محاولات شعبية «خجولة» بدأت ملامحها ترتسم في محافظة حضرموت، للضغط على السلطة المحلية بغية العدول عن قرارها رفع تسعيرة المشتقات النفطية. دعوات للإضراب والعصيان والوقفات والمسيرات الاحتجاجية انتشرت كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي خلال الـ24 ساعة الماضية، لكن شعلتها سرعان ما كانت تذوي بالقناعة الراسخة بأن القرار دخل حيز التنفيذ، ولا أحد في السلطة، وفي مقدمتهم المحافظ فرج سالمين البحسني، لديه قدرة على إيقافه أو تعطيله.
تفريغ شحنات الغضب الجماهيري اتخذ أكثر من مسار. ولأول مرة، بدأت أصوات ترتفع في وجه البحسني وتتهمه بأنه «نكث» بوعوده بالحفاظ على استقرار الأوضاع الاقتصادية. وساهمت مبالغته في الاحتفاء بزيارة أحمد عبيد بن دغر، رئيس حكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى المحافظة الشهر الماضي، ومن ثم الرهان على مخرجاتها، في «بيع الوهم» لأبناء المحافظة، وتمكين بن دغر من «خداعهم للمرة الألف»، كما يرى كثيرون.
يقول المواطن أحمد بن ماضي إن البحسني «ضغط على مؤتمر حضرموت الجامع لعدم اتخاذ أي تحرك تصعيدي ضد حكومة بن دغر، وطالب بإعطائه مهلة حتى يتحقق من مدى مصداقية الأخير في الوعود التي قطعها له، ومن بينها اعتماد مبلغ مقطوع لدفع مستحقات الكهرباء، وتأمين السيولة اللازمة لصرف المرتبات، لكن بعد مرور شهرين على زيارة بن دغر، جاءت مكافأة حضرموت بانقطاع الكهرباء ساعة كل ثلاث ساعة في مدينة المكلا وبقية مناطق الساحل، ومن ثم جرعة سعرية في المشتقات النفطية، الكل متفق على تمريرها في السلطة والحكومة، ولا أحد يكذب عليكم، ويقولكم ما سيبي».