يقول مصدر مقرب من أسرة أحد الضحايا، لـ«العربي»، إن الشباب «عواد وأمين وعمر ومحمد وسامي وعدنان غادروا منازلهم في الحوطة متجهين إلى جبهة باب المندب فور إبلاغهم بتوزيع ألف ريال سعودي لمقاتلي الجبهة»، مضيفاً أنه «رغم إلحاح أولياء أمورهم عليهم بعدم الذهاب للقتال في الجبهة، اتفقوا فيما بينهم على المغادرة دون علم أهاليهم».

ويشير المصدر إلى أن «الظروف المعيشية القاسية هي التي أجبرتهم على القتال خارج الحدود الجنوبية رغم خطورتها»، متابعاً أنه «كان حلم عواد أبوعمرو علاق، وأمين علي قايد، وعمر سالم الجريدي، ومحمد أشيد حسن، وسامي مرشد، وعدنان فضل مرشد، أن يذهبوا للجبهة من أجل أن يستلموا مرتبهم الذي خصصه التحالف والمقدر بألف ريال سعودي، غير مدركين أن الموت يتربص بهم في جبهة المخا، حيث باغتتهم قذيفة (إر بي جي) عندما كانوا في سيارة إسعاف يسعفون مصابين آخرين». ويختم المصدر بأن «القذيفة أدت إلى مقتلهم قبل أن يتسلموا ما كانوا يحلمون به لكي يفرحوا أسرهم التي استقبلت النبأ كالصاعقة».

بدوره، يلفت أحد أقرباء القتيل عدنان فضل الصبيحي، في حديث إلى «العربي»، إلى أن «الظروف هي التي دفعت بابنهم للذهاب للقتال دون قناعة أفراد أسرته التي منعته». ويفيد بأن «عدنان لم يتجاوز 16 سنة، وهو طالب في الصف الأول ثانوي». ويزيد: «عُرف عدنان بأخلاقه الحميدة، واهتمامه بدراسته، لكن الحرب التي شهدتها المحافظات الجنوبية أثرت على أغلبية الشباب، ودفعتهم لاتخاذ قرار الذهاب للقتال دون استشاره أحد».
من جهته، يقول أشرف عرفات، من أبناء الحوطة، لـ«العربي»، إن «بعض الشباب هادئون، ولا يميلون للقتال»، وإنه «تفاجأ بنبأ الحادثة»، محذراً من خطورة «من يضلل ويستطيع إقناع الشباب بالذهاب للقتال دون علم أسرهم». وينصح عرفات شباب الحوطة بأن «لا ينزلقوا إلى الجبهات، كون هذه المعارك تحتاج جنوداً مدربين يجيدون فنون القتال والمواجهة المسلحة».

ويؤكد مصدر عسكري، لـ«العربي»، أن «التحالف» اتخذ «سياسة الإغراء بالمال للشباب من أجل الزج بهم في الجبهات دون تأهيلهم، والبعض من الشباب يعتبر قاصراً في السن»، داعياً الآباء إلى «توعية أبنائهم وعدم الزج بهم في حروب ليست حربهم، لاسيما وهي خارج النطاق الجغرافي للجنوب، كون المواقع الجغرافية التي تشهد معركة القتال صعبة وخطيرة». ويوضح المصدر أن «المقاتلين الحوثيين متمكنون فيها أكثر من مقاتلي المقاومة الجنوبية وجيش الشرعية، لأن تلك المناطق من ضمن اختصاصهم الإداري».
هكذا إذاً، يتم الزج بفتيان وشباب من المحافظات الجنوبية في معارك تحجم قوات «التحالف» عن خوضها بجنودها، وذلك باستغلال الحالة المادة لأولئك الشبان، الذي يعتقدون أن المشاركة في معارك الشمال سمتنحهم طوق النجاة من ظروفهم الصعبة، دون أن يدركوا أنهم سيكونون مثل العشرات مِن مَن سبقهم، مجرد بندقية للإيجار سيتم الإستغناء عنها سريعاً.