منبر كل الاحرار

الإصلاح يُخرج مأرب من حساباته ويبقي على شبوة لترجيح كفته

الجنوب اليوم | خاص

 

خلال اليومين الماضيين تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع كلاً من مستشار هادي وعضو برلمان الشرعية، عبدالعزيز جباري والوزير السابق بحكومة هادي صالح الجبواني ومحافظ شبوة القيادي بالإصلاح محمد صالح بن عديو وأحد مشائخ شبوة من قبيلة العوالق.

كشفت الصورة فيما بعد – وفق ما نقلته مصادر خاصة للجنوب اليوم – أن ترتيبات جديدة يعمل عليها الإصلاح في شبوة والتي باتت بالنسبة للحزب آخر مآل بعد تأكيد ضعف الموقف العسكري له في مأرب التي يصارع فيها عدوين في آن واحد (الحوثي وتيار الإمارات الذي يمثله رئيس الأركان صغير بن عزيز)، ومما زاد الطين بلة؛ انتهاكات مليشيات الإصلاح المسلحة المنضوية تحت غطاء قوات جيش الشرعية في معقله الرئيسي شمالاً ضد القبائل ومنها ما أقدمت عليه المليشيات بحق قبيلة آل سبيعيان في وادي عبيدة بمأرب وظهور قيادات بارزة بالإصلاح ومنها عبدالله صعتر تُبرر جريمة التحالف الذي قصف حفل زفاف للنساء في بني نوف بمحافظة الجوف، وذلك زاد من اصطفاف القبائل إلى جانب الحوثيين.

 

لماذا شبوة؟

 

يرى مراقبون إن لجوء الإصلاح إلى شبوة له سببان رئيسيان الأول أن الإصلاح لا يرى نفسه حالياً مستعد للتحالف مع الحوثيين حتى وإن باتوا على مقربة من السيطرة على مأرب المدينة وفق المعطيات العسكرية على الأرض.

لكن بالإمكان عقد صفقة مع الحوثيين تضمن للإصلاح الإبقاء على مصالحه الاقتصادية قائمة نوعاً، ولا ضير في أن يكون ثمن هذه الصفقة هو التنازل لصنعاء عن بعض الأوراق الاقتصادية التي كان الإصلاح متمسكاً بها أثناء سيطرته على مأرب ومنها عائدات النفط والغاز التي تسربت معلومات بأن الإصلاح افق على توريدها إلى البنك المركزي بصنعاء وإعادة فتح الطريق الدولي بين صنعاء مأرب وتشغيل محطة مأرب الغازية لإعادة التيار الكهربائي إلى صنعاء.

أما السبب الثاني فيتمثل في أن الإصلاح يرى نفسه بأن بإمكانه لعب دور عسكري بارز محلياً لكن لمصلحة دولة إقليمية يهمها أن تكون حاضرة في المشهد اليمني في الوقت الحالي.

حيث لم يعد خافياً كيف يقدم الإصلاح نفسه حالياً كحليف لتركيا ويسعى لإظهار قوته في شبوة وتعز لكسب ثقة الأتراك ودفعهم للركون عليه ومن ثم دعمه عسكرياً ومالياً على غرار ما حدث في ليبيا.

وإذا تمكن الإصلاح من تحقيق هذه الغاية فستكون النتيجة ترجيح كفته في الجنوب وهو ما يعني بالضرورة إعادة حضور الإصلاح من جديد أمام التحالف السعودي الإماراتي، وفرض نفسه بقوة على الخارطة السياسية جنوب اليمن والتي يجري تشكيلها في الرياض.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com