منبر كل الاحرار

هادي يسلم المهرة للسعودية على بساط أحمر .

الجنوب اليوم | خاص 

 

تحول الرئيس المعترف به دولياً بإيعاز إماراتي سعودي عبد ربه منصور هادي إلى إداة سعودية إماراتية تحقق مصالح الدولتين في البلد التي يرأسها، فهادي الذي يعجز عن اتخاذ لصالح بلدة أستخدم شرعيته المزعومة في مواجهة مطالب أبناء المهرة، وكرس وجود السعودية ومطامعها في محافظة المهرة البوابة الشرقية للجنوب بالإطاحة بعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية وأصدر قرار بتعيين قيادات أخرى موالية للرياض وتحمل جنسيتها.
حل يوم أمس ضيفاً على محافظة المهرة التي بدت سعودية يرفرف في مطارها العلم السعودي وفي نقاطها العلم السعودي، ورغم ذلك أستكمل هادي نطاق السيطرة السعودية لمحافظة المهرة برفع العلم السعودي في فوق مبنى كلية التربية في المهرة بعد أن وضع حجر الأساس لمدينة سلمان التعليمية واستكمل ذلك في رفع العلم على مبنى مستشفى المهرة العام.
ورغم الخدمة الكبيرة التي قدمها هادي للرياض على حساب مطالب أبناء المهرة الذين استطاعوا أن يفرضوا شروطهم على القوات السعودية المتواجدة في المهرة والمسيطرة على المنافذ البرية والبحرية والجوية، إلا أن الرياض لم تكتفي بذلك فقد دفعت بهادي لإثبات ولائه لها ، فالرئيس المفترض وصل محافظة المهرة يوم أمس الأربعاء مستقلاً طائرة إماراتية قادما من عدن بحماية جنود سعوديين وإماراتيين ، وحل ضيفاً على المهرة التي بدت وكأنها سعودية وليس يمنية ، حيث كان في استقباله ليس محافظ المهرة والقيادات التنفيذية كما يقترض ، بل كان أول المستقبلين المندوب السعودي السامي في المهرة محمد ال جابر سفير المملكة المفترض في اليمن.
وعلى بساط أحمر نزل هادي من الطائرة إلى مطار لا مظاهر يمنية فيه بل يرفرف في ساريته العلم السعودي ، الزيارة التي جائت لأثبات الولاء للملك سلمان وولي عهدة الأمين كما يصفه هادي لم تكن من أجل المهرة وليس من أجل مطالب أبنائها الذين طالبو باحترام سيادة الجنوب بل ضد المهرة والسيادة الوطنية وضد مطالب احرار المهرة وقبائلها ، وكما ان الزيارة جائت بطلب سعودي الهدف منها لتجميل وجه الرياض في المهرة ، وتكريس تواجدها في المحافظة المحاددة للسعودية والتي سبق للرياض أن اقتطعت 40 الف كيلو متر من أراضيها وغيرت هوية أكثر من 20 الف نسمة ينتمون للمهرة ويتحدثون اللغة المهرية ومنحتهم هوية سعودية، بعد أن ضمت ارضهم المليئة بالثروات إلى أراضي المملكة ، فقد قام هادي بتنفيذ ما طلب منه عملياً .
فالرئيس المفترض لليمن تعاطى مع كل المظاهر السعودية في المهرة بأريحية، فالرجل هبط بطائرة عسكرية إماراتية في مطار المهرة الذي لايزال قاعدة عسكرية للقوات السعودية، واستقبله السفير السعودي المفترض والذي بات حاكماً غير معلن للمهرة محمد ال جابر، واستقبل ببساط أحمر سعودي يقف خلفة ال جابر والقيادات العسكرية السعودية والقيادات الموالية للرياض في المهرة.
هادي خلال تواجده في المهرة تعامل كمشرع للاحتلال السعودي للمهرة، فهاجم المعتصمين والقبائل وأصبح وجود ال سعود في المهرة ضرورة لمحاربة التهريب، أفتتح مشاريع سعودية ووضع حجر أساس لإنشاء مدينة الملك سلمان التعليمية (المرحلة الأولى)، وحجر أخر لإنشاء مدينة الملك سلمان الطبية كليًّا بسعة 200 سرير يوفِّر كافة الخدمات، وأسس لمرحلة جديدة من السيطرة السعودية على محافظة جنوبية.
زيارة هادي التي جاءت بطلب سعودي تعد بمثابة تسليم محافظة المهرة للسعودية وبحضور السفير السعودي لدى اليمن والمحافظ راجح باكريت الذي يحمل الجنسية السعودية، والذي أثبت على مدى الفترة الماضية أن رجل السعودية المطيع لأوامرها والمنفذ لتوجيهاتها والمحلل لتواجدها العسكري.
إلا أن باكريت الذي يعد مواطن سعودي من الدرجة الرابعة الذي أصبح بعد زيارة هادي حاكماً إدارياً للمهرة ، أصبح اليوم يستند إلى زيارة هادي الفاضحة التي شرعنت انتهاك الرياض لسيادة الجنوب ، ومنحت السعودية حق التواجد العسكري في المهرة ، وبتلك الزيارة يكون هادي قد سلم المهرة للرياض وسمح بإنشاء أنبوب نفط إلى بحر العرب .
مراقبون يرون بأن زيارة هادي جاءت لإجهاض اتفاق الغيضة الموقع مع الجانب السعودي، فالرياض التي التزمت بالانسحاب من مطار الغيضة ومن المنافذ البرية والبجرية والجوية عادت لتكرس تواجدها في كل مديريات المهرة بالقوة .
يشار إلى أن أبناء المهرة وقبائلها يرفضون التواجد السعودي في المهرة منذ الوهلة الأولى لدخول القوات السعودية بذريعة مكافحة التهريب ، ومنذ قدوم القوات السعودية اتجهت الرياض نحو تصعيد الضغوط على هادي لتنفيذ مخططها الاستعماري في المهرة ، منذ وصول تلك القوات اصدر هادي سلسلة قرارات بإيعاز سعودي ، حيث أطاح بالمحافظ السابق بن كدة بالمحافظ الحالي الموالي للرياض راجح باكريت، ، و مع تصاعد الغضب الشعبي من الوجود السعودي في المهرة أقدم هادي تنفيذاً لتوجيهات الرياض بإقالة وكيل المحافظة لشئون الصحراء علي سالم الحريزي المؤيد للمعتصمين و استبداله بـ”سالم بن حزحيز” المقرب من الامارات، و اقالة مدير الشرطة اللواء أحمد قحطان و هو شخصية قبلية معروفة و استبداله بالعميد مفتي سهيل صموده، المقرب من الرياض، قبل أن يقيل المحافظ باكريت مدراء مديريات و ينقل بعضهم إلى مديريات أخرى ويستبدلهم بمدراء يحملون الجنسية السعودية أيضاً ، ما يؤكد أن الرياض تسعى لوضع قبضتها على السلطة المحلية أولا، لعزل المجتمع المناوئ لتواجدها عن قيادات المحافظة، و هي مرحلة ستليها مرحلة تالية هدفها تفكيك المجتمع عبر سيناريو سيظهر لاحقا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com