خلافات
ولعل من أهم الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تغيير المقدشي، الخلافات بين الرجل وبين عدد من القيادات العسكرية «الإخوانية» في معسكرات مأرب. خلافات طفت على السطح مؤخراً، ودفعت بحزب «الإصلاح» إلى مهاجمة المقدشي علناً في وسائل الإعلام والمطالبة بإقالته. وبحسب مصادر مقربة من الرئاسة اليمنية، فإن قرار إقالة المقدشي من منصبه اتخذ لأسباب تتعلق بتسريب خطط عسكرية خاصة بإحراز تقدم عسكري في جبهات غرب صنعاء لطرف «أنصار الله»، الذين تمكنوا على ما يبدو من اختراق معسكرات «الشرعية» في مأرب بدرجة كبيرة.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أخرى أن قرار الإقالة جاء على خلفية تصريحات أطلقها المقدشي أمام جمع من العسكريين في مأدبة غداء في مأرب، قبل نحو شهرين، حيث قال إن «صنعاء لن تسقط ولن تستسلم ولو تم حصارها مائة عام»، علماً أنه هو نفسه من تحدث مراراً عن أنه «لم تعد تفصلنا عن صنعاء سوى كيلومترات». وبحسب تلك التسريبات فإن المقدشي أشار، أمام العسكريين، إلى أن «بقاء الجنود في جبهات القتال في صرواح هو لاستمرار المقاومة، وفي نهاية الأمر سينتهي القتال بصلح وطني ويعود الجميع».
آراء
الأكاديمي، علي السقاف، يرى أن القرارات العسكرية الأخيرة هي «مجرد قرارات انفعالية جاءت بالوقت الضائع، ولا يعول عليها كثيراً، ولن تغير شيئاً على الأرض». وفي منشور على صفحته في «فيس بوك»، قال السقاف: «قرارات في الوقت الضائع. قرار إقالة المقدشي رئيس هيئة الأركان وتعيين العقيلي خلفاً له لن يغير شيئاً على الأرض، والقرار ترقية جاءت بصورة إقالة. ولقد قيل حينما تمت إقالة بحاح وتعيين علي محسن خلفاً له بأن الجنرال العجوز سيأتي بالذئب من ذيله، وهاهو نائم في فنادق الرياض يمارس سياسة حزبه، وليس له علاقة بالميدان. وقيل أيضاً سيسقط نظام الإنقلابين في 6 أيام وقد مرت 600 يوم من تعيينه».
غزل سعودي
بدوره، يعتقد الإعلامي، فتحي بن لزرق، أن التغييرات العسكرية الأخيرة هي بمثابة «مغازلة صريحة من السعودية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، جاءت بهدف إرسال إشارات تطمينية لعقد تحالف جديد بين الطرفين». وفي منشور له على صفحته في «فيس بوك»، اعتبر بن لزرق أنه «إذا اتضح أن الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة العميد ركن د. طاهر علي عيضة العقيلي ليس من المحسوبين على اللواء علي محسن الأحمر وحزب الإصلاح، فإنها بمثابة الخطوة الأولى التي تغازل فيها السعودية صالح علانية وتبعث له برسالة تطمين».
فشل «الشرعية»
من جهته، يرى الناشط، محمد سالم، أن قرار إقالة المقدشي لن يترتب عليه أي جديد على مستوى الحرب التي يخوضها التحالف و«الشرعية» منذ 3 سنوات، سوى فشل «الشرعية» الذريع في إدارة المعارك الدائرة هنا وهناك. وفي منشور على صفحته في «فيس بوك»، كتب سالم: «بالرغم من أن قرار إقالة المقدشي كان متوقعاً، وتم اتخاذه في وقت متأخر، إلا أنه لن يأتي بالجديد، بل هو يكشف عن مدى فشل شرعية هادي ومعسكره في إدارة الحرب من خلال اعتمادها على شخصيات مثل علي محسن والمقدشي وغيرها من قيادات حزب الإصلاح الذي يسيطر على القرار داخل القصر الرئاسي، لذا لا أتوقع أن يكون قرار الإقالة إشارة للتخلي عن الإصلاح بقدر ما هو تمكين لهم وتعزيز لدورهم بالمشهد السياسي».