منبر كل الاحرار

التحالف السعودي يعيد جنوب اليمن بعد 8 أعوام من تدخله إلى حقبة الثمانينات

الجنوب اليوم | تقرير

 

أثبت التدخل العسكري للتحالف السعودي الإماراتي في اليمن على مدى الثمانية الأعوام الماضية، أنه تدخل عسكرياً في اليمن لتدمير البلاد وإفقارها وتفتيتها مجتمعياً وفرض حصاراً على اليمنيين كافة وليس فقط على مناطق حكومة أنصار الله “الحوثيين”، إضافة لما ارتكبه من جرائم بحق الإنسانية بقصف المدنيين في كل مناطق اليمن بالطيران الحربي.

التحالف بقيادة السعودية والإمارات يواجه اتهامات كثيرة بسبب تدميره البنية التحتية في اليمن وتفكيك المجتمع اليمني، بالإضافة إلى فرض الحصار الذي تسبب في معاناة شديدة للشعب اليمني بسبب نقص المواد الغذائية والأدوية والوقود والكهرباء.

وقد شن التحالف العديد من الضربات الجوية على المدنيين والأحياء السكنية والمنشآت الحيوية، مما أسفر عن مقتل العديد من المدنيين وتدمير مئات المنازل والمدارس والمستشفيات والجسور والطرق.

وقد أدى هذا القصف المستمر إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وانتشار الأمراض والجوع والفقر بين الشعب اليمني في كل مناطق اليمن شمالاً وجنوباً.

لم تكتفِ السعودية والإمارات بذلك فقط بل قامت بتجنيد الآلاف من اليمنيين الفقراء خصوصاً من أبناء المحافظات الجنوبية ومحافظتي تعز ومأرب ودفعت بهم للقتال في الحدود السعودية الجنوبية مع اليمن ضد قوات أنصار الله “الحوثيين”.

هذا الأمر أدى إلى تجنيد الكثير من الشباب اليمني وتدمير مستقبلهم، حيث تم استخدامهم طوال السنوات الماضية كأدوات في الحرب دون مراعاة حياتهم ومستقبلهم. وقد أدى هذا الأمر إلى تزايد الفقر والبطالة في جنوب اليمن، وانتشار الفوضى والعنف في المناطق التي لم يعد فيها تواجد لقوات الحوثيين والتي يطلق عليها التحالف اليوم بالمناطق المحررة.

وعلى مدى 8 أعوام دفعت السعودية بالآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية اليمنية إلى ما يمكن وصفه بمحارق الموت التي فتحتها لهم في معاركها في حدودها الجنوبية مع اليمن وحتى في معاركها في الداخل اليمني مثل محيط صنعاء ومعارك الساحل الغربي لليمن حيث تقاتل السعودية اليمنيين مستخدمة جزءاً منهم خاصة ممن يضطرون للقتال مع السعودية ضد أبناء بلدهم مقابل الحصول على مبلغ ألف ريال سعودي شهرياً وهو ما يعتبر استنزافاً سعودياً لأبناء اليمن الجنوبيين.

ولم يعد ذلك خافياً على أحد لا إقليمياً ولا دولياً، فطالما أوردت تقارير منظمات دولية ووسائل إعلام عالمية أن استغلال الفقراء والمحتاجين من أجل القتال وتحقيق مصالح سياسية أمراً غير أخلاقي ولا يجب أن يحدث.

هذه التقارير الدولية تقول إن من المؤسف أن العديد من اليمنيين الفقراء يجدون أنفسهم مضطرين للقتال مع السعودية والتحالف الذي تقوده ضد أبناء بلدهم، مشيرة إلى أن هذا يزيد من معاناة الشعب اليمني ويزيد من تدهور الوضع الإنساني في اليمن.

ووفقاً لتقارير عن منظمات أممية فإن “السعودية والإمارات قدمتا أيضاً دعماً عسكرياً ومالياً لمليشيات موالية لهما في الجنوب اليمني، مما أدى إلى تفتيت وتقسيم اليمن إلى أجزاء وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد،  وتقدر الأمم المتحدة أن الحرب في اليمن أدت إلى مقتل أكثر من 233,000 شخص، بما في ذلك الآلاف من المدنيين، وأدت إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

وباختصار فإن التدخل العسكري للتحالف السعودي والإماراتي في اليمن أحال الجنوبيين وأعادهم إلى حقبة الثمانينات التي شهد فيها الجنوب صراعاً مناطقياً مسلحاً خسر فيه الجنوبيون حسب أقل إحصائية نحو 20 ألفاً من أبنائهم وآبائهم، وها هو المشهد ذاته يتكرر اليوم بعد 8 سنوات من السيطرة السعودية والإماراتية العسكرية والسياسية والاقتصادية على جنوب اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com