عدن .. ناصر “الشمج” ضحية التعذيب الوحشي في السجون الإماراتية

الجنوب اليوم | خاص 

مع مرور الأيام تتكشف قصص مروعة جديدة للمعتقلين والمخفيين قسرا في السجون السرية التي تديرها الامارات في الجنوب ، وهي قصص ترقى الى درجة جرائم الحرب.
من هذه القصص ما حدث لأسرة المواطن اليمني ناصر ثابت مبروك السعدي الملقب ب” الشمج” التي صعقت بعد معرفتها أن ناصر مات تحت التعذيب في أحد السجون السرية بعدن وأن جثته قدمت كطعام للكلاب ، وذلك بعد عامين من اختطافه وإخفائه قسرا وعدم معرفتها حتى بمكان سجنه.
ناصر ثابت، الذي ولد في يافع وعاش في دلتا أبين ثم استقر هو وأسرته في عدن وكان لديه ورشة لإصلاح الدراجات النارية، فوجئ بمداهمة قوة إماراتية لمنزله في رمضان عام 2017، واعتقاله بدون معرفة الاسباب أو التهمة الموجهة إليه.
ويروي أحد رفقاء ناصر ممن تم اطلاق سراحهم لاحقا قصته المأساوية في سجن “بئر أحمد ” بعدن الذي يشرف عليه شخص يدعى أبو علي الإماراتي ، حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب التي مورست في حقه وزملائه كالتعذيب بالضغاطة والقرقرة بتقييد يدي السجين ورجليه من الخلف ويلقى على ظهره وتوضع خرقة على فمه ثم يؤتى بكمية كبيرة من الماء تحتوي على اعداد من ذباب الماء أو مادة الديزل ويتم صب الماء على فمه بالقوة حتى ينتفخ بطنه ثم يركلونه كي يخرج الماء من فمه.
وأكد أن من أسماهم بالمليشيات الإماراتية تتفنن في عملية تعذيب المعتقلين وتستمتع بمعاناتهم وأناتهم ، مشيرا إلى أن صحة ناصر تدهورت جراء ما تعرض له من تعذيب وحشي حتى وصل به الحال إلى أن يتبول دما ، وسط استغاثة زملائه المعتقلين ومناشدتهم بإنقاذ حياة زميلهم ونقله للمستشفى للعلاج، الذين فوجئوا بإقدام شخص من أذناب الاماراتيين برمي ناصر بطوبة كبيرة على رأسه تسببت في تهشم الجمجمة ونزيف حاد وذلك أمام مرأى ومسمع منهم ليلفظ ناصر أنفاسه الأخيرة بعد ساعات قليلة.
البشاعة لم تنتهِ إلى هنا – بحسب زميل ناصر – فبعد أن فارق ناصر الحياة تاركا جسدا مليئا بالجروح والدماء ورأساً مهشماً قام أولئك الوحوش برمي جثة ناصر للكلاب التي نهشتها ومزقتها بأنيابها ومخالبها بمكان قريب خارج الزنزانة، في واحدة من أبشع صور الانتهاك الانساني.
أسرة ناصر ناشدت الضمير الإنساني الدولي التدخل لإيقاف الصلف الإماراتي والأخذ بحق فقيدها الذي لم ترَ صورته منذ عامين ،وحق الكثير من المعتقلين والمختطفين والمخفيين قسريا في سجون الإمارات الذين يستغيثون لإنقاذهم من ويل ما يعانونه، وطالبت الحكومة الشرعية بالتحقيق في جرائم المعتقلين ومحاسبة الجناة أيا كانوا، ووضع حد للتدخل الإماراتي في المدينة.
يذكر أن تقارير لمنظمات حقوقية دولية كشفت مؤخرا عن عمليات تعذيب مروعة يتعرض لها محتجزون في سجون سرية، تديرها قوات إماراتية في الجنوب، وطالبت المنظمات مؤخرا الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالتحرك الجاد والعاجل لوضع حد للانتهاكات والجرائم التي ترتكب في تلك السجون، وفتح تحقيق حول تلك الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها كمجرمي حرب.