منبر كل الاحرار

الجنوب اليوم يكشف أبرز الملفات التي سقطت من إستقالة المحافظ المفلحي ؟

الجنوب اليوم | تقرير خاص

لم تُقبل إستقالة محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي التي أعلنها من مقر إقامته في العاصمة المصرية القاهرة الخميس الماضي بسبب رفضها من قبل الرئيس عبدربه منصور هادي، إلا أنها كشفت عن مدى الصراع الداخلي وتفكك الجبهة الداخلية للقوى الموالية للتحالف وتاثير الصراع الإماراتي السعودي الخفي في الجنوب، فحكومة هادي التي أذعنت للحاكم الإماراتي العسكري في عدن أبو أحمد الإماراتي منذ سبتمبر الماضي بعد سيطرة القوات الموالية للإمارات على كافة مفاصل مدينة عدن، شنت حرباً غير معلنة على المفلحي الذي غادر عدن الشهر قبل الماضي بعد تصاعد مظاهر الإنفلات الأمني وتردي الخدمات العامة وخروج عدن عن سيطرة السلطة المحلية.

المفلحي الذي دمعت عيناه في لقاء مع قيادات السلطة التنفيذية قبل عدة أشهر، أثناء حديثة عن عدن وعن ما آلت أليه الاوضاع في المدينة، معتبراً دموعه دموع كبرياء وليس دموع ضعف، متهماً جهات لم يسمها بعرقلة أداء السلطة المحلية واشار إلى أن هناك من يريد أن تكون محافظ عدن تحت الوصاية، ولكنه إلتزم الصمت عقب ذلك ونفى بعد أيام من أن يكون حديثه موجهاً تجاه الإمارات واصفاً دورها بالنبيل الذي لمسه كافة أبناء عدن، بعد فشل حكومة هادي في إستعادة مقر السلطة المحلية المحتلة من قبل قوات إماراتية.

المحافظ المفلحي المعين من قبل الرئيس هادي في الرابع من مايو الماضي، واجه عديد تحديات وفشلت في تجاوزها حكومة هادي لارتباطها بالصراع الخفي السعودي الإماراتي في عدن والجنوب بشكل عام، وفي إستقالته تجاهل الدور الإماراتي بشكل كامل ولم يلمح إلية مجرد تلميح، مكتفياً بكشف الدور الذي يمارسه بن دغر رئيس حكومة هادي ضد عدن والسلطة المحلية، ومعتبراً كل ما تعانيه عدن نتيجة فساد بن دغر في الملف المالي وسطوته على إيرادات محافظة عدن والتصرف بها دون العودة إلى السلطة المعنية.
المحافظ المستقيل نجح في وضع حكومة بن دغر في زاوية ضيقة متهماً إياها بالتسبب بتردي الخدمات العامة، وأفشال مشاريع السلطة المحلية، والتصرف بمليارات الريالات بالمخالفة لقانون السلطة المحلية، وبالنظر إلى مضمون الإستقالة فقد خاطب المفلحي أبناء عدن قبل أن يخاطب فيها الرئيس هادي، وهو ما أثار موجة إستياء في أوساط أبناء المدينة الذي قابلوا الإستقالة بسخط شعبي عارم أدى إلى خروج مظاهرات شعبية وإغلاق شوارع وإحراق إطارات السيارات وتهديد حكومة بن دغر بالطرد من عدن ما لم يتم إعادة المحافظ المفلحي وتمكينه من القيام بكافة مهامة.

كثير مبررات وردت في نص الإستقالة كشفت عن الوجة الأخر لفساد بن دغر، لكنها تجاهلت الكثير من الملفات الساخنة والهامة التي تعانيها عدن وأهلها، ومن أبرز تلك الملفات ملف حقوق الإنسان المنتهك من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ولم تشر إلى قضية السجون السرية التي أصبحت مثار أهتمام العالم أجمع ولم تعد مخفية، بالأضافة إلى تجاهل الملف الأمني وما تعانيه عدن من اغتيالات وسطو ونهب للمتلكات وأراضي الدولة، واعتقالات وصراعات داخلية بين مجاميع مسلحة متباينة في الإتجاه والولاء.

خاطب المفلحي ابناء عدن وكأنه في إستقالته ينعي عدن، ويعتذر عن عدم تمكنه من خدمتها، ولكنه تناسي أن عدن تُذبح بشكل يومي من الوريد إلى لوريد من قبل محتل غاصب إستباح المدينة وحولها إلى سجون مفتوح.

ولذلك كشف الرجل القوي كما يصفه الكثير من الجنوبيين عن ضعفه في مواجة الحقيقة حتى بالكلمة، فالمفلحي أعاد كافة مشاكل وقضايا وآنات عدن إلى الجانب المالي وفساد بن دغر، ولكنه لم يشر إلى أن عدن لم تعد تخضع للسلطة المحلية وتحضع للحكم العسكري البوليسي الإماراتي.

ايضا المحافظ المفلحي تجنب خلال إستقالته توجيه أي انتقادات للمجلس الإنتقالي الجنوبي ولدولة الإمارات وهو ما عده مراقبون تجنباً مقصوداً لإدراك المحافظ المفلحي أن أي انتقادات للإمارت في إستقالته، ستعزز بقاء بن دغرعلى رأس حكومة هادي والذي كلف وكيل محافظة عدن أحمد بن سالمين بالقيام بمهام المحافظ المفلحي أواخر أكتوبر الماضي وهو ما أعتبرها الأخير رسالة تهديد واضحة، خصوصاً وأن تكليف سالمين بالقيام بمهام المفلحي جاءت عقب تبادل بن دغر والمفلحي الإتهامات بالسطو على 5 مليارات ريال، وافشال عدد من المشاريع الهامة في المحافظة، لذلك فان تجنب الملفحي إتهام الإمارات باعتباره المسيطر الفعلي على عدن أمنياً وعسكرياً سيعزز علاقة بن دغر بالإماراتيين في عدن.

وعلى الرغم من الهجوم الذي شنه المفلحي على بن دغر وفساده، إلا أن الرئيس هادي حاول تفادي تداعيات استقالة المفلحي برفض إستقالته والتوجيه بتشكيل لجنة للنظر فيما جاء بالاستقالة، ووفقاً للتوجية فقد كلف اللجنة المشكلة من عدد من الشخصيات بالعمل على إستعادة مبنى السلطة المحلية “المحافظة” وتسليمها للمفلحي، وحل الخلافات المالية، ولكن تبقى المشكلة الكبرى أن عدن خارج سيطرة حكومة هادي والسلطة المحلية.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com