منبر كل الاحرار

السعودية ترفع علم دولة الجنوب في أراضيها وتتعامل مع الزبيدي كرئيس دولة

الجنوب اليوم | خاص

 

بعيداً عن شماعة اتفاق الرياض الموقع بين أطراف الصراع في المحافظات الجنوبية في الخامس من نوفمبر الماضي، تمضي السعودية والامارات بتنفيذ مخطط تجزئة اليمن وتقسيمها إلى كونتات صغيرة متناحرة في المحافظات الجنوبية، متجاوزه التزامها في القرار الدولي 2216 الذي التزمت فيه بوحدة اليمن واستقراره، فالرياض التي أعادت الرئيس عبدربه منصور هادي الشهر الماضي بشكل مهين من نيويورك الامريكية وفرضت عليه قطع زيارته لأمريكا واعادته للرياض تحت ذريعة استكمال اتفاق الرياض وآليته التنفيذية، تناست بالأمس أنها لاتزال راعية للسلام بين طرفان مواليان للتحالف الذي تقوده منذ ست سنوات ، وتنصلت عن كل التزاماتها التي يرددها مجلس الوزراء والخارجية السعودية بين فترة واخرة بالتزامها بوحدة اليمن ، وفي حين لم تفرض السعودية إقامة جبرية على الرئيس هادي ، منحت رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي موكبا رئاسياً كرئيس دولة مفترض واتاحت له هامش واسع للتحرك بين المدن السعودية وزاد ذلك قيامها بتنظيم لقاء للزبيدي مع الجالية الجنوبية في الرياض حضر فيه العلم الجنوبي إلى جانب العلم السعودي وهو ما يعد اعترافاً ضمنياً بدولة الجنوب من المملكة العربية السعودية.
تلك هي سياسة الرياض تجاه اليمن كما عرفها اليمنيون شمالاً وجنوباً منذ ستين عام، فالرياض التي رعت اتفاق الرياض مطلع نوفمبر الماضي لا ترغب بتطبيقه على الأرض وتهدف إلى التهيئة الكاملة للانفصال وفقا لرغبة إسرائيل التي سربت عبر وسائل اعلامها الأسبوع الماضي استعدادها بالاعتراف بدولة الجنوب لكنها اشارت إلى خشيتها من استغلال الحوثيين الاعتراف الإسرائيلي بدولة الجنوب وتوظيف العداء الشعبي لصالحهم ، فالسعودية سوف تحتفظ بمكاسبها الكبيرة التي حصلت عليها في اتفاق الرياض والتي بموجبة ستفرض وصايتها لعشرات السنوات القادمة ، فاتفاق الرياض منحها حق إدارة الملف العسكري والسياسي والأمني والاستثماري في الجنوب ومنح المجلس الانتقالي وحكومة هادي إدارة السلطة المحلية وفق توجيهات الرياض ، وهو مكسب أعاد الوصاية السعودية للجنوب وجددها بموجب اتفاق وقعت عليه حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي .
بالأمس ظهر رئيس الانتقالي في لقاء مع الجالية الجنوبية في الرياض وبرفقته عدد كبير من الضباط السعوديين، وحال دخوله طالب ضابط استخبارات سعودي المشاركين في اللقاء بالقيام من مجالسهم استقبالاً وترحيباً بالرئيس حد قوله، تقديم الجانب السعودي الزبيدي كرئيس للجنوب لم يكن صدفة بل جاء وفقا للتعامل السعودي مع الرجال وتعاطي المملكة مع القضية اليمنية، فالمخطط الأمريكي والإسرائيلي مرسوم بشكل دقيق ، والسعودية والإمارات ومن ورائها أمريكا وإسرائيل تدرك أن اهداف ما تسمى بعاصفة الحزم قد انتهت في الشمال وان إعادة سلطات هادي إلى صنعاء واستعادة الوصاية السعودية في شمال اليمن اصبح من سابع المستحيلات ، ولذلك سبق لاحد مستشاري الديون الملكي أن قال بكل وضوح بأن السعودية ستعمل على فصل الجنوب عن الشمال ودعم دولة جنوبية موالية لها ، ولكنها اليوم ترفع علم الجنوب في أراضيها وفي لقاء موسع يجري في العاصمة السعودية التي تحتضن منذ اشهر مشاورات بين طرفي الصراع المجلس الانتقالي وحكومة هادي لإنهاء الصراع بينهما ، وهي ذاتها من أعلنت انتهاء مرحلة الصراع بين لمجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي وانتقالهما من الصراع إلى الشراكة السياسية وأقرت حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب .
السعودية التي لا يمكن لها أن تتخذ أي مخطط في المحافظات الجنوبية يتعارض مع مصالح أمريكا وإسرائيل التي أصبحت الامارات الممثل العلني لمصالحهما في المنطقة العربية واليمن، تعمل على تنفيذ بعض بنود اتفاق الرياض وتحديداً البند الخاص بسحب كافة القوات الشمالية من المحافظات الجنوبية ، وفرض قوات جنوبية اكانت تحت مسمى حكومة هادي او موالية للانتقالي ، ووفقا لكافة المؤشرات فأن السعودية والامارات يسعيان إلى ضرب الإصلاح وتدمير القوات الموالية له تحت ذرائع الانتماء للقاعدة وداعش أن لزم الأمر ، فالهدف الخفي تجزئة اليمن وفصل الجنوب عن الشمال وفرض اجندتها الاستعمارية واجندة أمريكا وإسرائيل في المحافظات الجنوبية ، خصوصا وأن باب المندب كان يتبع دولة الجنوب سابقاً ، وعلى مدى الفترة الماضية قدم الانتقالي نفسه كحليف قوي لدول التحالف في الجنوب وقدم عروضاً مغرية للسعودية والامارات وامريكا وكذلك إسرائيل الذي اصبح قريبا منها ، وتلك العروض مغرية تتمثل بالتنازل عن محافظات جنوبية ومنح الرياض حق مد أنبوب نفطي الى سواحل المهرة لتطلع على البحر العربي يضاف إلى منح أمريكا وإسرائيل إقامة قواعد عسكرية في السواحل اليمنية الجنوبية والشرقية وكذلك في باب المندب .

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com