تفتح عملية الانسحاب التي نفّذتها ميليشيات موالية للتحالف السعودي – الإماراتي من مناطق واسعة في الساحل الغربي، الباب على تطوّرات دراماتيكية في مناطق أخرى، وخصوصاً منها محافظة شبوة التي تبدو الوُجهة المقبلة للصراع. ذلك أن الأطراف الخارجية الطامعة في موارد المحافظة النفطية ستسعى إلى تثبيت حصصها فيها بالاعتماد على وكلائها المحلّيين. لكن بالنظر إلى فشل الرهان السعودي سابقاً على سلطات الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، التي يسيطر الجناح «الإخواني» فيها على شبوة، يبدو أن المملكة تعيد ترتيب أوراق تحالفاتها، ساعيةً في وصْل ما انقطع مع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الذي يملك حافزية كبيرة للسيطرة على المحافظة المذكورة، كونها تؤمّن له مورداً رئيساً لتغذية موازنته. وفي هذا السياق تحديداً، تُفهَم دعوة رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، إلى السعودية، في إطار العمل على تنقيح استراتيجية المواجهة، وتعديل قائمة الأولويات، خصوصاً بعد سيطرة قوات صنعاء على ثلاث مديريات في شبوة، توازياً مع اقترابها من السيطرة على مدينة مأرب. وهو ما يبدو «الانتقالي» مدرِكاً له؛ خصوصاً لناحية «تآكل مساحة سيطرة وقدرات» حكومة هادي، مقابل حكومة صنعاء. ولذا، رأى المجلس في دعوة الزبيدي إلى الرياض «تطوّراً دبلوماسياً» يهيّئ لتبدّل في الخريطة السياسية المقبلة، ومؤشّراً إلى أن «القضية الجنوبية» باتت على الطاولة السعودية .