منبر كل الاحرار

هل سينجح الإقليم المدعوم غربياً في فصل جنوب اليمن عن شماله؟

الجنوب اليوم | تقرير

 

لم تعد الإمارات وحدها من تدفع نحو انفصال اليمن وتفكيكه، بل أصبح مشروع تفكيك اليمن أحد ملفات السعودية التي تعمل عليها كما لوحظ مؤخراً.
حيث يفسر مراقبون إن التغاضي السعودي عن تحركات الانتقالي المدفوع من الإمارات في المناطق الشرقية لليمن من خلال اختيار المكلا مكاناً لعقد دورته الخامسة لجمعيته العمومية التي استغلها من أجل إدخال قوات عسكرية تابعة له إلى محافظة حضرموت بذريعة التأمين، إضافة إلى محاولة الانتقالي ربط قوات الجيش اليمني في المهرة بغرفة عمليات قوات الانتقالي في عدن، بأنه بمثابة الضوء الأخضر السعودي لهذا التحرك المهدد لأمن واستقرار المنطقة برمتها.
من بداية الحرب على اليمن، ظلت السعودية تنظر إلى أي تحرك خارج إرادتها في المناطق الشرقية هو بمثابة خط أحمر، فلماذا لم يعد الأمر كذلك في هذا التوقيت تحديداً؟.
يرى مراقبون إن السعودية ظلت تنظر لتفكيك اليمن أنه هدف استراتيجي عملت على استغلال الأحداث والصراعات اليمنية البينية طوال العقود الماضية لتحقيق هذا الهدف، فقد دعمت السعودية الانفصال في حرب صيف 94م، وغذّت السعودية حروب المناطق الوسطى في سبعينات وثمانينات القرن الماضي بهدف إبقاء اليمن مقسماً بين شمال وجنوب، ولكن ومنذ بداية الحرب ودخول الإمارات كفاعل رئيسي ومؤثر في الجنوب تحت مظلة التحالف، رأت السعودية أن الانفصال أو تفكيك المناطق الجنوبية في ظل هيمنة الإمارات أمراً غير مجدٍ، وهو ما دفعها إلا تقليص مساحات نفوذ الإمارات وأدواتها طوال الفترة الماضية.
السعودية تريد الانفصال وتفكيك حتى الجنوب ذاته، لكنها لا ترغب في أن يحدث انفصال لا تستفيد هي منه وإلا فهي مع مشروع الانفصال، لذلك من الممكن القول أن مشروع الانفصال وتفكيك اليمن هو هدف مشترك بين السعودية والإمارات إلا أن الفارق بينهما هو أنه هدف تعمل الإمارات على تحقيقه حالياً فيما السعودية تعمل على تأجيله حتى تصبح هي المستفيد الأول من هذا الانفصال.
ماذا تريد السعودية من الانفصال؟
تسعى السعودية منذ عقود طويلة إلى ضم الأجزاء الشرقية لليمن إليها، فالسعودية دولة توسعية منذ نشأتها وقد حظيت محافظة حضرموت باهتمام كبير من السعودية ليس على مستوى البنية التحتية بل على مستوى شراء ولاء الشخصيات الاجتماعية المؤثرة إذ منحت الرياض المئات من الشخصيات الحضرمية الجنسية السعودية إضافة إلى امتيازات مالية ومخصصات وامتيازات أخرى خلافاً لبقية من تدعمهم الرياض ممن هم في كشوفات اللجنة الخاصة.
حين وضعت السعودية يدها على حضرموت باتفاق مع الإمارات أبرم مؤخراً قضى بخروج قوات الإمارات من قاعدة مطار الريان وتسليم القاعدة للقوات السعودية مقابل ترك السعودية سقطرى للإمارات، كان ذلك مؤشراً على أن هناك اتفاق تمت طباخته والتوافق عليه بين البلدين المتخاصمين رغم تقاطع مصالحهما وتضاربها ضد بعضها البعض في عديد من الملفات في اليمن إلا أن هذا الاتفاق يبدو أنه مثل مصلحة للبلدين.
يبدو أن هذه الطبخة تقتضي تقسيم الجنوب أيضاً بين السعودية والإمارات لكن العمل على ذلك سيتطلب الانتظار قليلاً والبدء أولاً بتهيئة الأرضية في الجنوب وقد يستمر ذلك عدة أعوام حتى تصبح المناطق الشرقية تابعة للسعودية والمناطق الجنوبية الغربية تابعة للإمارات أو على الأقل خاضعة للهيمنة والوصاية الخليجية.
من الممكن أن تدفع السعودية حالياً نحو تحقيق وإعلان الانفصال لكن ما يمنعها من ذلك هو أن الجنوب ليس خاضعاً لها بالكامل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com