منبر كل الاحرار

الساحل الغربي: «القصف الإعلامي» الثقيل لـ«التحالف» لم يُسقط مطار الحُديدة

الجنوب اليوم | العربي

 

تواصلت المواجهات العسكرية، اليوم السبت، بين ألوية «العمالقة» التابعة لقوات «المقاومة الجنوبية» مسنودة بقوات طارق صالح المعروفة بـ«المقاومة الوطنية»، وحركة «انصار الله» والقوات الموالية لحكومة «الإنقاذ» بصنعاء، في جبهات بالساحل الغربي، جنوب شرق الحديدة.
وأفادت مصادر محلية لـ«العربي»، بأن «جبهات الساحل الغربي، تشهد معارك عنيفة ومتواصلة، في محورين المحور الأول، بمطار الحديدة الدولي، وساحة العروض، وبالقرب من دوار المطاحن، والمحور الثاني في مدينة حيس، ومنطقة الفازة غربي مديرية التحيتا»، موضحة أن «المعارك لا تزال مستمرة وبشكل عنيف حتى الآن، وسط تحليق لطيران التحالف العربي، وتعزيزات عسكرية كبيرة للطرفين».
وأشارت إلى أن «أهالي منطقة المنظر والمناطق المحيطة بها الواقعة منازلهم بالقرب من خطوط التماس لم يستطيعوا النزوح بسبب كثافة المواجهات، ولا يزالون محاصرين منذ صباح أمس الأول وحتى اليوم، وحالة من الرعب والخوف لدى أهالي المنطقة من استمرار المواجهات والحصار».
وفي السياق، أكدت مصادر ميدانية في «المقاومة الجنوبية» لـ«العربي»، أن «ألوية العمالقة في المقاومة الجنوبية، تمكنت من السيطرة الكاملة على منطقة المنظر، ووصلت إلى البوابة الجنوبية للمطار، وساحة العروض، وهي تواصل تقدمها بإتجاه دوار المطاحن»، موضحة أن «هناك استعدادات كبيرة وتعزيزات دفعت بها قوات العمالقة إلى مناطق التماس».
وتوقعت أن «يتم السيطرة على المطار ودوار المطاحن، خلال الساعات القادمة»، مضيفة أن «كثافة الألغام في الطريق الرئيس المؤدي إلى دوار المطاحن اضطرت قواتنا لاستدعاء جرافة مدرعة لشق طريق آخر وخلال الساعات القادمة سيتم إستكمال عملية الشق».
وأشارت المصادر إلى أن «مروحيات الأباتشي التابعة لقوات التحالف العربي تواصل تمشيطها للمناطق المجاورة للمطار والجامعة، بالإضافة إلى تمشيطها لميناء الكثيب الحربي بمساندة بارجات التحالف التي كثفت من ظرباتها على الميناء منذ صباح اليوم، تمهيدا لاقتحامه بإنزال جوي وبحري»، لافتة إلى أن «فرق هندسية متخصصة وبمشاركة مهندسين أجانب تقوم بعملية نزع الألغام من محيط المطار وساحة العروض».
وفي غضون ذلك، أعلنت ألوية «العمالقة» المشاركة في معركة تحرير الساحل الغربي، ظهر اليوم، أنها «تجاوزت دوار الحديدة الكبير والذي يعتبر مدخل محافظة الحديدة حتى أصبحت على مقربة من سور مطار الحديدة».
وكان المركز الإعلامي لقوات الرئيس عبدربه منصور هادي قد أعلن صباح اليوم، أن «قوات الجيش مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي تحرر مطار الحديدة الدولي من قبضة ميليشيات الحوثي»، مضيفاً في بيان نشر على حساب المركز عبر «تويتر»، أن «الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة».
