ولم تكتفِ الحكومة باستعراض قوّتها، بل صعّدت خطابها وبعثت برسائل تحذيرية للمجلس. وعلى لسان بن دغر، قالت: «حذارِ أن تسقط الجمهورية، أو مجرد التفكير في الاستيلاء على السلطة بالقوة في عدن»، مؤكدة أن «عدن للجميع، والحكومة الشرعية ستقف إلى جانب أهلها في السّراء والضرّاء».
ومنذ اندلاع السباق على تنظيم فعالية 14 أكتوبر، ومحاولة كل طرف تسجيل حضور وموقف في المناسبة، تعدّدت أساليب الاحتفال بين «المجلس الإنتقالي» و«حكومة هادي» و«فصائل الحراك والمقاومة»، حيث دعا المجلس أنصاره للخروج إلى ساحة المعلا، بينما دعت فصائل «الحراك» والــ«المقاومة»، للخروج إلى ساحة العروض، فيما اكتفت الحكومة بالعرض العسكري في «صلاح الدين».

المعلا: ضمور الحضور
وعلى الرغم من محاولات «المجلس» تنظيم أكبر حشد، أكّد مراقبون أنّ الحشود جاءت أقل بكثير من الحشود التي خرجت يوم الإعلان عن «المجلس» في مايو الماضي، وتحدّث الناشط في «الحراك»، محمد دنبع لـ«العربي »، عن أنّ «المجلس لم يقدّم لأنصاره أي جديد منذ تأسيسه، وظلت قيادات المجلس في الخارج بعيداً عن الجماهير ماتسبب في تراجع شعبيته»، وأضاف أنه «في الفعاليات القادمة قد ينتهي الحال به إلى تنظيم فعاليات في قاعات مغلقة».
ويرى مراقبون أنّ «المجلس» قدم لجمهوره «خطاباً ثورياً وحماسياً» بعيداً عن الواقع، وما جاء في كلمة الزبيدي التي تحدث فيها عن «لقاءات غير رسمية جمعت أعضاء المجلس بسفراء أكدوا دعمهم للمجلس»، إلا نوع من «المغالطات»، حيث أن الموقف الدولي والإقليمي يؤيد قيام كيان سياسي جنوبي قادر على تنفيذ أي اتفاق سياسي مستقبلاً لوقف الحرب في اليمن، وتحت المرجعيات الثلاث، التي يعدّها الجنوبيون استثنت حلّ القضية الجنوبية، وأقرّت تقسيم الجنوب ضمن نظام الأقاليم.

العروض: تصويب على الإمارات
وفي خطابات قوى «الحراك» و«المقاومة» المحتشدة في ساحة العروض، مطالبات «بموقف واضح لدولة الإمارات، في ما يخص استقلال الجنوب»، وتأكيد على أن «أوّل دولة يجب أن تعترف بالمجلس رسميّاً هي الإمارات وأن لا تستخدمه فقط لمصالحها، وليس لمصلحة الجنوب».
وصوّبت الخطابات على آداء الإمارات في الجنوب، و«تبنّيها الضمني» لـ«المجلس الانتقالي»، من دون أن تُعلن الاعتراف به على الملأ.
وأظهرت كتابات لناشطين جنوبيين تابعين لـ«المجلس الإنتقالي»، انتقادات لخطاب المجلس، معتبرين أن «الشرعية» تحقق انتصارات في صراعها مع المجلس. وكتب الصحافي عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة «الأمناء نت» على صفحته في «الفيس بوك»، إن «الشرعية اليوم انتصرت بعدن، فلم أعد أشعر بأي طعم لفعالية المعلا».
وكتب الناشط نصر الشاذلي، على صفحته «كنت في انتظار قرارات عيدروس التاريخية، ولكن بعد العرض العسكري اليوم بحضور بن دغر، لم أعد مهتماً، وقلبت القناة اتفرج فيلم لعادل إمام».

صلاح الدين: استعراض للقوة
وتحدثت مصادر للعربي عن أن «وحدات من الحزام الأمني، وسريّة من اللواء الأول مشاة الذي يقوده عيدروس الزبيدي، شاركت في العرض العسكري إلى جانب قوات الشرعية».
واللافت أن وحدات «الحزام الأمني» وسريّة اللواء الأول مشاة، يتبعون «المجلس الانتقالي»، وقد شاركوا في العرض العسكري الذي نظّمته حكومة هادي في معسكر صلاح الدين.
وأكّدت المصادر على أن «تنظيم العرض تم بتنسيق مع قائد التحالف في عدن»، وهو ما يعتبره جنوبيون «سياسة مزدوجة» يقوم بها «التحالف» في التعامل مع أطراف الصراع في عدن.
وفي هذا السياق، رأى الناشط في «الحراك»، محسن اليافعي، أن «المؤامرة على الجنوب في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً وأن كل مَن قد دخل صلاح الدين بتصريح من قيادات التحالف».