منبر كل الاحرار

الجنوب يرفض الإمارات.. و”أحرار عدن” أولى الحركات التحررية

الجنوب اليوم |  تقرير : حمدي الحميدي

 

شهد الشارع الجنوبي ولادة حركة جديدة مناهضة للتواجد الإماراتي، ومنادية برحيل قوات أبو ظبي، التي تعتبرها قوات احتلال يجب مقاومتها.
وتُعد الحركة التي أتت تحت مسمى “حركة أحرار عدن”- بحسب مراقبين- نتاجا فعليا للموقف الجنوبي من السياسة التي تنفذها الإمارات على الأرض، والذي بدا واضحا من خلال مسارات الأحداث.
وتعيش الساحة الجنوبية حالة تغير في المزاج العام، وفي الموقف مما يدور على الأرض، تجلى واضحا من خلال تنامي حالة الرفض الشعبي للسياسة الإماراتية، وممارسات القوات الإماراتية وأذرعها في الجنوب، المتمثلة في التشكيلات العسكرية والأمنية التي عملت أبوظبي على إنشائها وتمويلها، لتتخذ منها أدوات لتنفيذ مخططاتها.

تبلور الحركة على الواقع:
برزت حركة أحرار عدن خلال الأشهر الماضية، من خلال الشعارات التي انتشرت على الجدران في العاصمة المؤقتة عدن، والمرفقة باسم الحركة، حيث ظهرت في جدران عديدة بشوارع مدينة عدن شعارات مناوئة للإمارات، ومطالبة برحيل قواتها.
واحتوت الشعارات التي صورها ناشطون، قبل أن تمسحها قوات الحزام الأمني، كلمات وعبارات تصف الإمارات بدولة الاحتلال، وتطالب برحيلها، ومن هذه الشعارات -على سبيل المثال- “برع برع يا استعمار, يرحل الاحتلال الإماراتي”.
وليست هذه المرة الأولى التي تنتشر فيها هذه الشعارات في المدينة، إذ ظهرت في أوائل 2018 الشعارات المناهضة، نفسها، لدولة الإمارات والمطالبة برحيلها من الأراضي الجنوبية، والمتهمة لها بالتحكم في الملف الأمني الجنوبي وإدارته حسب مخططاتها، إلا أن قوات الحزام الأمني قبضت على بعض الناشطين الذين كتبوا هذه الشعارات، ولاحقت المواطنين المؤيدين لهذا التوجه.

أول بيان للحركة:
حركة أحرار الجنوب أصدرت أول بيان لها خلال التظاهرات الشعبية الحاشدة التي شهدتها عدن لأيام متوالية، على خلفية مقتل الشاب رأفت دنبع، على أيدي أمن عدن، حيث دعت الحركة المواطنين للخروج في التظاهرات، التي عبرت عن حالة السخط الشعبي على الإمارات وسياستها في الجنوب.
وقبل أيام أصدرت الحركة بيانا آخر، جددت فيه دعوتها إلى كافة أبناء مدينة عدن، للاستمرار في التظاهرات الاحتجاجية للمطالبة بقتلة الشاب الجنوبي الحر “رأفت دنبع”، وشددت الحركة على أهمية المضي في التصعيد الشعبي وفاءً لدماء دنبع، ودماء كافة أحرار مدينة عدن، “الذين اغتالتهم أيادي الغدر والخيانة بدون ذنب اقترفوه، سوى أنهم رفضوا الممارسات الانتهازية والاستعمارية، ومحاولات إسكات الأصوات الحرة الرافضة لمسلسل الاغتيالات والاعتقالات والتعذيب والسطو والإذلال”.
وحذرت الحركة، في بيانها الأخير، القوات التابعة للإمارات من مغبة أي اعتداء على المحتجين، مؤكدة أن التهديدات لن تثني أبناء عدن عن مواصلة احتجاجاتهم الشعبية للمطالبة بقتلة دنبع، وعلى رأسهم قائد القتلة ومخطط القتل يسران المقطري- حسب البيان-.

تنامي حالة الرفض:
تجلت حالة الرفض الشعبي للسياسة الإماراتية في الجنوب من خلال التحركات المناهضة للتواجد الإماراتي، سواء في مواقف سياسية أو على المستوى الشعبي، بل والفردي. ففي وقت يصرح سياسيون بموقفهم من الممارسات الإماراتية المشبوهة، لا يتردد آخرون عن المجاهرة باعتبار تواجد القوات الإماراتية على أراضي الجنوب احتلالاً صريحاً.
الموقف الشعبي من الإمارات وسياستها في الجنوب هو الآخر بدا في الآونة الأخيرة أكثر سخطا ورفضا، حيث ظهر هذا الموقف بصورة أكثر وضوحا أثناء التظاهرات الأخيرة التي شهدتها عدن، بعد مقتل الشاهد رأفت دنبع على أيدي جنود في أمن عدن، التي تعالت فيها الأصوات المطالبة برحيل القوات الإماراتية، باعتبارها سبباً في كل مشاكل الجنوب.
لماذا الرفض
وعملت الإمارات منذ بدء حرب «التحالف» في اليمن أواخر مارس من عام 2015، على توسيع نفوذها وسيطرتها على محافظات الجنوب. وعززت حضورها بتشكيل أذرع عسكرية، تمثلت في قوات «الحزام الأمني» و«قوات النخب التي أنشأتها في كل محافظات الجنوب». يُضاف إلى ذلك تقديم الإمارات دعماً سياسياً لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي شكلته ليكون بمثابة ظل تحكم الإمارات الجنوب من خلفه.
وتمكنت الإمارات من إحكام سيطرتها على الموانئ والمطارات في الجنوب، وكذلك الجزر والسواحل والمنشآت النفطية والغازية. وقامت بحظر جماعة «الإخوان» و«جمعية الإحسان الخيرية» في المحافظات الجنوبية. وخلقت حالة من الفوضى والانفلات الأمني أسهمت في تفاقم ظاهرة الاغتيالات التي حصدت المئات في مختلف محافظات الجنوب خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ومارست القوات الإماراتية عمليات اعتقال طالت الآلاف من الجنوبيين، ممن زعمت أن لهم علاقة بالإرهاب. وبحسب تقارير منظمات دولية، فإنها مارست عمليات تعذيب وانتهاكات طالت موقوفين في المعتقلات، توفي بعضهم تحت التعذيب، مضيفة أن هذه الانتهاكات يرقى بعضها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com