منبر كل الاحرار

جنوبيو صنعاء: جرائم الإمارات عار على «الشرعية» والقيادات الجنوبية

الجنوب اليوم | العربي

 

اعتبر جنوبيّو صنعاء، من قيادات سياسية وعسكرية وناشطين، الانتهاكات الإماراتية التي كشفها تقرير لجنة الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة، «وصمة عار في جبين الإنسانية وفي جبين حكومة هادي التي أباحت إنتهاك أرض وعرض الجنوب للإمارات»، كما اعتبروها «وصمة عار في جبين كل القيادات الجنوبية التي تحولت إلى أدوات تنفذ المشروع الاستعماري الإماراتي في جنوب الوطن».
وكشف تقرير لجنة الخبراء الدوليين التابع للأمم المتحدة الصادر الثلاثاء الماضي، عن ارتكاب قوات إماراتية انتهاكات صادمة ومشينه بحق العشرات من المعتقلين الجنوبيين في سجون أبو ظبي السرية في عدد من المحافظات الجنوبية، ورغم بشاعة الجرائم التي تجاوزت التعذيب النفسي والجسدي إلى ممارسة العنف الجنسي، إلا أن ردود أفعال القيادات الجنوبية الموالية للإمارات والرياض تكاد تكون منعدمة.
والتقرير الدولي الذي صدر عن لجنة خبراء دوليين مستقلة والمكوّن من 41 صفحة، أكد في الصفحة رقم 13، ارتكاب ضباط إماراتيين جرائم اغتصاب بحق العديد من المعتقلين الذكور في السجون السرية في عدن، وأشار إلى تعرض المعتقلات النساء من قبل موظفين إماراتيين في تلك السجون إلى انتهاكات مشينه تمسّ الشرف. ووفقاً للتقرير فإن الإماراتيين يخيّرون النساء المعتقلات في السجون السرية بين «الرضوخ للاغتصاب أو الانتحار». وقال التقرير إن عدداً من المعتقلات اللائي كن يرفضن تسليم أنفسهن للإماراتيين يتعرّضن للضرب أو الرمي بالرصاص أو القتل أو التهديد بإيذاء أسرهن.
وعلى الرغم من بشاعة الجريمة المرتكبة بحق المعتقلين من الرجال والنساء، إلا أن حكومة هادي الموالية للرياض، والقيادات الجنوبية الموالية لأبو ظبي، التزموا الصمت.
الرد بثورة كرامة
في المقابل، اعتبر الشيخ أحمد حمود جريب، محافظ لحج المعيّن من قبل حكومة «الإنقاذ»، أن ما أكده تقرير لجنة الخبراء الدوليين التابعة للمفوضية العامة للأمم المتحدة، حول الانتهاكات الإجرامية التي تمارسها دولة الإمارات بحق المعتقلين الجنوبيين في سجونها السرية في عدن وأبين ولحج وحضرموت «إدانة دولية لأبو ظبي وأدواتها في الجنوب، بارتكاب جرائم حرب ضد أبناء الجنوب».
وأكد جريب أن تلك الانتهاكات التي تنوعت بين التعذيب النفسي والجسدي والعنف الجنسي «تكشف المشروع غير الإخلاقي لدولة الإمارات في الجنوب، ويضع أبناء الجنوب أمام خفايا ذلك المشروع الاستعماري، الذي يفرض اليوم بحكم العادات والتقاليد والأعراف والأسلاف الحميدة للجنوب وقبائله الأصيلة، التدخل العاجل لوقف تلك الجرائم والانتهاكات بشكل فوري، وطرد المحتل الذي أحتل الأرض وهاهو اليوم ينتهك العرض».
وأشار جريب إلى أن «تلك الممارسات التي جرحت كل جنوبي حر غيور على أرضه وعرضه وكرامة الجنوب وأبنائه، أسقطت كافة ذرائع الوجود الإماراتي في الجنوب»، داعياً «كل أحرار الجنوب إلى الرد العملي على تلك الممارسات الإجرامية التي يتعرض لها المعتقلون من شباب الجنوب في سجون المستعمر الإماراتي بوقف القتال في كافة الجبهات التي تقودها الإمارات وتتخذ منهم وقوداً لها، بينما تنتهك أرضهم وعرضهم في عدن ولحج وأبين وحضرموت وشبوة».
