منبر كل الاحرار

تنظيم القاعدة.. الغطاء الأمريكي لتوسيع النفوذ والوجود العسكري جنوب اليمن

الجنوب اليوم | تقرير

 

يتحرك السفير الأمريكي في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الإماراتي جنوب وشرق اليمن، وكأنه مسؤول يمني رفيع لا بكونه سفيراً فقط في انتهاك صارخ للسيادة اليمنية.

ومن مظاهر انتهاك السفير ستيفن فاجن للسيادة اليمنية كغيره من السفراء السابقين، لقاءاته بصغار المسؤولين في حكومة التحالف في الوقت الذي يفترض فيه أن تنحصر لقاءاته فقط إما بوزير الخارجية أو برئيس الدولة بحسب البروتوكول الدبلوماسي المعمول به عالمياً.

آخر لقاءات السفير الأمريكي لدى اليمن كانت بمدير أمن عدن، اللواء مطهر الشعيبي الذي نشرت عنه وسائل إعلام جنوبية موالية للتحالف السعودي الإماراتي بأنه طلب من الأمريكان دعماً لوجستياً لتعزيز القبضة الأمنية، الأمر الذي يؤكد أن حكومة التحالف تتخوف من أن يتم الإطاحة بها بفعل الاحتجاجات الشعبية الغاضبة والمتنامية المطالبة برحيل التحالف ورحيل أدواته بما في ذلك حكومة معين ومجلس العليمي والمجلس الانتقالي.

ومنذ مطلع الألفية الحالية ابتدعت واشنطن مبرراً لفرض تدخلها بشكل مباشر في معظم البلدان في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك اليمن.

كان تنظيم القاعدة وعناوين مكافحة الإرهاب هو المبرر الرئيسي للوجود الأمريكي في المنطقة منذ العام 2000 فما فوق.

وسبق أن اعترف مسؤولون أمريكيون بأن تنظيم القاعدة هو صنيعة المخابرات الأمريكية لإيجاد المبرر لتمكين واشنطن من فرض تدخلها في أي بلد تريد.

وفيما يتعلق باليمن، فمن غير الخفي، بحسب ما كشفته تحقيقات وسائل إعلام دولية، بأن تنظيم القاعدة في اليمن عمل جنباً إلى جنب مع التحالف العسكري السعودي الإماراتي بعلم ودراية وضوء أخضر من واشنطن، حيث قاتل التنظيم تحت قيادة التحالف ضد قوات حكومة صنعاء منذ بداية الحرب.

الأكثر من ذلك أن معسكرات تنظيم القاعدة التي سيطر عليها مقاتلوا أنصار الله (الحوثيون) في محافظة البيضاء كانت تحتوي على أسلحة عليها شعار (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)، الأمر الذي كشف أن التحالف لم يكن وحده من يدعم تنظيم القاعدة بالسلاح لقتال قوات صنعاء، بل أيضاً الولايات المتحدة الأمريكية كانت أيضاً تقدم الدعم المباشر للتنظيم الإرهابي.

حالياً يعود نشاط تنظيم القاعدة للبروز بشكل كبير في محافظتي أبين وشبوة، ومن المؤكد أن التنظيم الذي حصل على دعم عسكري كبير من السلاح وصل حد حصوله على طائرات مسيرة لأول مرة، حظي أيضاً بهذا الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية سواء بشكل مباشر أو عن طريق السعودية التي تمول التنظيم عن طريق حزب الإصلاح.

ويرى مراقبون إن عودة التنظيم الإرهابي للواجهة من جديد في جنوب اليمن في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون الحرب في اليمن توشك على الانتهاء، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تقف خلف تغذية التنظيم وعودته من جديد لإيجاد المبرر والذريعة لبقاء القوات الأمريكية المتواجدة في بعض المناطق بعدن وحضرموت والمهرة بغطاء مكافحة الإرهاب، كون بقاء هذه القوات بعد انتهاء الحرب وخروج القوات الأجنبية من اليمن بحسب ما تشترطه حكومة صنعاء فإنه لن يكون هناك من مبرر لبقاء القوات الأمريكية وبالتالي كان لزاماً على واشنطن إيجاد المبرر لاستمرار بقاءها عسكرياً جنوب اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com