منبر كل الاحرار

تسوية إيرانية – خليجية للملف اليمني

الجنوب اليوم – تقرير

تبرز في منطقة الشرق الأوسط تحركات دبلوماسية نشطة من أجل حلحلة مجموعة من القضايا في المنطقة الأكثر تعقيداً في العالم، ولعل أهمها الأزمة اليمنية.

وتأتي هذه التحركات في ظل الحديث عن تقارب خليجي- إيراني خصوصاً بعد زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الى عُمان والكويت، وما تخلل الزيارة من لقاءات ومشاورات هامة مع المسئولين بالبلدين.

ويمكن رصد جولة روحاني على أنها أعقبت الرسائل التي بعث بها الخليجيون إلى القيادة الإيرانية، قبل أيام، عن طريق وزير الخارجية الكويتي الذي زار طهران مؤخراً.

وتتحدث معلومات عن رسائل متبادلة أخرى، على خط الرياض طهران، جرت قبل ذلك، ولكن بعيداً من الأضواء، وتطرق بعضها إلى الملف اليمني

ويخيم التوتر على العلاقات بين دول خليجية وإيران؛ بسبب عدد من الملفات؛ أبرزها الملف النووي الإيراني الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة، والملفان اليمني والسوري؛ حيث تتهم السعودية إيران بدعم نظام بشار الأسد بسوريا، وتحالف مسلحي مليشيا الحوثي والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في اليمن.

وفي إطار هذه التحركات الجديدة، تأتي زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى كل من الكويت ومسقط، كمؤشر إيجابي إلى إمكانية حصول تفاهمات إقليمية بين إيران ودول الخليج، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الملف اليمني، وعلى إمكانية تحرك عجلة التفاهمات السياسية تحت المظلة الإقليمية.

وأعلن اليوم ديوان البلاط السلطاني العماني، أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، سيجري زيارة للسلطنة تستغرق ثلاثة أيام ابتداءً من يوم غداً الاثنين.

وقال بيان البلاط السلطاني إن الزيارة تأتي “تلبية لدعوة من سلطان البلاد قابوس بن سعيد، وتتويجاً للعلاقات الأخوية المتينة، والروابط الوثيقة بين البلدين، وحرصاً من قيادتي البلدين على دعم المصالح المشتركة بين بلديهما في مختلف المجالات“.

ويأتي الإعلان عن الزيارة بعد 3 أيام من جولة خليجية للرئيس الإيراني، حسن روحاني، شملت كلاً من مسقط والكويت، مما يعني أن زيارة أمير الكويت لمسقط ستتناول المشاورات التي أجراءها الرئيس الإيراني مع مسئولي البلدين الخليجيين. 

وقبل أيام من الآن عقدت المجموعة الرباعية (السعودية، والإمارات، والولايات المتحدة، وبريطانيا) اجتماعاً بشأن اليمن بحثت فيه المستجدات على الساحة اليمنية، وذلك على هامش لقاءات قمة العشرين في ألمانيا.

إجتماع الرباعية الذي تم بحضور وزير الخارجية في سلطنة عُمان، يوسف بن علوي بن عبد الله، حضره وشارك في مباحثاته، المبعوث الأممي إلى ‏اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد.

وهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها الوزير العماني في الاجتماع بعد لقاء عقد في العاصمة السعودية الرياض نهاية ديسمبر الماضي، والذي يبدو أنه بات أساسياً في اجتماعات اللجنة، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يطلقون على الاجتماع الجديد في المانيا اجتماع (4 1).

وفي الوقت الذي كان فيه الاجتماع الأخير في الرياض، آخرَ اجتماع يشارك فيه وزير الخارجية الأمريكي السابق، جون كيري، فإن اللقاء الذي جرى في ألمانيا يعد الأول لخلفه، ريكس تيريلسون، في المجموعة.

وقال تيلرسون إن بلاده تواصل دعم عملية تقودها الأمم المتحدة في اليمن، من دون أن يوضح ما إذا كان ذلك يعني أن واشنطن ستواصل تبني مبادرة الأمم المتحدة التي اقترحها وزير الخارجية السابق، جون كيري، مشيراً إلى الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الإنسانية من دون قيود

من جانبه قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير والذي تقود بلاده تحالف عربي يتكون من 10 دول لدعم الشرعية باليمن ويستهدف مواقع الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق “صالح”، إن الأزمة اليمنية ستنتهي خلال العام الجاري 2017.

وأضاف الجبير، خلال كلمة بمؤتمر الأمن بميونخ، “أعتقد أن عام 2017 ستحل فيه عددا من التحديات في الشرق الأوسط، وأعتقد أن الأزمة في اليمن سوف تنتهي خلال عام 2017“.

وتابع الجبير أن بلاده ترى أن محاولة الإطاحة بالحكومة الشرعية في اليمن قد فشلت وسيصبح اليمن على مسار التنمية وإعادة الإعمار.

وتوقع الجبير، اليوم الأحد، أن تتمكن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من التعاطي بإيجابية مع القضايا الملتهبة بالمنطقة، مشيرا إلى أن احتواء إيران يمثل هما سعوديا أميركيا مشتركا، وذلك بعد دعوة طهران لإجراء حوار.

وسبق أن قاد المبعوث الأممي الى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد عدة جولات مكوكية بين عدن وصنعاء والرياض بالاضافة الى بعض العواصم العربية والعالمية التي تُعنى بالشان اليمني.

وقدم ولد الشيخ مبادرة أممية أقترحها وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري وتم رفضها من قبل حكومة الرئيس المعترف بها دولياً عبدربه منصور هادي لكونها لا ترتكز على المرجعيات الثلاث التي تطالب بها الحكومة الشرعية في حين لاقت قبولاً وان كان على استحياء من جانب الحوثيين وحليفهم صالح.

فهل تشهد الأزمة اليمنية بوادر انفراج في ملفاتها، في إطار التحركات الدبلوماسية الأخيرة، أم نرى تعند الأطراف اليمنية ورفضها لأي بوادر للحل؟. 

 

جعفر عاتق

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com