منبر كل الاحرار

الانتقالي يسترزق من القضية الجنوبية.. قياداته ترفض الانسحاب من الرئاسي خوفاً على انقطاع الاعتمادات المالية

الجنوب اليوم | تقرير

 

في ظل الظروف الصعبة والمعقدة الاقتصادية والمعيشية والتي لم يعد المواطن الجنوبي يتحملها بسبب الفشل في حكومة التحالف السعودي وبقاء الجانب الاقتصادي من الناحية السيادية متحكماً به من قبل التحالف السعودي، تصاعدت الأصوات في الشارع الجنوبي المطالبة بانسحاب المجلس الانتقالي الجنوبي من المجلس الرئاسي وفرض واقع جديد يفرض فيه الانتقالي سيطرته السياسية والعسكرية والأمنية على المناطق الجنوبية التي يتواجد فيها لوضع حد لهذا الانقسام الذي كرس الفساد أكثر والفشل الأمني والإداري وجعل المناطق الجنوبية أرضاً مفتوحة لانتهاك سيادتها من قبل الخليجيين.

وبدلاً من استجابة الانتقالي لمطالب مؤيديه المنادية بانفصاله عن المجلس الرئاسي، ذهب المجلس للدفاع عن بقائه متحالفاً مع القوى الشمالية، في تنصل واضح عن كل الشعارات التي رفعها الانتقالي منذ نشأته بشأن الجنوب والقضية الجنوبية.

حيث أكد أبرز قيادات الانتقالي تمسكهم بما أسماها “الشرعية”.

وقال لطفي شطارة القيادي بالانتقالي “لن ننسحب من الشرعية ولن نسمع إلى من يريد إعادتنا إلى المربع الأول” في مؤشر على أن قيادات الانتقالي أصبحوا من المستفيدين من بقائهم في الشرعية على المستوى الشخصي فيما قواعد الانتقالي ومؤيديه ليس لهم لا ناقة ولا جمل من البقاء تابعين للمجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية.

ومن الواضح أن هناك مصالح يخشى قيادات الانتقالي المدافعين عن بقاء الانتقالي تحت مظلة المجلس الرئاسي، أن يخسروها، وبموقف قيادات الانتقالي فإنهم يكشفون حقيقة كونهم يتمسكون بالحفاظ على مصالحهم الشخصية مقابل التضحية بمصالح المجلس الانتقالي كمنظومة متكاملة قيادة وقواعد وحاشنة شعبية، وهو ما سيخلق انقساماً أكبر داخل الانتقالي، وقد بدأ الانقسام بالظهور من خلال توصيف شطارة لمن يطالبون الانتقالي من داخل الانتقالي ذاته بالانسحاب من الرئاسي بأنهم يريدون إعادة الانتقالي للمربع الأول، وهذا يعني تخوين قيادة الانتقالي لمن يرفع صوته عالياً من منتسبي الانتقالي ضد العبث الذي يرتكبه الصف القيادي للمجلس، ومن المتوقع أن يتم مواجهة كل من يطالب بتصحيح مسار الانتقالي، كما أن من غير المستبعد أن يصل الأمر إلى التصفيات الجسدية لتتكرر أحداث يناير 86م.

لا مكاسب

ولم يحقق الانتقالي أي مكاسب تذكر لقاء انضمامه للقوى الشمالية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، وانطوائه تحتها كمكون من بين 7 مكونات أخرى فيما يسمى (المجلس القيادي الرئاسي) الذي جاءت به وشكلته واختارت أعضائه المملكة السعودية.

بل على العكس من ذلك، فبدلاً من أن كان الانتقالي يفرض سيطرته كسلطة أمر واقع في بعض المناطق الجنوبية أبرزها (العاصمة المؤقتة عدن) بعد إعلانه عن الإدارة الذتية للمناطق الجنوبية، وكان المجتمع الدولي على وشك أن يتعامل مع الانتقالي كسلطة أمر واقع، ويعترف بها مثلما اضطر للاعتراف مجبراً بسلطة حكومة صنعاء وأنصار الله (الحوثيي)، استجاب الانتقالي لتوجيهات التحالف السعودي بالانضمام إلى المجلس القيادي الرئاسي الذي لا يزال حتى اليوم سلطة شكلية ورمزية “لا تهش ولا تنش” بحسب التعبير المحلي، ولا يزال التحكم والسيطرة على القرار السيادي والسياسي والاقتصادي بيد التحالف السعودي الإماراتي ومرهون بالتجاذبات والصراعات بين كل من الرياض وأبوظبي واللتين حولتا جنوب اليمن لساحة صراع وحلبة منافسة فيما بينهما حتى وإن كانت تلك الصراعات على ملفات لا علاقة لليمن بها.

ولو أن الانتقالي استمر مسيطراً على مناطقه بالقوة من دون أن يفقد شرعيته بانضمامه لمجلس قيادي غير شرعي لكان أشرف وأفضل للانتقالي، ولو شكل بمفرده حكومة في عدن قبيل اتفاق الرياض (الوهمي) لكان المجتمع الدولي قد اعترف بحكومة الانتقالي أكثر من اعترافه بحكومة المنفى.

تكشف التطورات الحالية وما وصلت إليه الأوضاع في جنوب اليمن أن المصالح الشخصية هي ما حكمت قيادات المجلس الانتقالي وحركتهم ووجهت مسارهم، وهذا بالفعل ما نراه حالياً على أرض الواقع، فمن خلال جرد حساب بسيط لما كسبه الانتقالي على المستوى العام من انضمامه لما تسمى الشرعية نجد أنه لم يحقق شيئاً سوى ما حققه قيادات الانتقالي من اعتمادات مالية بعضها معلن عنها رسمياً والبعض الآخر غير معلن عنها، أما الشعب الذي صعد على أكتافه قيادات الانتقالي فلم يحصد سوى الشعارات الرنانة والوعود الكاذبة والخيبات المتتالية وانهيار ما تبقى من كل ما كان يتمنى الحصول عليه من خدمات أساسية كالكهرباء والطاقة والمحروقات والأسعار والعملة والأمن والحرية في التنقل والعدالة والشعور بالأمان، وكل ذلك يزداد من سيء إلى أسوأ منذ أول يوم للحرب في عدن وحتى الآن.

إن المصالح الشخصية لقيادات المجلس الانتقالي، ستدفع هذه القيادات في يوم ما إلى أن تخرج وتقول بنفسها: (الوحدة أو الموت)، وهذا الأمر ليس مستبعداً، خاصة وأن بعض هذه القيادات بدأت بتخوين كل صوت من داخل الانتقالي مطالب بتصحيح مسار المجلس وأهدافه وتعديل مواقفه السابقة التي تبناها خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي والمسيئة لأبناء الجنوب مثل الاصطفاف علناً مع الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com