منبر كل الاحرار

هل سيعيد الجنوبيين اعتبار اسراهم الذين تجاهلتم الإمارات ؟

الجنوب اليوم | خاص

 

كما كان متوقعاً منذ أكتوبر ٢٠١٦م عندما منعت دولة الإمارات العربية المتحدة من تنفيذ أكبر صفقة لتبادل الاسرى مع الحوثيين ، وهدد بإستخدام العنف في حال أصر الحراك الجنوبي على تنفيذ الصفقة ، ومن حينها وأبوظبي تتحكم بملف أسرى الجنوب وتفرض عليهم عقاب جماعي ، ولكن اخيراً أتضح السبب الذي دفع الإمارات إلى حرمان المئات من الجنوبيين من الحرية وسبب استخدامها لملف الاسرى في الجنوب وبعض المناطق الشمالية إلى ورقة بيدها ، فأبوظبي لم تكن تهدف ولم تفكر بالقيام بصفقة تبادل أسرى بين الطرفين واطلاق سراح الاسرى الجنوبيين بل استخدمت الاسرى الجنوبيين والحوثيين مجرد رهائن وورقة ضغط لكي تفرج عن العشرات من المعتقلين الإماراتيين في سجون الحوثيين والذين سقطو أسرى خلال المعارك التي تدور مع الحوثيين منذ اكثر من عامين في الساحل الغربي .
هنا قد تكون المفاجئة إن لم تكن صدمة كبرى ورسالة ذات دلالات ومعاني لايفهمها سوى الاحرار الذين يغيرون على شعبهم وامتهم ، فابوظبي التي لاتزال حتى اليوم تستخدم الآلاف من أبناء الجنوب في معاركها العبثية ومغامراتها الإنتحارية في اليمن ، تتجاهل أسرى الجنوب في سجون الحوثيين وتبدي استعدادها اطلاق سراح أسرى حوثيين مقابل اطلاق سراح الأسرى الإماراتيين ، قطعاً لم تكترث لمعاناة وانات وحنين المئات من الأسر الجنوبية التي أسر أبنائها ولايزالون في الأسر منذ أن ربطت أبوظبي ملف الاسرى الجنوبيين بموافقتها وحولت أبناء الجنوب والشمال إلى رهائن مقابل الافراج عن بضع إماراتيين ، وكرست جل اهتمامها وتحركاتها الدولية مؤخراً للأفراج عن اسراها وليس الاسرى الذين سقطوا في معاركها في اليمن ، وهو ما يؤكد مدى الدونية واللانسانية التي تتعامل بها ابوظبي مع الاسرى من القوات الموالية لها ، ولكن ذلك التعامل الذي يعكس نظرية المؤامرة التي تقودها أبوظبي ضد أبناء الجنوب أكان من خلال الدفع بهم إلى محارق الموت أم ترك جثثهم في ساحات المعارك دون انتشالها ، أو فرض على الاسرى منهم عقاب جماعي واستخدامهم ورقة ضغط للافراج عن اسراها .
هنا قد تكون الرسالة واضحة للجنوبيين الذين تدفع بهم أبوظبي إلى محارق الموت في الساحل الغربي ومعارك الشمال ، ولكن في ظل صمت أبناء الجنوب على تلك الممارسات قد تزداد دونية النظرة والتعامل معهم من قبل ابو ظبي ، فهل سينتفص ابناء الجنوب ضد الإمارات وهل سيعيدون اعتبار اسراهم الذين لم تكن لهم قضية مع الحوثيين وانما قاتلو تحت راية وقيادة الامارات ، فمحاولات أبوظبي يوم أمس الافراج عن اسراها فقط دون اسرى مقاتليها الجنوبيين تعد وصمة عار في جبين كل جنوبي لايزال يقاتل في صفوف الإمارات ولم يتخذ موقف ضد ممارساتها اما بوقف تلك الدويلة التي لم تكن شيئا مذكورا لولا انظمام الآلاف من الجنوبيين لها وتنفيذ اجندتها الاستعمارية في الشمال والجنوب .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com