منبر كل الاحرار

الإصلاح عين على صافر وحقولها وعينان على الجنوب .. مأرب ليست أولوية الإخوان

الجنوب اليوم | خاص

 

يتوهم من يضن أن حزب الإصلاح سيتخلى عن مصالحة في المحافظات الجنوبية ، تحت ضغط المواجهات العسكرية التي تجري في محيط مدينة مأرب ، فالإصلاح تخلى عن عمران وعن صنعاء خلال السنوات الماضية لكونها محافظات وإن كانت مهمة سياسياً إلا أن سقوطها تحت سيطرة الحوثيين لم يشكل خطر على مصالح الإخوان كون مصالحها في المحافظات الجنوبية وتحديداً في محافظات شبوة ومأرب وحضرموت ، يضاف إلى مطامع الحزب الكبيرة في السيطرة على ميناء عدن الذي يعد أحد أهم أربعة موانئ عالمية ، ولعل تحركات مليشيات الإصلاح في طور الباحة والتمدد في القرب من باب المندب إحدى المؤشرات على مساعيه لاستجلاب حليف إقليمي كتركيا.
بعيداً عن الوطنية التي يتغنى بها الإصلاح ظاهرياً ، يرى الإصلاح بأن بقائه في السلطة لن يكون مهما كانت قوته البشرية وتمدده الجغرافي دون أن يكون المصالح المتجددة مصدر البقاء لدورة السياسي وكذلك في الحفاظ على كوادره من الإنشقاق والتذبذب ، اليوم حزب الإصلاح يروج بأنه يتصدر معركة الدفاع عن مأرب دفاعاً عن التاريخ وعن الهوية اليمنية وعن الجمهورية التي عمل على مناهضتها وعن الوحدة الذي عارض دستورها عام 1990 ، وفي نفس الاتجاه الذي يستخدم المال لحشد مقاتلين من كل المحافظات الجنوبية تحت شعارات دينية وطائفية ، يقوم بتجنيس أكثر من 1000 قيادي من قيادته ومنحهم الجنسية التركية ، ولكن موجة التجنيس ليست الأولى بل تأتي ضمن سلسلة كبيرة من استبدال قيادات حزب الإصلاح لهويتهم اليمنية بهوية تركية ، فخلال السنوات الماضية حصل الحزب وقادته على امتيازات كبيرة من قبل نظام أردوغان الذي ضمن لهم الاستثمار الأمن في أنقرة وإسطنبول فنقلوا مليارات الدولارات من الداخل اليمني إلى الخارج ، وعملوا على ترتيب أوضاعهم وشراء الآلاف من الشقق والفلل الفارهة في أرقى أحياء تركيا ، ومع انكشاف كل ذلك أمام الرأي العام اليمني والدولي ، لايزال الإصلاح يتشبث بمصالحة في الجنوب وتحديداً في المحافظات النفطية ، فالإصلاح اليوم لم يخوض أي معركة بميليشياته بل بالأموال التي استلبها من ثروات البلاد ، فخلال السنوات الماضية عمد الإخوان على تجنيد 70 ألف من كوادرهم من مختلف القيادات وفق كشوفات الحزب التنظيمية واستطاع أن يستلب الرياض مئات الملايين من الدولارات ، تحت مسمى تأسيس معسكرات وتدريب قوات ، وبعد خمس سنوات اتضح للسعودية بأن مليشيات الإصلاح وهمية ولا وجود لها إلا في كشوفات الراتب التي تصرف شهرياً ، وعندما سقطت نهم وما وراء نهم تبين للجانب السعودي بأن جيش الإخوان الجرار لا وجود له ، ومع ذلك اتخذت إجراءات تمثلت في منح تيار مناهض للإصلاح قيادة أركان قوات هادي ، فنقل الإصلاح ما تبقى من ميلشياته وعزز وجوده العسكري في شبوة وأبين وحرك ميلشياته للسيطرة على مديرية غرب تعز مقابل دعم تركي وقطري كبيير ، وحتى اليوم يرفض الإصلاح كافة المساعي السعودية في تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ، وعوضاً عن التخفيف من وجودة العسكري في محافظات شبوة وحضرموت وأبين ولحج في ظل تصاعد المخاطر على مدينة مأرب التي تترنح يوماً بعد أخر تحت ضربات الحوثيين المستمرة ، لم ينقل الإصلاح أياً من ميلشياته من أبين وشبوة وحضرموت ، بل لايزال يرسل تعزيزات من مأرب إلى جبهات شبوة وأبين لتعزيز سيطرته عن المحافظات البديلة لمارب التي من المممكن أن يغادر مدينتها بسلام كما غادر من مدينة صنعاء عام 2015م ، ولكن أي الإصلاح سيرمي بكل ثقله العسكري وسوف يسعى لإبرام أي اتفاقيات مع الحوثيين في حال سيطرتهم على صافر تنص على بقاء مصالحهم النفطية الخاصة في القطاعات النفطية الممتدة من غرب صرواح وحتى قطاع 4 عياذ وقطاع 18 جنة النفطي وغيرها من القطاعات ، وبالمثل مستعد الإصلاح أن يفرط بالوحدة التي عارضها في مهدها ، ولم يدافع عنها بعد أن بلغ عمرها ثلاثة عقود زمنية ، فالأولوية لدى الإصلاح فرع حركة الاخوان المسلمين هي الأولى ، ولذلك تمكن الإصلاح خلال الأشهر الماضية من الالتفاف على اتفاق الرياض وتعطيل استكمال تنفيذ الشقين السياسي والعسكري فيه ، لكي لا ينفذ الاتفاق الذي يحث الإصلاح على سحب كافة مليشياته من المحافظات الجنوبية ،وهو ما سوف ينهي هيمنته الاقتصادية في المحافظات النفطية ، لذلك تمكن الإخوان من التهرب من التنفيذ كون الاتفاق حدث لصالح خصومة قبل أكثر من عام ولم يكن الإصلاح يتكئ على رافعة إقليمية خصوصاً وأن الاتفاق تم فرضة عليه أثناء احتدام أزمة الرياض والدوحة والسعودية وتركيا ، لكنه تمكن من إلهاء السعودية بإحياء توجهها القديم لإنشاء إقليم حضرموت وفصلة عن الجنوب ، لكي بتنصل من تنفيذ التزماته التي قطعها في اتفاق الرياض ، يضاف إلى أنه يرى إعلان إقليم حضرموت سوف يمنحه البقاء الأبدي في المحافظات الجنوبية الغنية في النفط.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com