منبر كل الاحرار

الرئيس هادي زار إسرائيل مرتين من بداية الحرب.. اعترافات وزير الخارجية الإسرائيلي

الجنوب اليوم | خاص

 

كشفت إسرائيل بشكل شبه رسمي ولأول مرة منذ بداية الحرب في اليمن عن علاقتها المباشرة بهذه الحرب وطبيعة دورها وأيضاً علاقة تل أبيب بالرئيس هادي والذي تبيّن بحسب ما كشفه أحد الوزراء الإسرائيليين في حوار أجرته معه صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، بأن هادي زار إسرائيل مرتين منذ بداية الحرب في اليمن، الأولى كانت في بداية الحرب والثانية كانت أثناء معركة الحديدة على الساحل الغربي.

ورصد الجنوب اليوم ما نشره كبير الصحفيين في صحيفة “هآرتس” آموس هارئيل، على موقعه الشخصي بالإنترنت، والذي نشر المعلومات التي كشفها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس والتي حذفتها صحيفة “هآرتس” من نص الحوار الذي أُجري معه، على الرغم من أنها تتضمن معلومات خطيرة للغاية ومهمة، بحسب قول الصحفي، وتكشف سياسة إسرائيل في البحر الأحمر، وهو ما دفع بالصحفي هارئيل إلى إعادة نشرها بموقعه الشخصي تحت عنوان أنها “مقتطفات من معلومات مهمة صرح بها الوزير كاتس في حوار لصحيفة هآرتس“.

وتضمنت هذه المعلومات تفاصيل بشأن سياسة إسرائيل في البحر الأحمر، والحضور الإسرائيلي في الحرب على اليمن، وعلاقة الرئيس اليمني الموالي للتحالف عبدربه منصور هادي بالموساد الإسرائيلي وعدد المرات التي زار فيها هادي تل أبيب واتفاقه مع إسرائيل منذ بداية الحرب، وعلاقة إسرائيل بالمعركة التي جرت في الساحل الغربي في 2018.

وبحسب ما نشره كبير صحفيي “هآرتس” فإن الوزير الإسرائيلي قال “ما لا يعرفه الجميع هو أن الرئيس اليمني الحالي عبدربه منصور تربطنا به علاقات وطيدة، وقد زار إسرائيل أكثر من مرة منذ أن بدأت الحرب في اليمن”.

كما كشف الوزير كاتس تفاصيل إضافية بخصوص زيارة هادي إلى إسرائيل حيث قال “عندما بدأت الحرب في اليمن زار الرئيس اليمني تل أبيب بمساعدة وتنسيق من الأردن والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ووصلنا خلال هذه الزيارة إلى تفاهمات واتفاقات جيدة مع هادي”.

وكشف وزير خارجة إسرائيل السابق عن علاقة إسرائيل المباشرة بمعركة الحديدة عام 2018، حيث قال “لقد كانت معركة الحديدة في الساحل الغربي نتيجة الزيارة الثانية التي قام بها عبدربه منصور هادي إلى تل أبيب حيث كان لإسرائيل قيادة التنسيق بين كل من الإمارات والسعودية وهادي في هذه المعركة”.

وقال كاتس إن معركة الحديدة لم تأتي بالنتائج المطلوبة، مؤكداً أن ذلك لا يعني أن إسرائيل فقدت السيطرة في هذه المنطقة، مؤكداً أن تل أبيب لا تزال هي المهيمنة على الوضع في جنوب البحر الأحمر.

وعلى الرغم من ذهاب هادي وارتمائه في حضن إسرائيل بشكل واضح، إلا أن الكيان الصهيوني لا يزال يسخر من هادي، حيث يصفه الوزير الإسرائيلي بأنه “شخص فاشل ولا يملك سلطة القرار في قيادة هذه الحرب ضد الحوثيين” رغم ذلك يقول الوزير الإسرائيلي إن هادي بالنسبة لإسرائيل لا يزال يحظى بالدعم الإسرائيلي، مؤكداً بأن إسرائيل ستستمر في دعم هادي، حيث قال “المشكلة تكمن في أن عبدربه منصور هادي ليس قائداً شجاعاً وقوياً، فإذا أعطيته جيشاً فسيُهزم هذا الجيش دون شك”، وأضاف “ولكن لا يمكن غض النظر عن أن إسرائيل والسعودية لا تمتلكان بديلاً مناسباً عن الرئيس اليمني الحالي ولذلك سيبقى تقديم الدعم له في جدول أعمالنا”.

