منبر كل الاحرار

كواليس من داخل الانتقالي

الجنوب اليوم | مقالات

كتب/ أنيس منصور

 

صعود عدنان الكاف وإقصاءه من قبل عيدروس الزبيدي.ثم اعتراض على تعيينه وزيرا للاتصالات لم يكن عدنان الكاف من قيادات الحراك الجنوبي، ولم يُعرف عنه أي نشاط جنوبي إبان فعاليات الحراك الجنوبي التي انطلقت في 2007، بل كان على علاقة خاصة مع أحمد علي عبدالله صالح ويبدو أنها تكونت من خلال وجود عدنان في نادي التلال. انضم عدنان للانتقالي بترشيح من خالد بحاح، وذلك عند تكوين المجلس الانتقالي على عجل في 2017 إثر إقالة هادي لعيدروس وهاني بن بريك، وأصبح عضو رئاسة المجلس ومن ثم مسؤول الدائرة الاقتصادية والمالية في المجلس. كان عدنان عند انضمامه للانتقالي يشغل منصب وكيل في ديوان محافظة عدن، ورغم أن الرئيس هادي أقال كل من انضموا للانتقالي من المسؤولين إلا أنه لم يُقل عدنان الكاف ربما لأنه يعلم دوره المحدود في المجلس وربما أيضا لسبب آخر يمكن استنتاجه لاحقا. استطاع عدنان في فترة وجيزة أن يكون من المقربين من عيدروس الزبيدي، وكانت أغلب القرارات التي يتخذها عيدروس تتم بالتشاور مع عدنان. وبعد أحداث النفير في عدن في أغسطس ٢٠١٩ بين الانتقالي وحكومة هادي تدخل التحالف في اقامة حوار بين الانتقالي وحكومة هادي في فندق الريتز بالرياض الذي أفضى لاحقا لما عرف باتفاقية الرياض التي ضمت الانتقالي لحكومة هادي. عيدروس الزبيدي اختار من ضمن وفده للتفاوض في الرياض عدنان الكاف وناصر الخبجي وعبدالرحمن شيخ وعلي الكثيري وبعض المساعدين. في أثناء المفاوضات شعر عيدروس بالشك تجاه جميع أعضاء الوفد المرافق لهم بأنهم على تواصل ما مع السعوديين او مع ناصر نجل هادي الذي كان يُدير ملف المفاوضات مع الانتقالي. ولكن شكوك عيدروس كانت تجاه عدنان الكاف بشكل أكبر حيث وجد أن السفير السعودي ال جابر يُبدي اهتماما خاصا بعدنان، وربما اختفى عدنان من الفندق لساعات طويلة دون أن يعرف عيدروس أين يذهب بالضبط، وكان عدنان يبرر غيابه بأنه ذهب للقاء أقاربه الحضارم في الرياض، غير أن عيدروس كان يعتقد أنه يخرج للقاء آخرين!. كان عدنان لديه الاستعداد الداخلي للانشقاق عن الانتقالي عند أقرب منعطف، فقد أدرك مبكرا أنه ليس في مكانه الصحيح وأن المجلس كله أصبح مجرد جسر عبور لعيدروس الزبيدي الذي لم يبدأ بعد في تلك الفترة في استيراد أقاربه وأبناء منطقته ليستبدلهم بقيادات الانتقالي ومنهم عدنان الكاف. تراكمت شواهد الشك في قلب عيدروس تجاه عدنان، وبدأ في تهميشه وسحب منه ملف الإدارة المالية للمجلس، وبدأ في تصعيد محمد الغيثي ليتولى الاتصالات الخارجية بعد أن كان عدنان يتولاها بالاضافة لمهامه المالية. (والغيثي هذا له قصة أخرى سنسردها لاحقا). ولكن هذا التهميش لم يكن سوى البداية، فقد كان عيدروس بين جحيم الشك وعذاب اليقين تجاه ولاء عدنان الكاف له. إلى أن جاء رشاد العليمي المعروف بدوره في تفتيت خصومه، وسرب اشاعة مفادها بأنه سيختار عدنان وزيرا للاتصالات عوضا عن نجيب العوج (رحمه الله)، واستغرب عيدروس كيف يختار رشاد عدنان وهو عضوا في الانتقالي دون التشاور معه خاصة أن الوزارة ضمن حصة الشمال وتحديدا المؤتمر الشعبي العام، فأدرك عيدروس أن عدنان فعلا بصدد الانشقاق. ومنعا لحدوث انشقاق عدنان قام عيدروس بإبلاغ رشاد معارضته لتعيين عدنان الكاف وزيرا للاتصالات واستجاب رشاد ولكن بعد أن تأكد أن خطته قد نجحت في تمزيق القوم من الداخل. أسر عيدروس في نفسه الأمر، إلى أن جاءت ما سميت هيكلة الانتقالي في مايو ٢٠٢٣ وقرر اقصاء عدنان نهائيا من المجلس بوضعه مع مئات آخرين في مجلس مستشارين لا يُعلم له ذكراً. قصة عدنان الكاف هي تلخص عقلية عيدروس الذي يبحث عن موالين وأتباع وليس شركاء، وفي نفس الوقت تُظهر عقلية عدنان الذي كان مستعدا للتخلي عن عيدروس عند أول عرض يقدم له. وهذا طبيعي فالمجلس هو مجموعة من الانتهازيين الذي لا يجمعهم أي رابط لا سياسي ولا فكري ولا عقائدي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com