منبر كل الاحرار

انقسام كبير في الداخل الإسرائيلي بشأن التعامل مع الجبهة الشمالية (تقرير لأبرز المواقف)

الجنوب اليوم | تقرير

 

يتحرك الكيان الإسرائيلي على ناحيتين وخطين متوازيين في المرحلة الحالية: خط واضح ولا يقبل التأويل بأنه ليس لدى الكيان أي نية لفتح معركة في الشمال وخط للجيش الذي يريد القضاء على مزيد من خلايا “حزب الله”. حسبما يصفها الإعلام الإسرائيلي.

ويقر الإعلام الإسرائيلي بارتفاع عدد الجنود القتلى من جيش الاحتلال وارتفاع القصف الصاروخي على مستوطنات الشمال، في المقابل لا يزال الجانب السياسي في الداخل الإسرائيلي يبذل قصارى جهده ليتفادى الإقرار بأن “إسرائيل الآن في حرب فعلية على حدود لبنان أيضاً”.

ويبرر، أور يسسخار، رئيس قسم الأبحاث التابع لحركة “أمنيين”، تفادي الكيان الدخول بمعركة مع حزب الله في الجبهة الشمالية لأسباب أهمها “يجب أن نفهم أنّ معركة مع حزب الله هي حدث أكثر تعقيدا ممّا نراه اليوم في غزة. حزب الله جيش كامل، متمرّس بعد سنوات قتال طويلة في سوريا، مع أكثر من 150 ألف صاروخاً، بينها آلاف دقيقة. هذا حدث يجب أن نواجهه بشكل مختلف تماماً”.

ويضيف أور يسسخار، “طوال سنوات أخطأنا بتقدير زائد لقوّتنا وتقدير منقوص لقوّة حماس وحزب الله. هذا جعلنا نؤمن بالمصطلح الذي نعرف الآن أنّه غير موجود- ‘ردع”.

ويرى تيار واسع في الداخل الإسرائيلي إن المناورة التي نفذها حزب الله سابقاً بنفس الطريقة التي نفذت بها المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى، قبل ثلاثة أشهر وتغطيتها بشكل واسع إعلامياً، يرى تيار في الكيان الإسرائيلي إن هذه المناورة كانت عبارة عن رسائل من حزب الله لإسرائيل و”يريدون إخبارنا ماهي تماماً قدراتهم وما هي نواياهم، والسؤال هو ماذا نفعل نحن بهذه المعلومات؟”.

وتعد مسألة الخروج إلى عملية هجومية ابتدائية ضدّ حزب الله بهدف شلّ ما يعتبره الكيان “التهديد الشمالي” تُطرح مجددا في الأيام الأخيرة، سواء في الحديث العام في إسرائيل أو خلال مختلف جلسات الكابينت.

وفي هذا السياق فإن نتنياهو وغالبية أعضاء مجلس الحرب المصغّر يعارضون هذا بشدّة في هذه المرحلة، فيما آخرون في الكابينت السياسي- الأمني، يقولون كلاماً آخر، فمثلاً وزير الأمن يعتقد أيضاً أنّ على إسرائيل أن تبادر في هذه المرحلة إلى تنفيذ عمل ضدّ حزب الله.

ويقول د. ميخائيل ميلشتاين، الباحث رفيع الشأن في جامعة تل أبيب وفي جامعة ريخمن: “لقد قاتل الآلاف من مقاتلي حزب الله إلى جانب جيش الأسد واكتسبوا هناك خبرة وتجربة عسكرية على أعلى المستويات”.

ويضيف ميلشتاين “كانت لدينا فترة عشر سنوات تقريبا لمعالجة هذا التهديد، حين كان حزب الله ما زال يتخبّط بأضرار حرب لبنان الثانية من جهة، ومن جهة ثانية، كان منشغلا في سوريا. لكنّنا بدلا من هذا، استهوتنا المعركة بين الحروب”.

ويكشف ميلشتاين ” كلّما كنا نضرب مسار تسلّح ما، كانوا ينتجون اثنين بدلا منه. وحين ضربنا بنجاعة المسار البري، انتقلوا إلى الجوّي. حين ضربناه- انتقلوا إلى المسار البحري”.

ويقر الإعلام العبري أن وزير الأمن يوآف غالانت حاول أن يقود تنفيذ هجوم استباقي في الجبهة الشمالية لكنه فشل بعد اعتراض قوي من نتنياهو المدفوع من قبل الأمريكيين.

ويقر الإسرائيليون المصطفون مع نتنياهو بأن إسرائيل غير قادرة على القتال على جبهتين معاً بعد أن كانوا في بداية الحرب على قطاع غزة يقولون بأنهم يستطيعون القتال على أكثر من جبهة وليس فقط على الجبهتين الجنوبية والشمالية فقط.

ويحذر جزء من السياسيين الإسرائيليين من مسألة دخول إيران أيضاً على خط الحرب، ومنطلق هذا التحذير هو أن دخول إيران سيجعل أمريكا أمام خيار وحيد وهو الدخول المباشر أيضاً مع إسرائيل، وهنا في هذه الحالة – حسب الإسرائيليين – ستنضم أيضاً روسيا بكل تأكيد وتحضر بقوتها في الشرق الأوسط ولكل هذا التداعي أثمان باهضة حسب ما تقوله القناة السابعة العبرية، والتي تنقل على لسان محللين بأنه ليس هناك من خيار أمام الكيان إلا هذا المسار والقبول بتداعياته ونتائجه لأن ما دونه هو الانهيار التام والاعتراف بالفشل الذريع على كل الأصعدة والمستويات.

ويدرك الكيان الإسرائيلي أيضاً بأن الركون إلى قوات دولية مثلاً لمنع تحركات حزب الله أو غير حزب الله من الكيانات التي ليست دولاً هو أمر غير مجدي، خاصة مع إقرار الإسرائيليين بالفشل الكلي لقوات اليونيفل على حدود لبنان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com