منبر كل الاحرار

القضية الجنوبية ليست في الحسابات!.

بقلم – ماهر عبدالحكيم الحالمي …. 

القضية الجنوبية ليست في الحسابات!.

ربما موقع القضية الجنوبية مما يدور في اليمن اليوم،أعتقد وهو المُشاهد بعد تحرير المناطق الجنوبية،أن القضية الجنوبية كانت الأضحية التي تمّ أستغلالها ودفنها،فهي لم تكن حاضرة في أيّ حوار بين أطراف الحرب في اليمن وآخرها الحوار الذي كان في الكويت بين الشرعية وحلفاءها والحوثيين وحلفاءهم ،فمكون الحراك الذي شارك في حوار الكويت لحلّ الصراع في اليمن معروف مستنسخ منقسم على بعضه سابقاً ولا يمثل الحراك الجنوبي بل يمثل الشرعية على الأساس الذي تمّ الإتفاق علية في الحوار الوطني اليمني الذي كان في صنعاء عقب ماسُمّيت بثورة التغير اليمنية،وهو مختلف، فالحراك الجنوبي يسعى نحو أستقلال الجنوب وبناء دولة مستقلّة،وهذا المكّون الذي شارك في الحوار بأسم الحراك الجنوبي يسعى نحو الشراكة الوطنية في ظلّ الدولة اليمنية الواحدة.

دخلت المقاومة الجنوبية إلى جانب التحالف العربي دون ضمانات على الدور الذي تلعبه بعد الحرب،فتم إقصاؤها بعد التحرير،ومن وجه آخر تمّ أستقطاب بعض عناصر الحراك ليتقلّدوا مناصب في سلطة الشرعية دون معرفة مكوّناتها او الإتّفاق معها،حتى تتمّ السيطرة على ردّة فعل المقاومة الجنوبية،إذا فكّرت في التمرّد على الشرعية لاحقاً سواء من أجل القضية الجنوبية او بسبب ضعف خدمات الحكومة الشرعية والسلطة المحلية،التي دائماً تبريرات السلطة لضعف الخدمات ليست دقيقة وغير مهنية ومقنعة،وهذه رسالة ضد من يطالب بكشف حقيقة الفساد وحقيقة المشكلة،وساعد في ذلك ضعف مناقشة المشكلة من قِبل الجمهور المتلقّي،الذي دائماً ما يميل إلى قناعة التامّة في طرح السلطة والمروّجين لأخطائها في مواقع التواصل الاجتماعي.

هذا يعتبر فخ قاتل لإسقاط وإفراغ المضمون السياسي والقانون للقضية الوطنية الجنوبية بإعتبارها قضية دولة تحت إحتلال وبمشاركة الجنوبيين تجرهم لصالح طرف من طرف الصراع في منظومة الإحتلال اليمني المتصارعة على السلطة والثروة،سيفرغ نضال وطموحات وتطلعات وتضحيات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال والسيادة عل كامل ترابه الوطني في دولة مستقلة.

ماذا حقق التحالف للجنوبيين؟.

هناك مكاسب شخصية وليست مكاسب وطنية وما يقوم به التحالف والشرعية في المناطق الجنوبية المحررة لا يمت بأي صلة للبناء المؤسساتي للدولة،إنما هو عبارة عن عمل يقود لتأسيس واقع ميليشيات عصاباتي مناطقي يستحيل بعدها إرساء دعائم الدولة وتجعل من الجنوب ساحة لميليشيات متصارعة متناحرة متنافرة تدين بالولاء والطاعة لمن يغذيها ويدعمها،هنا تكون تلك القوى الإقليمية والمحلية قد نجحت في إظهار الجنوب وكأنه ساحة صراع لفرق متناحرة وبيئة حاضنة لعصابات المخدارات،والإجرام، والإرهاب،،،والفاسدين من قيادات عسكرية،ومدينة،وبأن الجنوبيين غير قادرين على إدارة مناطقهم،بينما الحقيقة غير ذلك،وليبقوا على المبرر والذريعة حتى تعاد الكرة من جديد في إحتلال الجنوب بحجة إعادة الأمن والاستقرا للمناطق الجنوبية ومحاربة الإرهاب.

الحرب الأخيرة(٢٠١٥)خلطت الأوراق،وأعتقد إن القضية الجنوبية في لحظة ما بعد الحرب هي الغائب الوحيد في المتغيرات الحاليه،وما دخول الجنوبيين في الحرب مع التحالف إلا تعبيراً عن وفاء الجنوب وإحساسه بضرورة صياغة حماية القضايا الإستراتيجية،ودخولهم في التحالف جعلهم في موقف المسؤلية وإن موقف الحرب لم يترك لهم فرصة لتحديد الموقف الذي أتخذوه من الحرب،لكنهم أتخذو موقف يتماشى مع الموقف القائم.

ومن خلال المشهد وأجندته الذي يتناسى القضية الجنوبية،وما يزيد الخوف إنصهار القضية ودخولها في إطار المساومات واللعبة الدولية التي تبدو معالمها غير مطمئنة وتسير في أتجاه العواصف والفوضى،وفي جانب آخر فإن حالة السباق نحو الزعامة قد تدخل القضية الجنوبية في نفق ليس له أول ولاآخر،فأننا نرى الواقع وبحكم المشهد الذي من خلاله وجدنا قيادات جنوبية من ضمن مكون الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية،تردد شعارات ثورية أثناء المسيرات والمظاهرات ووضعوا عهوداً ومواثيق لكي تنفجر براكين الشباب للعطاء والتضحية في سبيل اللّه والوطن والدفاع عن النفس والعرض،وبهذه الشعارت أرتفعت همم الشباب وخاضوا أروع البطولات وبذلوا كل ماهو غالي على نفوسهم منهم من قضى نحبه ومنهم من جرح وتجرع مرارة الألم ومنهم من صبر على جروحه وأخفى دموعه تحت تجاعيد الزمن،بالرغم من هذا وذاك نشاهد القيادة الجنوبية التي وصلت إلى هرم السلطة و حناجرهم تتلفظ أن ملف أسر الشهداء والجرحى يعتبر أهم الملفات التي توليها السلطة المحلية بالمحافظة او الحكومة الشرعية.

لكن بالحقيقة لم يتم حتى معالجة الجرحى الجنوبيين أسوةً بجرحى أبناء شمال اليمن،فقط تكتفي القيادة الجنوبية بترديد شعارات واهية لا تلتمس لمعاناة شعب الجنوب عامه وخاصة أسر الشهداء والجرحى،فقد أصبحوا يلعبوا بعواطف ومشاعر الجنوب تجاه قضيتهم.

إذاً المتهم الرئيسي في التآمر على القضية الجنوبية بعض القيادة الحراك الجنوبي التي مارست دور القائد ودفعت بالحركة نحو العشوائية والفوضى،ثمّ سارعت نحو التسابق على السلطة دون النظر إلى حجم المشاركة وقوّتها وعلى أيّ أساس.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com