث .. أن سلخ المخا وذباب بالتبعية من جسد محافظة تعز أضحى سيناريو واضح ، خاصة أن التحالف والإمارات تحديدآ جنبا أبناء تعز قيادات ومقاتلين من حسابات هذه المناطق رغم ضخامة عدد مواليها بل لم تشركهم بتاتآ في حرب السيطرة على مدينة المخا ، والغالب أن هذا السيناريو منطقيآ ومقبولآ ،

ولكن الحقيقة مغايرة تمامآ فهذه المقاومة أقصد مقاومة تعز الموالية لتحالف  قياداتها تحديدآ قد سبق لها أن رفعت شعارات تقسيم المحافظة الى عدة محافظات وكلن تحت مسميات مختلفة ولامخاوف لديها من هذا الجانب ، بينما الثابت أن الإمارات قد تعمدت إستخدام قوات جنوبية كأدوات يمنية بمساندة كتائب سودانية مبعدة بذلك أي قيادات ومقاتلين من أبناء تعز عن المشاركة في معارك السيطرة على المخا لحسابات متعددة منها مرتبطة بالتزامن مع المعارك خشية الخيانة وتجنب الخسائر الكبيرة التي سبق أن لحقتهم في ذباب وآخرى مستقبلية إذا ما انتهت الحرب وحتمآ ستتوقف فلايوجد حربآ الى ما لانهاية ، حيث ستعمد أبوظبي حينه لمساومة صنعاء بكل بساطة {المخا وميناءها مقابل ميناء عدن} وهذا المخطط بريطاني صرف فهذا الأسلوب أعتاده الانجليز كما سبق أن فعلوا إبان الخروج من مصر حيث تم الخروج مقابل بقاء قناة السويس تحت الوصاية والادارة البريطانية ، والجدير بالذكر أن هذا السيناريو لاينسحب حول ممر باب المندب فليس للإمارات أو السعودية فيه ناقة أو جمل فأبوظبي والرياض لاتعدوان ان تكونا سوى بيادق على التوالي بريطانية و أمريكية .

رابعآ : أما ما يتحدث عنه البعض من أن الإمارات أضحت تمتلك القوة السياسية والعسكرية لتتمكن من كل ماذكر ..؟

فهذا حديث مرسل مردود عليه كون الإمارات لاتملك اي قوة بشرية حتى يمكن أن تمثل قوة عسكرية لها حساباتها في المنطقة …!!! فتعداد قوميتها لايتجاوز خمسة بالمائة من تعداد سكانها مختلفي الجنسيات من هنود وبنجال وباكستانين وايرانين وحضارم يمنين واقليات اخرى من جنسيات مختلفة .

والحقيقة الجلية والواضحة أنها أي “الإمارات” لاتعدوا أن تكون فقط بيدق تنفذ سياسات الجناح البريطاني الذي خرجت من عباءة سياكس بيكو الأولى وما يحدث الآن هو رسم لخارطة سايكس بيكو ثانية وفيما يتعلق بالجنوب اليمني منها جاري وبقدم وساق وبتمويل إماراتي وبأدوات يمنية “مرتزقة” تعمل جميعآ كبيادق رخيصة لحساب الأجندة البريطانية الأمريكية ،

خامسآ : الجنوب والمنشآت النفطية

أما بشأن المنشآت النفطية الجنوبية فالحسابات لن تتوقف بوصول الإمارات بأعداد من مواليها الجنوبين وعشرات المارنز الأمريكي الى بلحاف في شبوة لتامينها تحت مسمى الحرب ضد الارهاب فالحسابات بهذا الشأن مختلفة ومتعددة منها :

– بحث الإمارات عن مصدر طاقة بديل لها عوضآ عن الغاز القطري في حال قرر نظام قطر قطع أنبوب الغاز المتدفق الذي لاتسطيع دبي وأبوظبي الاستغناء عنه ويعد غاز بلحاف في شبوة مصدرآ بديلآ لها،

– السباق البريطاني والشركات الفرنسية ..

فبريطانيا ببيدقها الإماراتي وتحت مسمى تجفيف منابع تمويل الاخوان في الجنوب المواليين لهادي والسعودي كقوى شكلت قلق لها في عدن حيث تصب عائدات بلحاف في جيوبها لذلك الإمارات تعبد الطريق لبريطانيا التي تهدف للضغط على فرنسا في هذا الجانب بشأن ملف الاتحاد الاوربي الذي تسعى لندن الخروج منه بشتى السبل فالشركات الفرنسية البترولية هي أكبر الشركات التي تعمل في محافظات الجنوب اليمني وكذلك عمان ،

– استخدام ابوظبي في تنفيذ مخطط بريطاني أمريكي لفصل وسط جنوب اليمن الغني بالنفط والغاز عن شرقه “حضرموت” وغربه “عدن والضالع ولحج” ليسهل السيطرة على المنشآت النفطية القائمة والأبار الاخرى “البكر”التي كانت شركة شلمبرجير الفرنسية تعمل منذ سنوات في إستكشافها ،

في الختام .. نؤكد بأن الإمارات لاتعدوا أن تكون بيدقآ ينفذ أجندة بريطانية لتقسيم الجنوب اليمني لإعادته للوصاية الانجليزية ، وللأسف الشديد أن كل هذا المخطط لم يكن لينفذ لولا الأدوات اليمنية الجنوبية من النخبة التي تتاجر بدماء شباب الجنوب حيث لم تكتفي بالدفع بهم كمرتزقة في الحدود السعودية والساحل الغربي بل هاهي تزج بهم كحاميات بشرية للمنشآت النفطية لحسابات بريطانية أمريكية تحت قيادات وتمويل بيادق إماراتية والجدير بالذكر ان هذه النخبة الجنوبية تعلم يقينآ انها تدخل الجنوب بأيديها في نفق مظلم بل قد فعلت ومن الصعب عليها الخروج منه الا بالعودة الى حضن وحصن اليمن الواحد .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com