وأكد جريب أن «ما حمله تقرير لجنة الخبراء الدوليين حول الدور الإجرامي الإماراتي يدعو لثورة كرامة جنوبية تبدأ باعتقال من ارتكبوا تلك الجرائم وإنزال بهم أشد العقوبات بهم، وإغلاق تلك السجون السرية التي يمارس فيها أبشع الانتهاكات ضد أبناء الجنوب، وتنتهي بتحرير الجنوب من دنس المحتل الإماراتي».
جرائم حرب غير إخلافية
بدوره، أكّد محافظ عدن المعيّن من قبل حكومة صنعاء طارق سلام، أن «ما جاء في تقرير لجنة الخبراء من انتهاكات صارخة وغير أخلاقية مارستها قوى الاحتلال الإماراتي ضد المدنيين في السجون السرية الإماراتية، جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، ووحشية لم يسبق لها مثيل تستدعي توحد كافة القوى السياسية والمجتمعية في عدن في صف مواجهة هذه الجرائم غير الأخلاقية وطرد المحتل وأدواته والحفاظ على النسيج الاجتماعي لأبناء عدن والمحافظات الجنوبية من الثقافات الدخيلة والإجرامية».
وأشار إلى أن ما كشفه التقرير «يؤكد مدى خطورة استمرار تلك الممارسات التي تخلق واقعاً دخيلاً على مدنية وثقافة أبناء اليمن ككل وعدن خاصة».
وشدد سلام على «ضرورة محاسبة قوى الاحتلال على ممارستها وانتهاكاتها غير الأخلاقية والإنسانية في عدن وتعمدها تفكيك النسيج الاجتماعي ونهب الثروات وتغييب الخدمات اللازمة والضرورية للمواطن بصورة تعكس حجم المعاناة التي يرزح تحت نيرها أبناء عدن جراء تواجد قوى الاحتلال في المحافظة واستمرارها في التدخل في حياة اليمنيين وقضاياهم الداخلية».
إنتهاك مشين
اللواء لقمان محمد علي باراس، محافظ حضرموت المعيّن من صنعاء، أكد لـ«العربي» أن «الانتهاكات الإماراتية التي ذكرها تقرير لجنة الخبراء الدوليين الأسبوع الماضي، والتي وصلت حد اغتصاب الذكور من قبل الإماراتيين تعد أساءة بالغة لكل أبناء الجنوب ولكل أبناء اليمن وانتهاك جسيم ومشين ولا يمكن أن يمر دون عقاب»، وأشار إلى أن تلك الانتهاكات والجرائم التي تؤكد أن من قام بها «لا شرف لهم ولارجولة ولاقيم، تحز في نفس كل مواطن يمني».
وطالب اللواء باراس «أبناء حضرموت الشرفاء والغيورين على الأرض والعرض داخل الوطن وخارجة، تحديد موقف موحد من تلك الجرائم والانتهاكات التي يمارسها المحتل الإماراتي بحق أبناء الجنوب في سجون عدن وأبين ولحج وحضرموت، والاتجاه نحو مقاومة المحتل الغاضب لأرض حضرموت والجنوب عامة وتحريرها من دنس المحتل الإماراتي الذي تناسى أن اليمن كانت ولاتزال مقبرة الغزاة»، مشيراً إلى أن «حضرموت التي طردت المحتل البرتغالي وطردت المحتل البريطاني سوف تتحرر من المحتل الأعرابي عما قريب».
سقوط إخلاقي
من جانبه، وصف محافظ الضالع المعين من صنعاء، حنين حنين عبدالله الدريب، ما أكده تقرير الخبراء الدوليين بـ«الجريمة المنظمة والممنهجة التي تسعى من خلالها الإمارات إلى إذلال الجنوبيين في أرضهم».
وقال إن تلك الجرائم «تؤكد أن الإمارات دولة محتلة تستخدم السقوط الإخلاقي كوسيلة من وسائل الاحتلال»، مشيراً إلى أن «تلك الممارسات غير الأخلاقية تعد انتهاكاً لحرمات الجنوب لن تطيل عمر المحتل الغاضب ولن تعفية من العقاب، بل إن الرد اليوم على تلك الجرائم سيكون جماعياً ورد الاعتبار لن يكون للمعتقلين الذين تعرّضوا لأصناف التعذيب والاغتصاب، بل بإنزال العقاب الشديد والمؤلم على المحتل وطرده مكسوراً مذلولاً من أرض الجنوب».
(العربي)

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com