واستبعد الشعيبي في حوار خاص مع «العربي»، إمكانية اندلاع حرب أهلية في الجنوب، معتبراً أن الواقع في مدن الجنوب مختلف كلياً عما يتم تدواله في مواقع التواصل الاجتماعي.
ما هو دوركم كجالية جنوبية في الخارج في إحياء فعاليات «الحراك»؟ وهل تتعرّضون لمضايقات أثناء تنظيمها؟
دورنا كان له أثر وصدى قوي في الداخل والخارج منذ إنطلاق «الحراك»، أول مشاركتي كانت هنا بساحة العروض، مع انطلاقة أولى شرارة «الثورة الجنوبية»، رداً على ساسيات الاحتلال اليمني وما تبعها من مظاهر الظلم والقهر والإبعاد، حينها كسرنا حاجز الخوف وبعدها عدنا إلی أرض الاغتراب حملنا على عاتقنات شرح الهم الجنوبي للشباب وتوضيح أهداف «الحراك»، هناك قمنا بالتنسيق مع المغتربين، وكان للوالد البطل عمر العمروط، دوراً في جمع الناس والدعم الذي كان يرسل لنا، وتم تأسيس شبه جالية أو جمعية جنوبية في نيويورك، وكان عملنا سرياً غير معلن، لأننا غير مرخص لنا، وكان الرئيس الأستاذ، عبدالله سعيد الحقاشي، والكثير من الشباب من جميع مناطق الجنوب، أمثال كابتن طيار أنيس المفلحي، ومحمد صالح طماح، وعمر المجري، ومهدي صالح مصلح، والكثير غيرهم الذين يصعب كتابة أسمائهم، أبطال وغيورون، والكل مكمل للآخر هنا.
أتكلم عن ولاية نيويورك، حيث بدأت الأمور تتطور في جميع الولايات المتحدة واستمرينا بالقيام بمظاهرات سلمية في كل فعاليه تقام في الجنوب تقوم الجالية الجنوبية بإخراج تراخيص المظاهرة بعض منها أمام بوابة الأمم المتحدة ومنها في البيت الأبيض وبعضها قامت أمام سفارات واستمر الحال وكانت الجالية قلقه بعد حصول خلافات بين قيادات «الحراك»، ولكن صحّح الوضع، وبدأ عرش عفاش يتخلخل حتی وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم.

ترفعون علم الدولة الجنوبية السابقة وتطالبون باستعادتها لكن معاملتكم تنجز في السفارة اليمنية ألا يعد ذلك تناقضاً في المواقف؟
رفعنا علم الجنوب، ونحن مقتنعين بأنه سوف نتعرّض للمضايقات والمطاردات في المطارات والسفارات التابعة لهم، نحن لن نتناقض، وكافة شعب الجنوب مرتبط بما يشبه الخيط بصنعاء عاصمة دولة الاحتلال، تخيّل الكهرباء تتحكّم من صنعاء، النت من صنعاء التلفون من صنعاء كل التحكّم من صنعاء، إلى يومنا هذا حتی اللوحات المعدنية للسيارات الآن لن تحصل عليها في المناطق الجنوبية لأنها تصدر من صنعاء التي كانت المتحمكة بكل شيء.
وبالفعل كانت هناك مضايقات لنا مثل صدور أمر بتوقيفي من السفر عام ٢٠٠٩ بسبب خروجنا في المظاهرات، ودعمنا بالمال للفعاليات التي تقام، وبسبب اجتماعات كانت تحصل في منزلي، وكان منزلي نقطة انطلاق لكل المكونات، وهذا شرف لنا.
هل تقيمون فعاليات توعوية وتحاولون من خلالها إسماع قضيتكم للآخر؟
نعم، أقمنا العديد من الفعاليات التوعوية، وكانت توصل رسائلنا ،ولكن كنّا من دون حامل سياسي موحّد بالمفهوم الصحيح، كانت لا توجد قيادة سياسية موحدة، هذا أضعفنا أمام الرأي العام في أميركا والعالم.
ما هو موقفكم من تشكيل «المجلس الانتقالي الجنوبي»؟
نحن نعتبر تشكيل المجلس خطوة ممتازة، ولها صدى داخلياً وخارجياً، وكنّا ننتظر هذه اللحظات وهذا المجلس، هو الذي سينال الاعتراف به دولياً وعربياً وإقليمياً.
ما هو برأيكم الحل الأنسب لإنهاء الحرب وحل القضية الجنوبية؟
استقلال الجنوب مرتبط بإنهاء الحرب التي تقودها قوات «التحالف العربي» ممثلة في المملكة العربيه السعودية، ودولة الإمارات، هذا ما نسمعه ونقرأه، وأنا أری أن على الجنوبيين ترتيب أوراقهم السياسية وأن يقف الكل وقفة رجل واحد، فـ«الأرض وكل شيء بيد أبناء الجنوب ايش منتظرين، يجي علي محسن الأحمر، يمنحكم الاستقلال، طبعاً لا لان هولاء عصابة يتصارعون ويتحاربون، لكنهم متفقين علی الجنوب البقرة الحلوب، فالاستقلال والحرية تأخذ ولا تمنح».
زيارتك الحالية لعدن هل تختلف عن سابقاتها بمعنى كيف رأيت الأوضاع في المدينة حالياً ورؤيتكم لمستقبلها؟
الأوضاع تختلف كثيراً في كل شي تشعر بالراحة والأمان، مهما يجري من أفعال ومعوقات قوى الظلام من خلال زيادة معاناة المواطن في عدن والجنوب، مثل قطع الكهرباء والماء وغيرها، لكن نقول لا نستسلم. الأمور في عدن بيد أخواننا وشبابنا الشرفاء من المهرة إلى باب المندب. الجنوب عشق لن ينتهي، مهما حصل من بعض السلبيات.
من يتحمّل مسؤولية المعاناة في الجنوب اليوم «الشرعية» أم «التحالف» ولماذا؟
أولاً دول «التحالف العربي» تعتبر مشاركة بما يجرى من معاناة في عدن، لو كانت النيّة موجودة من قِبَلهم كان تم إنهاء كل تلك المعاناة. يعني بالعقل، دول غنية ومنتجة للنفط ليست قادرة على أن تحل مشكلة الكهرباء؟ هي تستطيع ولكن هناك سياسة تتبعها في هذا الخصوص. أما من ناحية «الشرعية»، فلا حول لهم ولا قوة، كلهم في فنادق الرياض، ومشتتين في بقاع الأرض، وما يقومون به هو عمل إعلامي فقط، ومشاورات ولقاءات تزيد من معاناة المواطن في الجنوب.
كيف بالامكان تجنّب اندلاع حرب أهلية في عدن بعد الأخطاء المتكررة للأجهزة الأمنية الغير منضبطة؟
شعب الجنوب عانی من الاحتلال لمدة 24 سنة، ولا أعتقد أن هناك من يفكر في اندلاع حرب أهلية، الكل أخوة، وأبناء شعب واحد ولهم هدف وقضية واحدة… نعم يحصل الاختلاف في الرأي في إدارة الجنوب ما بعد الحرب، وهذا يحصل في كل دولة بعد الحروب، لكن ليست مؤثرة بالمعنى الحقيقي.
الجنوب يوجد فيه الكثير من العقلاء ولا خوف من هذا. وأنا أنصح أن يعملوا علی دمج كل الفصائل المسلحة تحت جهاز أمني موحّد، كما ننصح بترك الألقاب، والابتعاد عن سياسة الإقصاء والتهميش