وقال الوزير كاتس رداً على سؤال الصحفي الإسرائيلي بشأن الحرب في اليمن: “ليس لدينا حلفاء موثوقون في اليمن. يمتلك الرئيس الحالي لليمن عبدربه منصور هادي علاقات وطيدة معنا ولكنه ليس قادراً على قيادة الحرب ضد الحوثيين. عندما بدأت الحرب في اليمن زار الرئيس اليمني تل أبيب بمساعدة الأردن وعبدالفتاح السيسي. ووصلنا خلال هذه الزيارة إلى تفاهمات، ولكن المشكلة تكمن في أن عبد ربه منصور هادي ليس قائداً شجاعاً وقوياً، فإذا أعطيته جيشاً غالباً سيهزم دون شك. ولكن لا يمكن غض النظر عن أن إسرائيل والسعودية لا تمتلكان بديلاً مناسباً عن الرئيس اليمني الحالي ولذلك سيبقى تقديم الدعم له في جدول أعمالنا. على سبيل المثال كانت معركة الحديدة نتيجة الزيارة الثانية لعبد ربه منصور هادي إلى تل أبيب، فتمكنا خلال هذه المعركة من أن ننسق بين السعودية والإمارات والرئيس اليمني الحالي بشكل جيد ولكن لم تحقق لنا هذه المعركة النتائج المرجوة. لكن هذا الأمر لا يضر بهيمنة إسرائيل في البحر الأحمر؛ إن الحرب في اليمن هي في الحقيقة حرب بين الإمارات والسعودية ضد الحوثيين، وليست حرباً إقليمية”.

وكشف كاتس عن مشاركة الجيش الإسرائيلي في الحرب باليمن، حيث قال إن السعودية لم تتمكن من استمرارها في الحرب ضد الحوثيين إلا بالمساعدة التي قدمها الجيش الإسرائيلي للرياض وأن محمد بن سلمان كان لعدة مرات قد أعلن عن استعداده للانسحاب من الحرب باليمن بعد هزيمة السعودية لولا تدخل الجيش الإسرائيلي، قائلاً “إن ما نشاهده من صمود الرياض أمام الحوثيين لم يكن ليتحقق لولا دعم الجيش الإسرائيلي العملياتي للرياض، وجميع القادة العسكريون يدركون ذلك جيداً، فمحمد بن سلمان ولمرات عديدة كان على وشك إعلان هزيمة السعودية والانسحاب من الحرب في اليمن”.

واعتبر مراقبون إن عدم نشر هذه المعلومات التي كشفها وزير الخارجية الإسرائيلي السابق في الحوار المنشور في صحيفة “هآرتس” والسماح للصحفي الذي أجرى الحوار بنشرها على موقعه الخاص بالإنترنت، هدفه قياس إسرائيل ردة الفعل اليمنيين تجاه التهيئة الإسرائيلية لإعلان التطبيع وتوسيعه بين تل أبيب وسلطة الشرعية الموالية للرياض.

ويرى المراقبون إن تصريحات الوزير الإسرائيلي ستتسبب بإحراج كبير لسلطة هادي والتي قد تُقدم على نفي ما صرح به الوزير الإسرائيلي، ولهذا يرى المراقبون إن اكتفاء إسرائيل بنشر هذه المعلومات عن طريق الصحفي الذي أجرى الحوار مع كاتس كان مدروساً لكي يكون لإسرائيل خط رجعة في حال أتت نتائج هذه التصريحات بشكل عكسي بعد قياس ردة فعل الشارع اليمني، فإذا لم يكن هناك ردة فعل يمنية شعبية على هذه المعلومات وجرى تقبلها فإن الخطوة القادمة ستكون نشر هذه التصريحات بشكل رسمي لاحقاً وإذا كانت هناك ردة فعل شعبية ترى فيها إسرائيل بأنها تهدد بقاء هادي في السلطة فإنها ستقوم بتوجيه الصحفي بحذف ما نشره أو تدفع بالوزير كاتس للتصريح بنفي هذه المعلومات وذلك حفاظاً على هادي وسلطته وبقائها.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com