منبر كل الاحرار

«كارما»: سلاح تجسس إماراتي بغطاء إمريكي

الجنوب اليوم | وكالات

 

كشف ضباط مخابرات في الجيش الأمريكي، عن تورط الإمارات في استخدام تقنيات تكنولوجية حديثة للتجسس على زعماء وقيادات ونشطاء في كل من قطر وسلطنة عمان وتركيا واليمن.
وأكد الضباط ووثائق برمجية، عن استعانة أبوظبي بتطبيق «كارما» التجسسي المتطور لمراقبة مئات الأهداف بدءا من عام 2016، ومنهم أمير قطر ومسؤول تركي رفيع المستوى والحائزة على جائزة نوبل، توكل كرمان.
ومن بين الشخصيات التي التحقت بالمشروع السري الإماراتي الذي عرف بتسمية «ريفين» المحللة الاستخبارية في وكالة الأمن الوطني الأميركي لوري سترود، بالإضافة إلى 12 خبيرا سابقا، جندوا خبراتهم لمساعدة أبوظبي، على شن حملات قرصنة، قبل أن تنقل الإمارة الخليجية المشروع  في عام 2016 إلى شركة الأمن المسماة «دارك ماتر» ومقرها أبو ظبي.
وهنا بدأت خبايا المشروع الإماراتي تتساقط، باعتراف لوري سترود، أن أنشطتة تجاوزت الخطوط الحمر، بعد توجهها لاستهداف الزملاء الأميركيين، قائلة «أنا أعمل مع وكالة استخبارات أجنبية تستهدف الأميركيين، فأنا رسميا جاسوسة شريرة»، مما دفعها لترك المشروع فوراً.
ووصف الضباط السابقون الذين عملوا في المشروع، «كارما» بأنها أداة قادرة على إتاحة الدخول عن بعد إلى أجهزة آيفون بمجرد تحميل أرقام الهواتف أو حسابات بريد إلكتروني على نظام استهداف آلي، غير أنه لها حدود أيضاً، إذ «لا تعمل على الأجهزة التي يشغلها نظام أندرويد، كما لا يمكنها اعتراض المكالمات الهاتفية».
وشهد عام 2017، استخدام «كارما» لاختراق هاتف «آيفون» يستخدمه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذلك أجهزة يستخدمها محمد شيمشك النائب السابق لرئيس الوزراء في تركيا، ويوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان.
ومن بين ضحايا «كارما» أيضاً توكل كرمان، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، التي قالت إنها «تلقت على مدى سنوات إخطارات متكررة من حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي تحذرها من أنه جرى اختراق حساباتها»، مضيفة أن «حقيقة مساعدة أميركيين للحكومة الإماراتية على مراقبتها كانت صادمة».
وأوضحت كان المتوقع من الأميركيين «دعم حماية المدافعين عن حقوق الإنسان وتوفير كل سبل ووسائل الحماية والأمن.. لا أن يكونوا أداة في أيدي الأنظمة المستبدة للتجسس على النشطاء وتمكينها من قمع شعوبها».
وقال الضباط السابقون إنه بحلول نهاية عام 2017، أدخلت «آبل» تحديثات أمنية على برمجياتها جعلت «كارما» أقل فاعلية بكثير، بعد أن كان يستخدم في عامي 2016 و2017، للحصول على صور ورسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية ومعلومات بشأن الموقع من أجهزة «آيفون» المستهدفة.
وقال مايكل دانيال مسؤول الأمن الإلكتروني في البيت الأبيض، في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إن «هناك نحو عشر دول فقط يعتقد أنها قادرة على تطوير مثل تلك الأسلحة، منها روسيا والصين والولايات المتحدة وأقرب حلفائها».
( رويترز)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com