في المقابل، أوضح مصدر عسكري، في حركة «انصار الله» لـ«العربي»، أن «ابطال الجيش واللجان الشعبية، تخوض منذ أمس الأول معارك عسكرية عنيفة مع قوات العدوان الأمريكي ومرتزفتهم المحليين والخليجين، في مثلث الدريهمي ومديرية حيس ومنطقة الفازة غربي مديرية التحيتا»، مضيفاً أن «أبطال الجيش واللجان لا يزالون يحكمون سيطرتهم على دوار المطاحن ومطار الحديدة، ولا صحة لما يروج له إعلام المرتزقة عن استعادته».
وأكد أن «وحدات سلاح الجو المسير استهدف بعدة ضربات تجمعات الغزاة والمرتزقة في الساحل الغربي، كبدت قوات المرتزقة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد»، مشيراً إلى أن «وحدة الهندسة دمرت قرابة 9 مدرعات وعدد من الآليات العسكرية للغزاة ومرتزقتهم في مثلث الدريهمي، بالإضافة إلى 3 مدرعات استهدفت بعبوتين ناسفتين في منطقة الفازة».
وأشارت المصادر إلى أن «ابطال الجيش واللجان شنت هجوم مضاد على مواقع قوات المرتزقة في مفرق العدين شرق مدينة حيس، وأجبروهم على التراجع إلى ما وراء مفرق العدين، بالإضافة إلى اغتنام أسلحة متنوعة».
وإلى ذلك، كشف موقع قناة «BBC» الناطق بالعربية، عن «تجهيز الإمارات لقوات يمنية وإماراتية وسودانية في قاعدة عسكرية تابعة لهم في أرتيريا لإقتحام مدينة وميناء الحديدة». وتدير الإمارات قاعدة عسكرية في أريتريا وتتواجد فيها طائرات «أف 16» وطائرات عسكرية أخرى يعتقد أنها ستشارك في الحملة العسكرية على الحديدة.
ويشير مراقبون، إلى أن «الحديث عن اقتحام المدينة بهذه السهولة مجرد خبر إعلامي، ومسألة سقوط المطار أو اقتحامه أو حتى محاصرته ليس بتلك الأهمية، حيث أن مطارات اليمن بشكل عام ومطار الحديدة أحدها، حيدت مسبقا، وخرجت عن الخدمة تماما، وموقع مطار الحديدة عادي جدا وليس بتلك الإستراتجية، كما تصوره قنوات الأخبار»، مؤكدين أن «الأهم في معركة الحديدة هو اتجاه القوات نحو كيلو 16، ووصولهم إلى هذه النقطة بالذات يعني إستكمال قطع خطوط الإمداد عن الحوثيين من أكثر من ثمان مديريات، تكملة لخطة العبور من الشريط الساحلي، كما أن وصولهم الى نقطة كيلو 16 يعني سقوط الجراحي وزبيد والتحيتا وبيت الفقية والحسينية والمنصورية وجزء من السخنة وبقية المناطق الواقعة بنفس المسار بدون قتال». في حين يذهب آخرون للقول، إن «عملية إقتحام المدينة والسيطرة على الميناء خصوصا، لن تنجح إلا بالتحرك من المناطق القريبة من المراوعة والسخنة وقطع الخط القادم من برع وريمة، وبنفس الوقت إستكمال قطع وعزل الحديدة عن صنعاء، ولن يتم هذا الا بالتقدم لما بعد المراوعة وقطع الخط الواصل بين باجل والضحي، بالإضافة إلى التقدم من جبهة ميدي نحو مثلث عاهم لمنع التعزيزات القادمة من حجة والمحويت».
بين هذا وذاك، يؤكد مراقبون أن «الحديث عن تحرير الحديدة ليس بهذه السهولة، إذا أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون معظم المناطق المهمة والاستراتيجية والمرتفعات الجبلية، كما أنهم يعتمدون في معاركهم في الساحل الغربي على تشتيت العدوان، وفتح أكثر من جبهة في وقت واحد، بالإضافة إلى معرفتهم الجيدة بطبيعة المنطقة وتحصينهم الكثيف بالألغام».
(العربي)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com