منبر كل الاحرار

تحركات سعودية في المهرة قبيل مرحلة المفاوضات ووقف الحرب.. اغتيال العمري مؤشر فوضى استباقية

الجنوب اليوم | تقرير 

 

اغتال مسلحون في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء قائد نقطة عسكرية تابعة للجيش في محافظة المهرة شرق البلاد.

وتناقلت مصادر صحفية أن قائد نقطة الدمخ النقيب طالب عباس العمري بمنطقة حرضيون الواقعة بين منطقتي رخوت وعيص في مديرية المسيرة الحدودية مع حضرموت، قتل على يد مسلحين قطعوا الطريق عليه أثناء عودته من مدينة الغيضة عاصمة المهرة بعد أن قام بتسليم مطلوب أمني وقاموا بإطلاق النار عليه وقتله وقتل مرافقه وجرح اثنين آخرين.

وتأتي عملية الاغتيال بعد يومين من تحركات مريبة للتحالف السعودي الإماراتي شهدتها المهرة، حيث وجهت قيادة القوات السعودية بالمهرة معسكرات جيش الشرعية بإخراج كامل السلاح الثقيل من المعسكرات بما في ذلك الدبابات والمدرعات بذريعة نقلها إلى مأرب لتعزيز قوات هادي هناك في معاركها ضد الحوثيين في حين تم نقل هذا العتاد إلى الوديعة بالقرب من الحدود السعودية ولم تصل مأرب، في الوقت ذاته أيضاً نفذت القوات الإماراتية إنزال عتاد عسكري حديث في سواحل المهرة في اليوم ذاته الذي جرى فيه إفراغ معسكرات الشرعية من سلاحها الثقيل.

وتزامنت هذه التحركات مع استدعاء السعودية للقيادي القبلي الموالي لها عبدالله بن عيسى آل عفرار، والذي جرى استدعاؤه إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في العاصمة الرياض، في خطوة تشير إلى وجود مخطط سعودي جديد يهدف لتفكيك المحافظة وتماسكها القبلي المناهض للوجود العسكري الأجنبي.

وبحسب مصادر في المهرة فإن هذه ليست حادثة الاغتيال الأولى التي يتعرض لها ضابط عسكري في المهرة منذ سيطرة السعودية عسكرياً على المحافظة، حيث نجا العميد محمد العبودي مطلع يناير الماضي من محاولة اغتيال برصاص مسلح داخل مسجد الفاروق بعد خلاف بين المسلح والعميد العبودي بعد مشادات ما أدى إلى إطلاق المسلح الرصاص على العميد العبودي وإصابته في ساقه.

وفي اكتوبر من العام الماضي اغتال مسلحون أحد الشعراء البارزين في المهرة، احمد بن بله الحريزي في مديرية سيحوت.

وتعيش المهرة صراعاً مع التحالف السعودي الإماراتي الذي يفرض تواجداً عسكرياً أجنبياً في المناطق الاستراتيجية والمنشآت الحيوية والسيادية في المحافظة منذ العام 2017 في ظل وجود مقاومة شعبية وقبلية رافضة لأي وجود عسكري أجنبي في المهرة المحافظة ذات الأهمية الاستراتيجية والحساسية نظراً لموقعها الحدودي حيث تمتد على طول الحدود مع سلطنة عمان.

وسبق أن استحدثت القوات السعودية نقاطاً عسكرية ومتارس ذات طابع حربي في المنافذ البرية الرئيسية بين اليمن وسلطنة عمان، كما شرعت بإنشاء مناطق عسكرية مغلقة في مناطق مرتفعة جغرافياً جنوب شرق المهرة مطلة على الأراضي العمانية والمدن القريبة من الحدود جنوب شرق عُمان، كما تتخذ السعودية مطار الغيضة قاعدة عسكرية مغلقة، كما تفرض وجودها في الموانئ الرئيسية والفرعية في ساحل المهرة ومنعت صيادي المهرة من الاصطياد في مساحات واسعة من المياه الإقليمية اليمنية قبالة المهرة وقلصت مساحات الصيد لهم في بعض الأماكن فقط.

ويتوقع مراقبون إن التطورات التي تشهدها المهرة، تشير إلى أن هناك مساعي سعودية لخلق وضع جديد وفرضه بالقوة في المهرة، مشيرين إلى أن هذا الوضع يجري فرضه والعمل عليه بالتزامن مع اقتراب وقف الحرب في اليمن وهو ما يدفع السعودية للاستعجال لفرض أمر واقع في المهرة يسمح بهيمنتها وسيطرتها على المحافظة في ظل مرحلة ما بعد الحرب.

وتوقع المراقبون أيضاً أن تكون القوى القبلية الرافضة للوجود السعودي العسكري في المهرة قد أدركت مغزى التحركات السعودية الأخيرة في المحافظة، وأنها ترتب وضعها سرياً لقطع الطريق على التحالف وإفشال تحركات الرياض من البداية.

ولم يستبعد المراقبون أن تكون عملية اغتيال قائد نقطة الدمخ، مؤشر دفع السعودية نحو فوضى أمنية وعمليات إرهابية استباقية لإرباك المشهد في المهرة وتسهيل التحركات والترتيبات السعودية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com