منبر كل الاحرار

الرئاسة اليمنية توافق جبراً على اتفاق يستلب قرارها ويضع الجنوب تحت الوصاية السعودية الكاملة

الجنوب اليوم  | خاص 

 

أقر الرئيس عبدربه منصور هادي ومستشارية وحكومته الموافقة على اتفاق جدة الذي رعته السعودية خلال الشهرين الماضين لإنهاء الصراع المحتدم بين الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات وحكومة هادي في الجنوب، موافقة حكومة هادي كان جبراً بعد ان تلكئت تلك الحكومة من التوقيع عليه وتهربت كثير وسربت لأنصارها في الداخل بالتصعيد المضاد للاتفاق لأنها لا تمتلك قرار الرفض ، وبعد يوما واحد من خطاب متشنج لنائب رئيس حكومة هادي ووزير داخليته أحمد الميسري اطلقه من شبوة وكان صادقاً وشجاعا إلى حدا ما في حديثة عن سيناريو سعودي إماراتي هدفة الأول والأخير التداويل والتداول باحتلال الجنوب بين أبوظبي والرياض ، وعبر عن رفضة لاتفاق جدة وكشف عن خفاياه الاستعمارية التي تستلب القرار السيادي لتلك الحكومة وتبقي هادي حبيس الفندق في الرياض ، أعلنت رئاسة هادي في الرياض الاحد التوصل إلى صيغة لاتفاق مع الانتقالي لإنهاء التمرد في عدن ، وجدد ثقته بالرياض بجهودها في التنفيذ الجاد للاتفاق بمراحله المزمنة ، وأكد التزام الرئاسة اليمنية التام بالاتفاق.
وبالتزامن مع اعلان الرئاسة بالرياض الموافقة على اتفاق جدة مع الانتقالي وادخاله شريك في السلطة أعلن التحالف امس رسميا تولي السعودية قيادة التحالف في مدينة عدن، واعادة تموضع قوات التحالف هناك، بعد انسحاب القوات الإماراتية ، وفي نفس اليوم استقبلت عدن امس الاحد العشرات من المدرعات السعودية التي وصلت ميناء الزيت في ميناء عدن وحسب المصادر فان ما يقارب 40 مدرعة تابعة للجيش السعودي، وصلت على متن سفينة عسكرية سعودية، مشيرة إلى أنها نقلت من الميناء صوب عبر الطريق البحري إلى مديرية خور مكسر وقصر المعاشيق.
التعزيزات العسكرية السعودية المتواصلة منذ سبتمبر الماضي إلى عدن تكشف عن وجود نوايا سعودية لفرض احتلال جديد قد يكون اشد من الاحتلال الإماراتي وسط تحذيرات سياسية من تداعيات الاتفاق الذي رهنت فيه حكومة هادي القرار السياسي وأصبحت مجرد أداة لتنفيذ اجندات سعودية بشكل أوضح بعد تنفيذ الاتفاق الذي منح السعودية الوصاية السعودية والتحكم بمصير الجنوب ، وتحت ذريعة توحيد صفوف حلفاء التحالف بهدف تصعيد الأوضاع في الشمال لاستعادة صنعاء يتم تسليم الجنوب مجدداً للرياض .
الاتفاق الذي اغفل الحديث عن دستور دولة الوحدة وتم الموافقة عليه بعيدا عن أي شروط تعجيزية سيمر بمنعطفات متعددة في الجنوب إلا أنه سيمنح الرياض فرصة جديدة لتوجيه كافة قوات الطرفين لحماية حدودها والتصعيد ضد الحوثيين ، وهو الهدف الذي تسعى الرياض لتنفيذه بعد أن فتحت حوارات للتهدئة مع صنعاء في محاولة منها لكسب الوقت حتى يتم ترتيب الصفوف ، إلا أن كافة المؤشرات على الأرض تفيد بأن ازمة الثقة التي تعيشها قوات الانتقالي وقوات هادي ستفشل أي اتفاق وستخذل الرياض مجدداً في الجنوب والشمال معاً .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com