منبر كل الاحرار

صراع الأجنحة في المجلس الانتقالي تتصاعد وتحبط المحافظ لملس

الجنوب اليوم | خاص

 

أكدت العديد من تصريحات نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك أن تصدع في مواقف قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ، فتصريحات بن بريك التي أصبحت الأقرب للرياض من ابوظبي والأكثر جدلاً في الشارع الجنوبي كشفت عن صراع داخلي في أوساط المجلس الانتقالي الجنوبي ، فالكثير من المواقف التي تبناها الانتقالي قوبلت باعتراض من نائب رئيس المجلس هاني بن بريك ومنها موقف الانتقالي من مشاورات الرياض واعلانه تعليق المشاركة في اتفاق الرياض والتي لمح بن بريك الى ان المجلس عاد للمشاورات ، وان كانت ماسبق مجرد تكنهات فان العديد من المؤشرات على الأرض تشير إلى أن الصراع القيادي في المجلس بلغ مستويات ما قبل الانفجار ، فمنذ عودة أمين عام المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد لملس وتسلمه قيادة محافظة عدن واعلانه عقب وصوله الأسبوع الماضي الى مدار عدن أن الملف الأمني سيكون من أولياته يليه ملف الخدمات ، تصاعد الانفلات الأمني في مدينة عدن إلى اعلى المستويات وتبين أن قوات تابعة للانتقالي أو مسلحون موالون له يقفون وراء العديد من العمليات المخلة بالأمن والاستقرار والتي تستهدف السكينة العامة ، فمنذ أسبوع من تقلد لملس قيادة مدينة عدن كمحافظ محسوب على الانتقالي ، نفذ مسلحو الانتقالي حملات مناطقية عنصرية ضد أبناء المحافظات الشمالية وتعرض عدد كبير من العمال اللذين ينحدرون للشمال للعنف اللفظي والجسدي والترحيل القسري والاحتجاز غير القانوني من قبل مسلحو الانتقالي ، ووفق مصادر حقوقية فقد تبينت تلك الانتهاكات التي مارسها مسلحو الانتقالي ضد أبناء الشمال بين الاعتقال والتهديد بالقتل ومصادرة واحراق الممتلكات وابتزازهم واضطهاد العشرات واحتجاز قرابة 500 شخص بالهوية من أبناء الحديد خارج عدن باحواش تفتقر لأدنى متطلبات الحياة دون أي مبرر ، وقالت المصادر أن ما حدث يعد انتهاك جسيم وامتهان للإنسانية يخالف كافة القوانين اليمنية والقانون الدولي لحقوق الانسان ،

تلك الممارسات التي تعرض لها المئات من العمال من أبناء المحافظات الشمالية لم تكن الوحيدة بل تصاعدت ظاهرة الاشتباكات المسلحة وتحويل الاحياء السكنية الى حرب شوارع وعادت أصوات الانفجارات الليلة التي تستهدف السكينة العامة للمواطنين ، وعادت ظاهرة اختطاف النساء من الشوارع كما حدث الخميس الماضي أثناء قيام مسلحين موالين للانتقالي الجنوبي باختطاف فتاة من الشارع العام أمام مرأى ومسمع عدد من المواطنين، ووفقا لشهود عيان فقد أقدمت عناصر مسلحة تستقل سيارة نوع باص “نوها”، اختطفت فتاة الخميس الماضي، بعد خروجها من منزلها في مدينة انماء السكنية ، وقالت المصادر أن المسلحين أجبروا الفتاة على صعود الباص، وأشهروا اسلحتهم نحو المواطنين أثناء محاولتهم التدخل لإنقاذ الفتاة، واقتيادها إلى جهة مجهولة، ورغم ابلاغ عمليات الانتقالي بالحادثة لم تحرك ساكنا وكأن الامر مرتب .

يضاف إلى عودة مظاهر الانفلات الأمني بشكل لافت منذ الأيام الاولي من تسلم القيادي في الانتقالي احمد لملس قيادة مدينة عدن تصاعدت جرائم السطو على أراضي الدولة بين عصابات مسلحة موالية للانتقالي وعاد السطو على المحال التجارية ومحلات الصرافة بشكل خاص كما حدث لشركة العمقي السبت في مدينة انما .

تلك المظاهر المناهضة لتوجه المحافظ المعين وفق اتفاق الرياض، أكدت وجود خلاف كبير بين قيادات الانتقالي وان هناك صراع اجنحة بدأ بالتطور وقد يخرج عن السيطرة، كما تشير الى ان السعودية تمكنت من اختراق الانتقالي واصبح لها جناح خاص يدار من الرياض، فأمين عام الانتقالي الملس الذي اصبح اليوم المسئول الأول في عدن فشل في اول مهمة له بتثبيت الامن في المدينة، وتحولت قوات الانتقالي من سند له إلى مناهض لتوجهه في إدارة عدن .

صراع الاجنحة لم تعد على مستوي قيادات المجلس الانتقالي العليا بل انتقلت الى الفروع وبدأت بالظهور بشكل علني في ردفان حيث أعلن المجلس الانتقالي بمديرية ردفان الحبيلين بمحافظة لحج أواخر الأسبوع الماضي تعليق نشاطه السياسي، اعتراضاً على إقالة رئيسه.

وعبّرت قيادة انتقالي ردفان، في بيان لها عن رفضها القاطع لقرار إقالة رئيس فرع المجلس، العقيد فيصل محمد عمر، من قبل رئيس انتقالي المحافظة، رمزي الشعيبي، من دون مسوغ قانوني، وتعيين شخص آخر لا ينتمي لعضوية المجلس في المديرية والمحافظة.

واعتبرت قرار الإقالة تعسفياً واستهدافاً واضحاً لشخص فيصل عمر، ومخالفة واضحة للقوانين النافذة، مشيرة إلى أن قرار الشعيبي قوبل باستنكار شعبي واسع من مختلف الأوساط والنُّخب السياسية في المديرية، وفي سقطرى تصاعدت مؤخراً خلافات حادة بين قيادات الانتقالي السياسية والعسكرية، ومن المتوقع أن تتصاعد تلك الصراعات الى اعلى المستويات في إطار سباقها المحموم على المناصب القيادية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com