منبر كل الاحرار

حضرموت.. ثروة منهوبة وفساد إداري ومواطنون غاضبون وسلطة قمعية

الجنوب اليوم | تقرير

 

كغيرها من المناطق والمحافظات الجنوبية الغنية بالثروات المعدنية يعيش أبناء محافظة حضرموت كبرى محافظات اليمن والجنوب حالة من الفوضى والانهيار الاقتصادي والتردي الحاد في المستوى المعيشي على مستوى القرد والأسرة.

ورغم ما تكتنزه حضرموت التي يفرض الاصلاح سيطرته عليها خاصة المناطق الغنية بالنفط، من ثروة نفطية ومناجم ذهب لا يُعرف من الذي يستنزفها منذ سنوات وغيرها من الثروات والمقومات التي تملكها حضرموت وتمكنها من أن ينعم المواطن البسيط بخيراتها، إلا أن حضرموت ليست بأفضل حال من بقية المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها شكلياً حكومة هادي المدعومة من التحالف، وهو ما يدعو إلى التساؤل عن مصير ثروات حضرموت من نفط وذهب ولماذا لم تنعكس هذه الثروات على تحسين وضع المواطن المعدم.

ولعل ذلك ما يكشف أن الثروات في حضرموت والتي لم يتوقف استغلالها ليوم واحد رغم الحرب التي اوشكت على اكمال عامها السادس، ظل هذا الاستغلال بعيدا عن القنوات المالية الرسمية والقانونية حيث اقتصر عمل استخراج البترول وبيعه على مجموعة من سماسرة التهريب المرتبطين بشكل مباشر بنائب الرئيس هادي، علي محسن الاحمر، وبالتالي فإن عائدات ما يتم نهبه من بترول حضرموت يذهب لصالح حزب الإصلاح ولحساب مجموعة صغيرة من القيادات التي استثمرت ما تم نهبه من ثروات وتهريبه للخارج لصالح انشاء استثمارات عقارية في تركيا.

بمقابل هذا الوضع يجد المواطن في حضرموت نفسه أمام جملة من الالتزامات الرئيسية لتسيير الحد الادنى من مقومات العيش ولكنه ينصدم بواقع مرير ابرز عناوينه هو انقطاع الرواتب وانعدام فرص العمل البديلة بسبب انعدام البيئة الملائمة لاحتضان استثمارات القطاع الخاص، ومعها أيضا العشوائية الاقتصادية التي ادارت بها حكومة هادي الجانب الاقتصادي بمناطق سيطرة التحالف، ليصل الوضع بنهاية المطاف إلى انهيار الوضع المعيشي للسواد الاعضم وتولد حالة من الغضب الشعبي العارم وبوادر انفجار ثورة شعبية ضد سلطة هادي والمجلس الانتقالي التابع للامارات والتحالف السعودي.

سلطة حضرموت التي يقودها فرج البحسني ورغم محاولة تقديم نفسها على أنها تعمل بمعزل عن سلطة هادي المنفية، إلا أن تعاطيها مع حالة الاحتقان الشعبي التي وصل إليها الشارع الحضرمي يكشف أنها جزء من لعبة استنزاف ثروة حضرموت وانها تتقاسم العائدات مع النافذين في سلطة هادي الموجودين خارج البلاد.

وازاء هذا الوضع بدأ الشارع الحضرمي بالتعبير عن غضبه ومعاناته الاقتصادية والمعيشية، عبر الخروج بمظاهرات حاشدة للمطالبة بإقالة المحافظ البحسني وتحسين الأوضاع المعيشية فضلًا عن طرد القوات الإماراتية القائدة الفعلية للمحافظة، والتي تتخذ من مطار الريان قاعدة لها.

غير أن سلطة البحسني التي تدعي وقوفها لجانب المواطن في حضرموت ذهبت لقمع احتجاجات الشارع الحضرمي، وهو ما تكرر اليوم ايضا، حيث منعت القوات العسكرية والأمنية التابعة للمحافظ البحسني، المتظاهرين الذين خرجو اليوم الخميس، بهدف إقامة وقفة احتجاجية شعبية أمام مبنى المحافظة، وهو ما يشير إلى مدى رعب سلطة من الشارع الغاضب وقمعه عسكريا لمجرد محاولته اقامة وققة احتجاجية، وهو ما يدعو للتساؤل عما ستفعله قوات البحسني بالمواطنين في حال خرجوا بمظاهرات واحتجاجات تجوب شوارع المكلا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com