منبر كل الاحرار

شبوة.. هل عادت حرب الاغتيالات من جديد، ومن أطرافها ومن المستفيد؟ (تقرير)

الجنوب اليوم | تقرير

 

جريمة اغتيال جديدة في محافظة شبوة الاستراتيجية، جنوب شرق اليمن، تطال هذه المرة مسؤولاً تربوياً، هو مدير شعبة الامتحانات في مكتب تربية شبوة، أحمد طربش الدياني.

جريمة الاغتيال التي تعرض لها الدياني وقعت اليوم الأربعاء بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التابعة لفصائل “دفاع شبوة” الموالية للإمارات وسط مدينة عتق مركز المحافظة التي باتت تديرها الإمارات عبر المحافظ الموالي لها عوض ابن الوزير العولقي.

أما منفذو الاغتيال فكالعادة كانوا مسلحين مجهولين وقد لاذوا بالفرار ولم يتم القبض عليهم رغم قرب مكان حدوث الجريمة من نقطة عسكرية لدفاع شبوة.

انفلات أمني يطغى على محافظة شبوة

وتعكس جريمة الاغتيال استمرار مظاهر الانفلات الأمني في محافظة شبوة، كما هو الحال ببقية المحافظات الجنوبية.

ويعد الملف الأمني أكثر الملفات التي فشلت في إدارتها الفصائل العسكرية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي وحتى الحكومات السابقة والحالية التابعة للتحالف على مدار الثمانية أعوام والنصف الماضية من عمر الحرب.

ويرجئ مراقبون عملية الاغتيال الأخيرة إلى استمرار الصراع بين الفصائل المنقسمة مع بعضها البعض والتابعة للتحالف في شبوة، وخاصة بين الجناح التابع أو الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي والجناح التابع لفصيل حزب المؤتمر التابع للإمارات بقيادة المحافظ ابن الوزير.

مخطط فوضى تديره السفارة الأمريكية والسعودية

عملية الاغتيال هذه تأتي في وقت برز فيه بشكل لافت عودة ظهور وتوسع انتشار مسلحين عقائديين ومتشددين مرتبطين بالسعودية في المناطق الريفية الغربية لمدينة عتق مركز المحافظة، وهذه العناصر وعلى الرغم من أنها تتبع السعودية إلا أن أعداداً منها يرفعون بشكل متعمد في تحركاتهم بالأطقم العسكرية التي حصلوا عليها فجأة، أعلام ورايات تنظيم القاعدة الإرهابي، في حين يؤكد معنيون في شبوة تحدثوا في أوقات سابقة لـ”الجنوب اليوم” أن ظهور هؤلاء المسلحين يجري بشكل منظم ومدروس ومدفوع من الخارج والإقليم، مؤكدين أن هذه التطورات لها ارتباط وثيق بتكثيف الوجود العسكري الأمريكي في المحافظات الجنوبية مثل عدن وحضرموت وباب المندب، غير مستبعدين أن تكون المعلومات المتداولة بشأن دفع الولايات المتحدة بتنظيم القاعدة للظهور في شبوة ومناطق جنوبية أخرى، معلومات حقيقية وصحيحة والغرض من هذه التحركات هو إيجاد المبرر الكافي لواشنطن لفرض وجود عسكري دائم لها في المناطق الاستراتيجية الهامة جنوب اليمن.

أغسطس الماضي 23 جريمة وانتهاك في شبوة

وفي أغسطس الماضي، شهدت محافظة شبوة وقوع 23 جريمة وانتهاكاً في مناطق مختلفة بالمحافظة، وبسبب تلك الانتهاكات والجرائم سقط خلال أغسطس الماضي في شبوة 21 شخصاً ما بين قتيل ومصاب.

وتصدرت جرائم الانفلات الأمني قائمة الجرائم والانتهاكات التي شهدتها شبوة خلال أغسطس الماضي بواقع 20 جريمة انفلات من أصل 23، أبرزها مقتل الجندي مطلوب الديولي، أحد أفراد حراسة محافظ شبوة ابن الوزير، وهذه ثالث حادثة قتل تحدث داخل منزل ابن الوزير فيما يقول الإعلام الممول من التحالف إن حوادث القتل داخل منزل المحافظ تحدث عن طريق الخطأ.

التصفيات تصل لمنزل ابن الوزير بين حراساته

وقبل ذلك كان العقيد لحول الديولي، الحارس الشخصي للمحافظ ابن الوزير قد قتل أيضاً داخل منزل المحافظ، وحينها نقلت وسائل الإعلام في شبوة أن الحادثة كانت عن طريق الخطأ، وقبل ذلك أيضاً قتل الجندي، محسن ناصر خميس، أحد أفراد حراسة منزل المحافظ، وقيل حينها أيضاً أنه قتل عن طريق الخطأ، وجميع القتلى بمنزل المحافظ تم الإعلان أن مقتلهم كان بسلاح من زملائهم عن طريق الخطأ.

ابن الوزير وخيوط اللعبة والتحكم بالصراعات القبلية

وبالعودة لما شهدته شبوة خلال أغسطس الماضي، فقد تمثلت مظاهر الانفلات الأمني بجرائم قتل منفردة لها علاقة بنزاعات قبلية حيث تكررت بشكل كبير جرائم الاشتباكات البينية القبلية من دون وجود أي دور للجهاز الأمني بمحافظة شبوة في وقف هذه النزاعات والاشتباكات.

ويُتهم المحافظ ابن الوزير بأنه ينتهج سياسة زعيم حزبه الراحل، علي عبدالله صالح والذي قتل بعد إعلان تحالفه مع الإمارات والسعودية وتفجير مواجهات ضد حلفائه أنصار الله الحوثيين أواخر نوفمبر ومطلع ديسمبر 2017، حيث عُرف عن صالح إدارته للصراعات القبلية والنزاعات عن طريق إذكائها مع إبقاء خيوط السيطرة عليها لإشغال القبائل في مختلف مناطق اليمن بصراعات بينية.

وإضافة لما سبق شهدت شبوة خلال أغسطس الماضي انتهاكات أمنية ارتكبتها الفصائل المسلحة المدعومة من التحالف السعودي، حيث ارتكبت هذه الانتهاكات بحق المواطنين مثل مداهمات المنازل وحملات الاعتقالات العشوائية

ترتكبها فصائل المليشيات المسلحة بحق المواطنين كمداهمات المنازل وشن حملات الاعتقالات العشوائية حتى وصل الأمر لقيام هذه الفصائل باختطاف عناصر بعضها البعض كأوراق ضغط من قبل طرف ضد طرف آخر، كما حدث بين قوات العمالقة من جهة والنجدة من جهة أخرى، كما شملت جرائم الانفلات الأمني عملية هجوم على معسكر منشأة بلحاف الغازية التي تتواجد فيها قوات إماراتية وتحرسها قوات موالية لها تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com