منبر كل الاحرار

ما وراء التهديدات العسكرية المتصاعدة بطرد القوات الشمالية من الجنوب؟

الجنوب اليوم | خاص

 

تجددت الإتهامات الصادرة عن قيادات عسكرية تابعة للإمارات في عدن وشبوة والتي تتفق في مجمله على طرد القوات الشمالية المتواجدة في الجنوب، ولكن بعيداً عن توقعات كافة أبناء الجنوب بطرد قوات طارق عفاش أبن نجل زعيم نظام 7/ 7 فالهدف يتجه باتجاهات المصالح الإماراتية وتنفيذاً لتوجيهاتها ومطامعها في الجنوب.
بالأمس كرر قائد قوات «النخبة الشبوانية» التابعة للإمارات بمحافظة شبوة محمد سالم البوحر العبارات التي رددها القائد العسكري منير اليافعي أبو اليمامة في عدن أمس الأول، وتعهد البوحر بطرد القوات الشمالية من مدينة عدن، وأعلن وقوفه إلى جانب قائد اللواء الأول دعم وإسناد، «حزام أمني» العميد منير اليافعي (أبو اليمامة)، كما جدد البوحر، تأييده لـ«مطالب شعبنا الجنوبي وقضيته العادلة في التحرير والاستقلال»، مؤكداً «رفضه لتواجد أي قوات عسكرية شمالية أو جماعات إرهابية أو اي أحزاب و منظمات شمالية في الجنوب».
وأشار إلى أن «النخبة الشبوانية الجنوبية، سوف تتصدى جنبا الى جنب مع قوات الحزام الامني وقوات المقاومة الجنوبية لأي تواجد عسكري شمالي»، وقال: «سنقف يدا واحدة لاسترداد دولتنا المغتصبة، وسنقف على ذات الخطاء والتضحيات والاستبسال التي صنعها أبطال المقاومة الجنوبية، والتحالف جنبا إلى جنب».
كما دعا إلى «رحيل القوات الشمالية لتحرير بلادهم، بدلا عن الخطابات الاستفزازية لشعب الجنوب» وان كان هنا يقصد البوحر طارق عفاش إلا أن الإشارة إلى طارق تأتي محاولة لتهيئة أبناء الجنوب لمعركة قادمة لن يكون ضحيتها طارق عفاش ولأقواته بل قوات الجنرال على محسن الأحمر في عدن وحضرموت وشبوة.
كما لن يكون المقابل سحب القوات الجنوبية من معارك الشمال إلى حدود الجنوب ما قبل 22 مايو 1990م، بل تسليم حضرموت بالكامل للإمارات وللسيطرة الإماراتية تحت ذريعة تسليم وادي حضرموت لأبناء حضرموت من قوات النخبة الحضرمية التابعة لحضرموت.
تلك التهديدات أكدتها المتحدث الرسمي باسم المجلس الإنتقالي سالم ثابت العولقي اليوم والذي أكد وجود نوايا لتكرار حرب يناير التي دارت في عدن مطلع العام الجاري ونقلها إلى شبوة وحضرموت للقضاء على القوات الموالية لنائب الرئيس هادي علي محسن الأحمر، حيث أكد العولقي على موقف المجلس الانتقالي الذي دعا إلى طرد القوات الشمالية من حضرموت واكد بقاء قوات طارق عفاش في عدن وفي لحج وفي شبوة بحماية المجلس الانتقالي ، ذلك هو الموقف الثابت للمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات والرافض لبقاء قوات على محسن الأحمر واي قوات موالية لحزب الاصلاح باعتبارها قوات شمالية .
وبعيداً عن العبارات الرنانة التي يطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي في هذه القضية، إلا أن قوات طارق عفاش تدرك جيد إتجاهات الإنتقالي الجنوبي المرسومة من قبل أبوظبي ، فالإنتقالي وبضوء أخضر من الإمارات وقف وراء أحداث يناير الماضي والتي تسبب بمقتل 40 جنوبياً وإصابة 300 أخرين خلال المعارك التي دارت ضد القوات الموالية لهادي والمحسوبة على حزب الإصلاح ، يتجه اليوم إلى تفجير الأوضاع في عدن مجدداً وتجريد القوات الموالية لحزب الإصلاح وتحديداً ضد معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية و لواء النقل و معسكر بدر ومقرات عسكرية للسيطرة عليها وتجريدها من السلاح الذي تدفق بصورة مباشرة عبر نقل الوية عسكرية مؤخراً تحت ذريعة حماية الحكومة الشرعية أو بطريقة غير شرعية كتهريب السلاح عبر مختلف الوسائل ، حيث القت قوات الحزام الأمني التابعة للإمارات الشهر الماضي عشرات حالات تهريب السلاح كانت في طريقها إلى عدن.
المخطط سيشمل المعسكرات التابعة للجنرال علي محسن الأحمر الذي لايزال يمتلك الكثير من النفوذ العسكري في وادي حضرموت ، مؤشرات ذلك بدت واضحة من خلال تصاعد ظاهرة الإغتيالات في وادي حضرموت في الآونة الأخيرة وتحريك المجتمع للمطالبة برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة للجنرال الأحمر واستبدالها بقوات النخبة الحضرمية التابعة للإمارات ، وتلك المطالب عبر عنها الإنتقالي الجنوبي بصورة رسمية خلال الاجتماعات الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن منتصف الأسبوع الماضي والتي تأتي في إطار الترتيبات للمعركة القادمة مع القوات الشمالية التابعة لنائب الرئيس هادي علي محسن الأحمر.
تلك التصريحات التمهيدية لدورة ثانية من الحرب في عدن ، أثارت إنتباه المواطن الجنوبي وحضت بتأييد شعبي واسع في الجنوب وهو ما يعد حافزاً للإمارات في منح القوات التابعة لها تفجير الأوضاع في عدن وحضرموت وشبوة بصورة تدريجية ابتداء من عدن ومن ثم طرد المعسكرات التابعة للجنرال الأحمر في شبوة كاللواء 21 ميكا والوية أخرى تابعة للإصلاح ووحدات عسكرية مكلفة بحماية أمدادات الغاز والمشتقات النفطية تتبع أيضاً المنطقة العسكرية الثالثة المسيطر عليها من قبل الإصلاح ، ووفقاً لعملية التحريض الممنهجة ضد قوات المنطقة العسكرية الأولى في مدينة سيئون ووادي حضرموت فأن مخطط استهداف القوات الموالية للأحمر سيطال تلك القوات وتحت ذريعة تطهير الجنوب من القوات الشمالية وطردها .
ووفقاً للتوقعات فأن قوات طارق عفاش والتي لا تتجاوز كتائب معدودة ستظل في قاعدة العند العسكرية وفي معسكر بئر فضل باعتبارها قوات موالية للإمارات ، ومن ثم سيتم نقلها إلى مدارس العمري في كهبوب كقوات موالية للإمارات ، وذلك لتهدئة الشارع الجنوبي وتبرير العملية العسكرية التي تعتزم الإمارات تنفيذها تحت ذريعة طرد القوات الشمالية من الجنوب .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com